صحيفة المثقف

يسري عبد الغني: الدميري وحياة الحيوان الكبرى

يسري عبد الغنيالدميري كمال الدين، صاحب كتاب (حياة الحيوان الكبرى) ـ والذي يقع في جزأين بكل منهما نحو أربعمائة صفحة , حيث طبع في القاهرة سنة 1353 هـ، وعلى هامشه كتاب (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) للإمام العالم / زكريا بن محمد بن محمود القزويني .

 وقد عالج الدميري موضوع حياة الحيوان بالطريقة التي جرى عليها أغلب العلماء المسلمين من حيث ترتيب أسمائها حسب الحروف الهجاء، مبتدئاً بحرف الهمزة حيث تكلم عن الأسد ذاكراً أشهر أسمائه باللغة العربية، معقباً بوصف طباعه وهيئته، مؤيداً حديثه بما ورد عن الأسد من أحاديث شريفة وأشعار، ثم يأتي على ما ذكر من فوائد طبية إن وجدت، ثم يذكر الإبل فالإنسان فالأخطب والأخيل، والأربد والأرنب، والأنكليس والأوز، وهكذا ...

 ويستطرد الدميري أحياناً قائلاً أن الحديث ذو شجون، ويذكر ما يسميه فائدة أجنبية، لعله يريد أنها بعيدة عن موضوع الكتاب، ثم يستأنف حديثه عن الحيوان منتقلاً إلى الحرف التالي من حروف الهجاء، فذكر في حرف الباء عشرات من الحيوانات، من أمثال : البازي، والبازل، والباقعة، والبجع، والبرغوث، والبط، والبعوض، والبعير، والبغل، والبقر، والبلشون، والبوم .

 وعلى هذا النحو عالج الدميري مئات من أنواع الحيوان، ويختتم الجزء الأول بانتهاء أسماء الحيوانات التي تبدأ بحرف الراء، ثم يبدأ الجزء الثاني بالحيوانات التي تبدأ بحرف الزاي، وينتهي بحيوانات حرف الياء، من : يلمور، ويحمور، ويحموم، ويراعة، ويربوع، ويعقور، ويعسوب، وغيرها ....

 ويلاحظ أن الدميري كثيراً ما يستشهد بآراء من سبقوه من العلماء المسلمين كالجاحظ، وابن سيده اللغوي الضرير، والقزويني الرحالة صاحب عجائب المخلوقات، أو غيرهم مثل أرسطو .

 ونلاحظ أنه يعنى بجمع وذكر الشواهد الأدبية بالإضافة إلى الأحكام الشرعية، فهذا أكله حلال، وذلك أكله حرام، كما أنه يحلي كتابه بالنوادر اللطيفة والحكايات الظريفة، وتعليل رؤية هذا الحيوان، أو ذاك في المنام، وأحياناً يذكر ما يسميه الخواص، وهي غالباً فوائد طبية أو نفسية .

 نقول : إذا كانت طريقة التأليف عند الدميري تتسم بالمعجمية والموسوعية، فقد جمعت بين الطائر والسمك، والحشرات والزواحف في فصل واحد، كما جمعت بين مادة العلم الطبيعي من وصف للحيوان وسلوكه ومواطنه، وبين ما روي فيه من شعر وأدب ونوادر وملح، مما جعل قراءة كتاب الدميري محببة إلى نفس القارئ بوجه عام، إلى جانب ما فيها من نفع علمي محقق .

 ومن الذين بحثوا في كتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري، العلامة / دي سوموجي الذي كرس له عدة أبحاث مهمة، نذكر منها : ـ

1 ـ "دليل مصادر حياة الحيوان للدميري "، نشر في المجلة الأسيوية، المجلد الصادر في سنة 1928 م، من صفحة 5 إلى صفحة 128 .

2 ـ "مكانة الدميري في الأدب العربي "، نشر في مجلة فينا النمساوية لمعرفة الشرق، والصادرة سنة 1960 م، في الصفحات من 192 إلى 206 .

3 ـ "الجاحظ والدميري "، نشر في حوليات الجمعية الشرقية في جامعة ليدر، في الجزء الأول منها، الصادر سنة 1958 ـ 1959 م، في الصفحات من 55 إلى 60 .

أبحاث في الطب البيطري :

 اهتم أهل الاستشراق بما كتبه العلماء المسلمين عن الحيوان والبيطرة , وتناولوا جهودهم في هذا المجال بالبحث والتمحيص والدراسة، ومن أبحاثهم في هذا المجال بالإضافة إلى ما ذكرنا في السطور السالفة : ـ

1 ـ الدراسة التي قام بها العلامة / همر بورجشتال، عن الجمال العربية، والتي نشرت في العاصمة النمساوية فينا، سنة 1854 م .

2 ـ الدراسة التي قام بها الباحث / و . فريبتر عن بيطرة الجمال عند العرب في العصور الوسيطة , والتي نشرت عام 1934 م .

3 ـ الدراسات التي قام بها الباحث / د. مولر في مجال البيزرة أي تربية الصقور العربية في العصور الوسطى، والتي نشرت في برلين الألمانية، سنة 1965 م .

 

بقلم/د.يسري عبد الغني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم