صحيفة المثقف

علي محمد اليوسف: كلمات وشذرات فلسفية

علي محمد اليوسف* كان هوسرل مصيبا في خروجه على كوجيتو ديكارت أنا أفكر إذن أنا موجود، قوله الوعي الخالص لا يتحقق من غير قصدية، وهذه مستمّدة من برينتانو، ثم أخذها بغزارة فلاسفة الاميركان المحدثين من أمثال جون سيرل، وريتشارد رورتي، وسيلارز وكثيرين لا حصر لهم . وكان هيدجر في تعبيره  تحقيق الوجود الحقيقي للانسان هو أن يكون في عالم .الملاحظ أن الوعي الخالص إفتراض وهمي ونزوع ميتافيزيقي غير متحقق، ويكفي أن يكون الوعي متحققا طبيعيا في إدراكه لموضوعه لا أكثر من ذلك.

* يعتبر كروتشة الفيلسوف والفنان الايطالي"أنه ليس هناك غير حقيقة واحدة هي العقل، وأن العالم هو العقل. فيه تتحد الذات بالموضوع. والفردي مع الكلي، والعملي مع النظري، وهو التركيب القبلي المكوّن من كل التركيبات، أنه التطور الخالص اللانهائي الخالد. وهذه اللانهائية سر لنا لا نستطيع فك أختامه.

* الظاهراتية حسب منهج الفينامينالوجيا هي ما يظهر نفسه بذاته. والمظهر هو ما يظهر نفسه بلا وعي ولا إدراك منه، فالمظهر يلازم الموجودات في كينونتها الخارجية، بخلاف الماهيّة التي هي جوهر غير مدرك محتجب خلف صفات الشيء الخارجية.

* البنيوية تضع في إعتبارها بنية النسق اللغوي في إستقلالية عن العقل ولا تهتم بالمتلقي أو بالمستقبل كما يصفها منتقدوها، لكن المثير بألأمر أن البنيوية لم تحصر نفسها في مبحث التحوّل اللغوي وتضيع فيه، من حيث نجد شتراوس وفوكو ولاكان والتوسير وغيرهم من فلاسفة البنيوية طرقوا وفتحوا أبوابا لمباحث فلسفية تدور اللغة حول مركزيتها ولا تدور هي حول مركز دوران فلسفة اللغة.مثل مهاجمة البنيوية السرديات الكبرى، والعقل، وعلم النفس الفرويدي.

* إستشكالات فلسفية عن الوجود: يقول ديدنوسيوس الوجود الأعلى لا ينتمي الى مقولة الموجود الذي لا يدرك ولا الى مقولة اللاوجود. هذا منطق العقل في مهاجمته يقينيات ميتافيزيقية زائفة.وبدورنا نقول الوجود في ذاته هو نومين، أي هو وجود الاشياء التي لا تمتلك وعيا بذاتها ولا وعيا مغايرا إدراكيا لها وليس بمقدورنا إدراك ماهيتها. لذا الوجود بذاته بالنسبة لإدراك ألانسان له هي إستحالة وجودية إدراكية تناقض المفهوم الطبيعي للانسان. والوعي هو إدراك الآخر، والآخر موجود مغاير للوعي به وبهذه المغايرة يحقق كل منهما ذاتيته.

* ينكر سارتر أن يكون الوجود في ذاته وجودا حقيقيا، كما لا يمكنه أن يكون "لا وجودا". والعدم لا يعدم نفسه لكنه يبقى ملازما كل موجود وصولا مرحلة إفنائه. والعدم إفناء لكل وجود غير فان.

* الوجودية تدّعي فهمها الوجود الذاتي بشكل خلاق، فألانسان يخلق نفسه بنفسه من حيث سعيه تكوين ما هيته في كينونة متكاملة بما تصبو له الذات. كما تعتبر الوجودية لا فرق بين الذات والموضوع وليس العقل هو الطريق الوحيد في إكتساب المعرفة.

* عمد هيدجر في كتابه الكينونة والعدم نحته تعبيرات غامضة لا تحمل أكثر من قشرتها التعبيرية اللغوية مثل قوله " الوجود – في – عالم هو ليس علاقة بين ذات وموضوع". و"الموجود هناك الانسان الديزاين ليس له عمق، بل يأتي من جوف هاوية بلانهاية من العدم" " و"نهاية الموجود هناك هو الموت الذي هو نهاية بلا عدم، هو ركض الموت الى العدم، هو المحمول بذاته في داخله نحو العدم"." الوجود الاصيل يكون في الانعزال عن "الهم" الآخرين، وهذا لا يتحقق بقلب العالم ".

* عارض سورين كيركارد العقل كي يتسّق فلسفيا نفسيا مع إيمانه إلديني، فهو يرى أنه لا يمكن أن نصل لوجود الخالق الإله بوسيلة طرائق الفكر لأن العقيدة المسيحية مليئة بالتناقضات في معاداتها العقل. وبذلك أراد بناء فلسفة وجودية مؤمنة ليس باللاهوت كنص ديني، وإنما أراد وجودية تمزج بين المادي والروحاني في تعطيلهما فاعلية العقل الإيماني غير المتحقق إدراكه.

* بخلاف ياسبرز الذي يقول" إنني لا أتحول الى موضوع أمامي أنا نفسي" نقول الانسان وعي ذاتي في إدراكه ماهيته، ووعيه موضوعا مدركا لغيره من نوعه، بمعنى الانسان كينونة موجودية (ذات وموضوع) بالنسبة لوجوده وإدراكه أناه. كما يرى برجسون إمكانية الذات التخلص من سطوة ادراكها اشياء العالم الخارجي بالعودة الى ذاتها خالصة، ومثل هذا الافتراض خاطيء فالذات لا تعي ذاتها من غير ملازمة موضوع لها.

* ميّز كانط بين المعرفة الفلسفية القائمة على التصورات الذهنية، وبين المعرفة الرياضية التي تقوم على ما أسماه تركيب التصورات، وهذا التمييز برأينا لا يلغي حقيقة الفلسفة فكر منطقي لغوي تجريدي، يقاطع التجربة العلمية أغلب الاحيان، بينما علم الرياضيات يتم التعبير عنه بمعادلات علامات صورية رمزية تتوافق والتجربة التطبيقية في التحقق منها.

* العقل الانساني عقل خلاق يعلو قوانين الطبيعة في إدراكه الاشياء بتخليقها وليس في خلقها، قوانين العقل الانساني الوضعية هي إختراعات وليست إكتشافات مثل قوانين الطبيعة الثابتة. فالعقل يعقل نفسه ويعقل الطبيعة في موجوداتها في وقت واحد، لذا دأبت الفلسفة ترديد عبارة الانسان ذات وموضوع ولا إنفكاك بينهما. بينما الطبيعة لا تمتلك عقلا تعي فيه ذاتها ولا تدرك الانسان موضوعا لها يتعايش معها.

* الشيء فكرة: المعلومة الفلسفية التي تذهب الى أن الشيء فكرة تؤكد أهمية العقل في تخليقه لمدركاته الحسية، والعقل لا يكون محايدا في إدراكاته الاشياء والمواضيع، بل هو يقوم بتخليق وجودها، محاولا إنتشالها من وجودها الطبيعي الانطولوجي ألمنسي، الى وجود مغاير جديد حيوي يدركه العقل ليس لمجرد إدراكه وليس في كيفية إدراكه ،بل في قصدية العقل من فاعلية هذا الإدراك. الادراك ليس محايدا بل هو منتجا.

* مقولة ديكارت "العقل قسمة مشتركة عادلة بين البشر" لا يعني هذا أن العقل واحد مشترك عند كل البشر في تجلياته ومعطياته وتفكيره وإبداعاته، بل المقصود أن عقل الانسان إمتياز نوعي يختلف عن باقي موجودات ومخلوقات الطبيعة من جهة، ونوعي أكثر خصوصية أنه مختلف أشد الإختلاف بين شخص وآخر داخل النوع البشري الواحد.

* لم يكن ديكارت هو الفيلسوف الوحيد في إختراعه منهج الشك وضرورة إعمال العقل في معرفة الوجود كاملا، وإستثنى العقل من الايمان الديني، ومثله فعل شوبنهاور، هيوم، لوك، وليم جيمس، وجون ديوي، هؤلاء جميعهم ذهبوا الى وجوب فصل الايمان الديني عن مجمل معاملة مواضيع الفلسفة وقضايا الوجود بالمنهج العقلاني، وأن تصدي العقل لمسائل الميتافيزيقا هو ضرب من العبث واللاجدوى أن يقود الى نتيجة. وإنما يكون الايمان التسليم المطلق الذي يكون مصدره القلب. وهذه النظرية الفلسفية تعتمدها الاديان وتشرحها بتفصيل النزعات الصوفية من أن حدود العقل تتوقف نهائيا في قفزة المتصوف من موقع الوجود الانساني المادي الى موقع الوجود المتسامي الروحي في محاولة الاتحاد العرفاني النوراني خارج المجانسة الواحدة وخارج واقع الانسان الحقيقي كائن أرضي.من المثير أن يكون سورين كيركارد سبق الجميع في تعبيره الاختزالي الفلسفي الايمان الديني قفزة نوعية مصدرها القلب وليس العقل. كما إعتبر الطفرة النوعية ملازمة للتاريخ أيضا معبدا الطريق أمام كل من هيجل وماركس.

* يذهب جون سيرل الى أن المضمون القصدي الذي هو الموضوع في المعنى البنيوي ليس هو ذاته الموضوع في المعنى القصدي. وهكذا يفرّق سيرل بين  التجربة الادراكية إنما تقوم على موضوع يتخذ صفته ومعناه الوجودي- البنيوي في ممارسة تجربة الادراك عليه، فالموضوع وجود مستقل غير عاقل لا علاقة تربطه وجوديا بإدراكه من قبل ألانسان.

* الوجود المستقل للاشياء لا يحقق كينونتها الوجودية الادراك العقلي لها ولا ماهيتها خارج صفاتها، فهي وجود قائم بذاته سواء ادركها العقل أم لم يدركها.

* الفلسفة  هي تفكير عقلي بتعبير اللغة لمعرفة حقيقة الانسان بالوجود.

* مفهوم هيرقليطس كل شيء في حالة من الصيرورة الدائمية إنما هو ضمنا ألغى أن يكون لأي موجود كيانا أنطولوجيا ثابتا. الوجود بمحتوياته الموجودية هي حالات من تغيرات دائمية، والموجودات قد تتبعثر وتتغير وبعضها يتلاشى في مكون مادي يحتويه، لذا نجد بارمنيدس الذي يرى في كل موجودات العالم ثباتا يلازمها، يقر أن للوجود وجود قائم بذاته يمكن إدراكه بغض النظر عن حركة موجوداته فيه التي هي ثبات.

* الخطأ عند الانسان طبيعة فطرية في تكوينه، وليس الخطأ الحرية بإتخاذ القرار، عليه يكون حصولنا على ذات إنسانية يملؤها الخير، تكون في توقعاتنا أن الانسان خّطاء.

* من العسير علينا تصوّر الانسان موجودا غير محدود القدرات والارادة، وهذا لا يعني الانسان ليس مسؤولا عن أخطائه، والأخطاء ليست عفوية تتلبس الانسان من المحيط الخارجي.بل يكون للارادة نصيبا في ارتكاب الاخطاء.

* اعلاء قيمة الجسد على قيمة العقل هو إمتطاء حصان جامح بالمقلوب.

* الزمان قبلي على الادراك بعدي على الوجود.

* تأويل النص في متابعة فائض المعنى يدخل النص في فوضى الهوامش التي بلا معنى. الأصل في النص معنى متعدد القراءات لكننا يجب الحفاظ على ما يدّخره من معنى أصيل لا تكتشفه القراءات العددية الكميّة المتعاقبة بل تكتشفه القراءات النقدية النوعية.

* فوضى أفكار نيتشة الفلسفية التي لا ينتظمها المنهج هي إنتقالات متقافزة في فوضى تغييب المعنى غير الماثل لا في النص ولا في خارجه، لذا يبقى الاجتهاد بقراءة نيتشة هي قراءات يحتويها المزاج المتشظي خارج صرامة منطق العقل الفلسفي المنّظم.

* ربما لا نخطيء التعبير حين نقول ليس من واجب الفلسفة قول كل شيء في تناسيها أن تقول شيئا واحدا يغني عن قول كل شيء. وفهمنا حقائق الحياة والميتافيزيقا يتطلب أكثر من قدراتنا العقلية المحدودة.

* من السذاجة تصور إمكانية بناء الواقع بالكلمات المجردة في حين يطلب منا تغييره على الارض بالعمل المقترن بارادة التغيير.

* دائما يقودنا تهويل أمور لامعنى لها زرع خرافات زائفة بأذهاننا.

* لا بأس أن تكون جنّة السماء الموعودة من حصة بؤساء الارض الذين لم يشتروا الضلالة بالهدى في الحياة حين باعوا سعادة الارض في وهم قيمة الخلود في السماء

*  التفكير الخيالي هو اللامتناهي في محدودية القدرة الانسانية على معرفة وفهم العالم ليس كل العالم . فالتفكير بموضوع في مكان وزمان معينين يجعلان من التفكير الخيالي موجودا كونه يستنفد نفسه إستهلاكيا كتفكير تجريدي متموضع في إدراكه لمواضيعه المستمّدة من الذاكرة.

* العدم لا يسبقه وجود ولا يعقبه وجود لكنه مزامن لكل موجود، ولا يكون العدم بلا موجود يفنيه ويعدمه في ملازمته له. فالعدم بالمعنى التصوري العقلي هو أفتراض لوجود غير موجود بمعزل عن موجودات أفنائه لها. والعدم لا يفني نفسه فهو لا شيء يمتلك صفات ولا ماهية بذاته.(حين قال هيدجر العدم لا يعدم نفسه أصبح في موضع تندّر من قبل فلاسفة غيره فالعدم لا شيء وهو مرادف معنى الموت).

* الموجودات في حقيقتها الجوهرية وجود فيزيائي بمعنى هي عدم مؤجل، وكينونات مادية حية في طريقها الى حتمية الزوال والفناء. والعدم إفتراض لا نستطيع معرفة ماهيته ألا في إدراكنا نتائج إفنائه الموجودات الحيّة. والعدم ليس موضوعا مدركا من العقل فهو بلا ماهية ولا خصائص صفاتية يمكن إدراكها.

* نحن نعيش الزمن الارضي في نسبية تحقيبية زمانية تقوم على مطلق وجودي أرضي وليس مطلق وجودي كوني. وإلا أصبحت الفلسفة منطقا رياضيا ملحقا يقوم على فيزيائية المعادلات الرياضية وليس على فيزيائية الحياة الارضية.. بالحقيقة أننا نعيش الزمن بنسبية تحقيبية زمنية محدودة بحياتنا على الارض ولا نعيش الزمن بإطلاقية سرمدية لانهائية كونية لا ندركها في وجودنا الحياتي. والزمن الارضي يقاس بدلالة حركة الارض حول نفسها وحول الشمس وكذلك حركة القمر ومجموعة كواكب درب التبّانة.

* اذا كان العقل جوهرا ماهيته التفكير واللغة ، فأن العلم الاصطناعي (الكومبيتر) والريبوت الصناعي هو عقل آلي يتسم بتلقينه المفردات اللغوية الشيئية لكنه يعجز تماما عن إمكانية توليده الإشتقاقات اللغوية التعبيرية الذكية كما يفتقد قدرة الذكاء التوليدي التي هي فطرة عقلية لا تمتلكها الآلة وهو ما أشار له الفيلسوف وعالم اللغات نعوم جومسكي أن الآلة لا تفكر لغويا توليديا ذكيا بخلاف الانسان.

* العقل والجسم جوهران متلازمان ،فما الفرق بينهما؟ العقل جوهر بيولوجي فيزيائي وجوهر تجريدي معا خاصيته اللغة والافكار والوصاية على الجسم والنفس، بينما الجسم جوهر بيولوجي فيزيائي خاصيته الحفاظ على كينونة الانسان وتطوير قدراته التكيّفية بالحياة ولا وصاية للجسم على العقل.

* الافكار التصورية للعقل أنما هي مرتبة ثانية في تراتيبية الإدراك العقلي وهي (التمّثلات). فالعقل يدرك الاشياء المادية كموجودات حسيّة قبل الإهتمام بالتعبير عنها تصوّريا لغويا تجريديا. ومخرجات العقل ليست تعبيرات تجريدية لا تؤثر بالموجودات فإدراك العقل لأي موجود في الطبيعة في الواقع أو الخيال أنما يكون من أجل التاثير به تغييريا وليس التعبير عنه لغويا فقط.

* الانسان ضمير أخلاقي وليس سلوكا لا أخلاقيا بلا ضمير.

* الوجود مفهوم مطلق تجريدي غير محدود الصفات ولا معروف الماهية، والوجود يفهم بدلالة موجوداته، ولا تفهم الموجودات بدلالة الوجود، كذلك هو الزمن فهو يدرك بمعرفة مقدار حركة الاجسام بداخله. أما أن يدرك هو كحركة وكمفهوم وماهيّة لوحده فهو محال في إمكانية ادراك العقل الانساني. ..

* الوجود كمفهوم تجريدي هو إفتراض مطلق، أما الموجودات فهي أشياء ومواضيع إدراكية مستقلة بذاتها وتتداخل مع غيرها بعلاقات بينية يحتويها الوجود والموجودات المختلفة هي محتوى كل وجود وتدرك منفردة لوحدها لذا تكون الموجودات داخل الوجود مدركة لكنما لا يدرك الوجود ذاته كمفهوم وموضوع لتفكير العقل..

* من مساويء تبخيس العقل العربي الفلسفي وتقعيده عن الابداع هو القياس  بمرجعية ما ينتجه العقل العربي في التطابق الاستنساخي لاستظهار وعرض أفكار الفلاسفة الغربيين من منطلق الدونية الثقافية،وما لا يتماشى مع هذا القياس الخاطيء لا قيمة حقيقية له. لذا نحتاج نقد فلسفي وليس عرضا فلسفيا أكاديميا إجتراريا يكون ترجمة حرفية لفلاسفة غربيين.

* الافكارهي معارف أدراكية يطلقها الوعي بتعبير الفكر واللغة. والوعي مرتكز الوظيفة الابستمولوجية وليس الوعي هو الحكم على الاشياء الذي هو من أختصاص العقل تحديدا..والوعي جزء غير عضوي بيولوجي من منظومة العقل الادراكية للاشياء لكنه لا ينوب عنه.

* الفكر وسيلة العقل الوظيفية في المعرفة وتعالقه مع الوعي ولغة تفكير العقل.

* الوعي الذاتي هو تحقق الانا الذي يسترشد العقل دوما في بيان حقيقة مدركاته في الصادر منه والمنقول له...

* الوعي لا يكون موضوعا لغيره، أي الوعي وظيفة أدراكية في وعيها المدركات المغايرة لها. ويعي الوعي ذاته  بدلالة العقل.

* الوعي ليس موضوعا لإدراك العقل بل هو وسيلة العقل في الإدراك..

*  الوعي يعي ذاته كماهيّة عقلية وليس موضوعا مدركا من غيره

* صحيح أن الاخلاق ليس منشأها الاديان، فقد كان الانسان يمارس بعضا من الاخلاق قبل معرفته اللغة والاديان. لكن الحقيقة الأهم أن جميع الاديان التي عاشت على الارض والى اليوم تقوم على ركيزة الضمير الاخلاقي كقيمة عليا سابقة على جميع القيم الإخلاقية التي نادت وتنادي بها الاديان.

* عندما ييأس الانسان يقوم بمقارنة السيء بالأسوأ بالحياة.

* حقيقة حياة الانسان على الارض هي كابوس مقيت لا يمكننا الخلاص منه الا في نهاية الانسان بالموت والفناء....ولو كان الانسان خالدا في الارض لما بقي للحياة معنى من أجله يعيش الانسان.. فخلود الانسان الارضي يلغي توق الانسان وشغفه الديني خلوده في السماء الذي لا يتحقق الا بموت الانسان وفنائه الارضي وبذلك ينعدم معنى الحياة على الارض... بهذا المعنى يصبح خلود الانسان بالموت هو الخلود الحقيقي وليس خلوده الانبعاثي الميتافيزيقي في السماء..

* عقولنا في فهم الحياة لغة تعبير لإدراك مسّبق ولا أكثر

* عندما تكون الأفكار عاجزة أن تمنحنا المعنى فألأجدر بنا أن لا نعوّل على اللغة تمنحنا المعنى.

* الكينونة لا تحمل ماهيتها الناجزة معها بل تحتويها صيرورة غير مكتملة، والكينونة والماهية ليستا جوهرا واحدا في تلازمهما وحسب ، بل كلتاهما جوهرا غير متكامل يسعى كل منهما بناء الآخروالتكامل معه وصنعه بمرور الوقت

* الحياة علامة استفهام تحزم العالم في تعدد الاجابات التي بلا معنى حقيقي يعبّر عن الحياة.

* تبدو لي مفارقة غريبة مع ما اؤمن به أن كل شيء بالحياة يجب أن يكون في خدمة حياة الانسان نحو الافضل، وكانت الفلسفة طموحة لتحقيق مثل هذا الهدف لكني وجدتها في حقيقتها منطقا تجريديا صرفا ليس في وارد أهتمامها تغيير حياة الناس وهذا يطابق رأي بيتراند رسل.. ليس من مهام الفلسفة تغيير الحياة قبل مهمتها أن تجعل الانسان يفهم الحياة بشكل مغايرعن الاخرين..

*   قوانين العقل الانساني تعلو قوانين الطبيعة، فهي تقوم بأدراك الاشياء بالطبيعة وتضفي عليها مقولاته وقوانين تنظيمه لها بما تفتقدها نظم الطبيعة وقوانينها الثابتة، والسبب واضح بهذا الامتياز فالعقل يعقل ذاته ويعقل مواضيع الطبيعة في وقت واحد.. بينما قوانين الطبيعة لا تعقل ذاتها ولا تعقل الانسان كوجود محايث لوجودها. وبهذا التمايز تكون قوانين الطبيعة ثابتة لا تتغير بينما قوانين الانسان الوضعية دائمة التغير والتطور في مواكبة وبناء الحياة باستمرار..،

* الطبيعة فرضت هيمنتها من غير ارادة مسبقة واعية منها التكيّف على جميع الكائنات الحيّة منها الانسان، وكان تكيّف الحيوان لها إذعانيا إنقياديا يعيش ليأكل، بينما كان تكيّف الانسان مع الطبيعة هو ليس فقط لتامين مستلزمات حياته منها في توفيرها له ما يحتاجه من غذاء في بقائه حيا، بل لو لم يتمرد الانسان في تكيّفه على الطبيعة في غير الانقياد القطيعي لها كالحيوان لوجدناه اليوم اورث لنا العيش بالكهوف وسط الاحراش والجبال والغابات. والفرق بين الطبيعة والانسان ليس في امتلاك الانسان اللغة والشعور بالزمن وهو ما لا تمتلكه الطبيعة، بل في امتلاكه الوعي الذكي منفردا عن الطبيعة وجميع مكوناتها وكائناتها.

* لا أثق بتفكيري دائما كصحيح ناجز فاللغة تخون الفكر الحقيقي النافذ على الدوام كون الفكر أكثر ثقة من اللغة وأغنى بما يدخّره من معنى غير مفصح عن نفسه. ويوجد مثل ايطالي " الترجمة خيانة المعنى " نفهم من ذلك إقتصار خيانة اللغة في ترجمتها الى لغة ثانية. خيانة المعنى اللغوي يكون ايضا في تكرار تداول نفس التعبيرات والمفردات اللغوية في وجهات نظر متباينة مختلفة تصل حد التناقض

* أن يكون الانسان غير كامل يحمل اولوية التشكيك بعدم كمال المعرفة التي تنجب لنا على الدوام انسانا مستنسخا ناقصا يتطلع دوما محاولته سد نقصه المزامن له، في مطاولته التحديق في أفق الكمال السراب الخادع الذي لا يمكن بلوغه حقيقة.

* فضائع الحياة تجعل من الصمت أكثر إيلاما من الكلمات.

* أغلب حقائق الحياة يكتشفها الانسان في وقت متأخر من العمر... حيث لا مجال التصحيح، وفي هذا المعنى يقول فينجشتين أن تاريخ الفلسفة هو تاريخ تصحيح أخطاء التعبير اللغوي على صعيد المعرفة الفلسفية. فكيف يكون الحال في محاولة تطبيق ذلك على الانسان الذي يريد مراجعة أخطائه؟

* من أحدى مساوىء التفلسف السطحي هو السرد التاريخي المقتضب عن حياة فلاسفة كبار من غير عرض ونقد ومناقشة أهمية أفكارهم الفلسفية..

* عبقرية اللغة في التعبير عن مدركات العقل مستمّدة من عبقرية الفكر وما تعبر عنه اللغة بوضوح يطالب به فلاسفة اللغة هو السطحية بالتفكير في عجزها التعبير عن عمق المعنى الصامت بالفكر.

* هدف الوعي القصدي هو الذي يشّكل لغة تعبيره.

* تزداد أهمية الحياة بأن لها نهاية..

* من الخطأ إعتبار كل ما هو غير مدرك عقليا غير موجود، فالموجود بإستقلالية في عالمنا الخارجي يسبق إدراك العقل له وتعبير اللغة عنه.

* أجمل ما في الحياة أننا عاجزون بلوغ أدنى درجات لا معناها ..

* ليس الازدواجية النفاقية أن تقول غير ما تبطن ولكن الازدواجية الاقسى أن تصرخ بالحق وأنت مدان بصمتك المتخاذل .

* ميزتنا نحن الشرقيون أننا نقصر فهم الاخلاق بدايتها تحت سرة بطن المرأة والرجل وغيرنا يفهم بدايتها ما فوق سرة البطن عند المرأة والرجل

* الذي لا يحكمه ضمير أخلاقي لا يجد بالحياة فرصة تجعل منه انسانا.

* وجود عظماء خالدين بالحياة جعل أن يكون للتاريخ "مزبلة".

* من حق نفسك عليك أن لا تعطي تافها أكبر من حقيقته الوضيعة.

* لا يتعامل هيجل مع معنى لفظة الروح على انها مطلق فيزيائي ، ولا  مرادف لمعنى النفس بالمعنى السايكولوجي، بل يفهمها العقل المتداخل مع الذات في توزعاتها ثلاث، اولا صعيد المنطق في إدراك الذات ، وثانيا على صعيد تخارجها كذات مع الطبيعة، وثالثا على صعيد أن تصبح واعية بذاتها ولذاتها بما أطلق عليه " عمليات الروح " المطلق الذاتي السايكولوجي.

* أجد كل تفكير فلسفي لا يهتدي ضوابط العقل المنطقية، ويسيح بحرية فوضوية في معالجة مباحث وانتقالات عديمة المعنى والقيمة فلسفيا ومعرفيا فهي تكون بالمحصلة النهائية تهويمات بإسم الفلسفة لا تمتلك قيمة فلسفية حقيقية واضحة يمكن الأخذ بها.

* في تعبير لأدرنو " الكامل هو اللاحقيقة " ونستطيع الاضافة بأن مانعتبره حقيقي وما نعتبره لا حقيقي هما كلاهما نقص في الكمال، فكل ما ندركه كاملا في الحياة هو لاحقيقي. إذ ما نعتبره كاملا هو منقوص في عدم كماله وفي عدم حقيقته. أثبتت لنا الحياة أن كل الاشياء من حولنا هي نسبية حادثة مهزوزة بين قطبين قطب التغيير بالتقدم الى أمام، أو قطب السقوط والإنهيار مخليا الطريق لما بعده الذي يحمل حقيقة لا كماله عن سابقه، بل يحمل حقيقته كماله الزائفة التي هي في طريقها الى زوال وإنحلال تعاقبي لا يتوقف. وبالمحصلة يكون الكامل وغير الكامل ليسا حقيقين.

* من اقوال هيرقليطس (الوجود واللاوجود شيء واحد) بمعنى الحركة التي تحكم كل شيء في التغيير، يكون فيها ادراكنا لحظة الوجود زائلة، وبذلك يكون الوجود غير موجود في حقيقته المؤقتة بالانتقال.

 

علي محمد اليوسف /الموصل

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم