صحيفة المثقف
رشيدة الركيك: شذرات من فلسفة الحياة
قال: تعلمت الحب فتنهدا
لقد أغرتني سعادة مرتقبة.
قلت متأملا : ألم تدرك مع الأيام أنها
لم تكن إلا نرجسية مقنعة؟
قال مستدركا: نعم لقد تعلمت من دروس الحياة
أنها لا تعاش إلا بعشق عطرها وجمال ألوانها..
قلت: تقول هذا مع أنك عشت متنهدا حين قست عليك الأيام بفراق الأحبة ومكر وعودها؟!
قال مستطردا : وإن قست علي في خفائها، فإن
من سنن الحياة أن البذور تنمو في ظلامها.
قلت في غرابة: ألم تتعبتك بسخطها و تناقضاتها؟
نطق منكسرا: وهل نجد لها معنى غير في تقلباتها؟
أشفقت عليه: مسكين أنت أيها الإنسان تائه في عتمة الظلام .
صرح بعيون ناطقة: وإن للظلام لعشق ،فيه تطول مذاكرتي لمرآتي وتأمل ملامحي فيحلو لي الكلام .
قلت متعاطفا: إني لأشفق عليك من قسوة الحياة وغضبها.
رد بكل إصرار: لا تخف فإن الماس يصنع تحت الضغط
قلت: هو الماس ، وما أنت إلا من تراب، فلن تصبح شيئا بعد الإحراق إلا رماد. والحقيقة أني لا أراك إلا متلذذا بالعذاب.
ثم قام منتفضا: مهلا عليك لسنا إلا في جلسة اعتراف في الخفاء، فٱترك عيوبنا للظلام لعله يرحمنا من هتك الأعراض.
قلت: ارحم نفسك من القيل والقال، فلن يهدأ لهم بال إلا بأسفه الكلام.
وانتهى اللقاء بهجاء: أنت ظلي الذي لا يفارقني، لقد غابت الشمس، فاغرب عن سمائي، و دعني أجامل نفسي في لحظات أعشق فيها لقائي.
بقلم رشيدة الركيك