صحيفة المثقف

رحيم الساعدي: وماذا بعد.. سؤال المستقبل لمشكلات الحضارة (ورقة بحثية)

رحيم الساعديإن علم المستقبل هو العلم الذي يتناول الأحداث التي لم تحدث بعد وذلك خلال حقب زمنية لم تحل بعد، وعندما تحل سوف تصبح حاضرا، وربما يقال ان علم المستقبل يختلف عن المستقبل لان المستقبل لا يوجد إلا في الذهن والخيال والخطط التي نرسمها له ، والدراسة المستقبلية هي دراسة أكاديمية تهتم بالمستقبل وتتشكل من نوعين من الأفكار هي الحدسية والتجريبية المعتمدة على المخزون المعرفي المتصل بالتجارب والخيال التنبؤي والافتراضي .

نورد هذه المقدمة للتعريف بالمستقبل، اما الحضارة فعل انساني جماعي، لفئة او مجموعة فئات تختلف بالحجم او نوعية الفعل، والحضارة هي كل ما يميز امة عن أخرى في الماكل والعادات والتقاليد والادب والفن والعلوم والعمران . وما يتبقى من الإرث الحضاري الحقيقي هو الادب والفكر والفن والاختراعات والعمران .

لكن تداخل الفعل الإنساني بين تلك الأمم والحضارات قد 1- يتقاطع 2- او يتداخل 3- او يتجانس، وتخضع أفعال الحضارات الى قواعد فكر تاريخية، ذكرها الفلاسفة، فمنها كما يقول ابن خلدون التبادل الدوري للحضارات ومنها كما يقول كارليل البطل او الجانب الحيوي لشبنكلر او التحدي والاستجابة لتوينبي .

ولو طبقنا هذه الأفكار على مشكلات الحضارة، لأخبرتنا نظريات فلاسفة التاريخ ان سبب التنظير انما كان المشكلات الحضارية من سيرورة وصيروة الاحداث وبروز البطل وتحديات البيئة وزخم طموح الجماعات لتتصارع فيما بينها .

واليوم يبرز الجانب البايلوجي بتاثيره الحاد على تركيبات العالم بأجمعه من زوايا (الاقتصاد – الاجتماع – النفس – التكنلوجيا – السياسة – الجوانب الاستراتيجية –الأخلاقيات التطبيقية – الفن والادب – والجوانب العلمية والاجتماعية التطبيقية –الجانب الديني – التعليم ....الخ) .

فهل يؤثر الجانب البايلوجي في المستقبل القادم الخاص بالحضارات ام ان المستقبل هو من سيؤثر ويغير في الازمة التي تثار اليوم

ولم اقصد بالمستقبل بكونه شخصية معنوية لها وجودها المستقل والذي يمكن التعامل معه بوصفه مؤسسة يمكن عقد صف

التي يمكن وصفها بـ

1- عولمة بايلوجية 2- اختبار حضاري 3- إعادة تاهيل البيئة الأرضية 4- فرضيات تنتمي لمفهوم المؤامرة الخاصة بالحضارات المتنافسة 5-

ثالثا: تأثيرات كورونا على محرك التاريخ

ان الفايروس كورونا يطرح فرضية ان يكون الجانب البيولوجي جزء من محركات التاريخ.

ونحن في حديثنا عن محركات التاريخ او البطل في التاريخ يتوجب بعد سلسلة التطورات العلمية المسير في ان يكون:

الأول: ان يكون محرك التاريخ هو الله او الانسان أو البطل الذي تحاول الآلة والتطور الجيني والتكنولوجي الإجهاز عليه.

والثاني: هو الانتصار للإنسان الثابت (الموعود المستقبلي او المنتظر) باعتباره حتمية لا جدل في ثباتها وبقائها، ومثاله بالديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية وعند الفلاسفة وجدت الفكرة عند نتشة.

ويقودنا هذا الإنسان إلى تمييزه بنمطين أيضا الأول هو شبه المطلق والثاني الإنسان النسبي، والمقياس هذا يستند إلى نماذج لا يخترقها الخطأ بالقياس إلى كم من كبير من أناس نعرف بحكم تكوينها بأنها عرضة لارتكاب الخطأ.

ثالثا: يمكن ان يكون محرك التاريخ الطبيعة ومتعلقاتها كما هو حال البيئة والاقتصاد واللذة وأيضا يمكن ان يكون الجانب البيولوجي (الفايروس) احد محركات التاريخ لعدد من الأسباب منها:

1- قدرته على تغيير الاحداث التاريخية.

2- تغيير ميزان القوى بين الدول.

3- امكانيته هدم الاقتصاد او التاثير على البيئة الاجتماعية والنفسي.

4- قدرته على تحطيم مفهوم الدول العظمى، وتحجيم الكبار.

5- اثارته لمفهوم الحتميات بشكل جدي.

6- إمكانية الفايروس اثارة استراتيجيات الحرب البيولوجية.

رابعا: وهناك معطيات فكرية أخرى يتركها الفايروس او جائحة كورونا منها

1- حالة الاغتراب العالمي الشامل.

2- إحالة العالم الى اقل من قرية صغيرة فالعالم اليوم هو غرفة في قرية.

3- للجائحة تأثيرات على النظام التعليمي التطبيقي العالمي.

4- هناك اثار خطيرة على الاقتصاد العالمي.

5- هناك إشارات إيجابية الى تفحص الانسان لذاته ولماله ونهايته، ومعرفة الله.

 

د. رحيم محمد الساعدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم