صحيفة المثقف

سونيا عبد اللطيف: قراءة انطباعية في الشذارات الأدبية "كسرة خبز"

سونيا عبداللطيفللشاعر المغربي حسن إبراهيمي

عنوان المؤَلَّف: كسرة خبز، وقد صدر عن دار المختار للنشر والتوزيع سنة 2018 ووقع تصنيفه تحت جنس شذارات أدبية، الإخراج الفنّي وتصميم الغلاف لسعاد العنابي، ويحتوي على ثمانين صفحة..

ليس بحوزتي الكتاب الورقيّ، لا صورة غلافه، إنّما تمكّنت من الكتاب في ملف أرسله صاحبه لي، وسأحاول تقديمه في قراءة انطباعية من خلال العتبان التالية:

عتبة الإهداء:

نص الإهداء: إلى روح أبي وأمي، إلى رفيقة دربي فتيحة، أم طفليّ فاطمة ويوسف، إلى رشيد ابن أخي، عرفانا لهم بالجميل، وإلى أرواح شهداء القضية بكل الدول العربية.. أهدي هذا العمل المتواضع،.

يضعنا الشاعر في الإطار كي يهيّئنا للولوج إلى مضامين النّصوص وفكّ طلاسم الشذارات، فبهذا الاهداء كأني بالشاعر يصرخ في وجه الطغيان ويحمل هموم الشعوب العربية من قضايا أسرية واجتماعية ووطنية وانسانية.. فالفرد جزء من المجموعة ولا وجود لمجموعة دون تواجد الأفراد.. والوطن هو احتواء لكلّ تلك المجموعات والأفراد.. والأرض هي سكن الإنسان ودونها لا إحساس له بالأمان.. وشأنه شأن الحيوان..

فالإنسان خلق وخلقت معه مشاكله منذ البدء.. وطباعه ومزاجه نتيجة لهذه الخلطات البيئية والطبيعة والجغرافية والأمنية و.. و.. التي أثرت في نفسيّته وسلوكه وعلاقته بالآخر.. (الإنسان، الأرض، الطبيعة، الكائنات،.. ) وطالما لم يلق حلولا لمشاكله في عائلته ومجتمعه ووطنه طالما تكبر به القضية.. والشّعوب برمّتها تتأزّم.. والحياة تفقد طعمها..

فسعادة الإنسان تكمن في سعادة المجموعة، وفي ازدهار ورقيّ البلاد،.. أمّا تعاسة المواطن فهي أيضا مقرونة بتعاسة الوطن والمجموعة.. وظروف البلاد هي الأخرى مرتبطة بالحالة الاجتماعيٍة والاقتصاديّة والثقافيّة والسّياسيّة بها..

لذلك نرى الشّاعر حسن إبراهيمي قد خصّص إهداءه لفئة معيّنة من الأشخاص فذكر أرواح والديه وأرواح شهداء القضية بكل الدّول العربيّة.. فأيّ قضيّة يشير إليها الشّاعر .. يريد الخوض فيها والتّطرق إليها، ويريدنا مقاسمته همومه الوطنية والإنسانية.. ؟

وبما أنّه ذكر عبارة *قضية* فلابدّ أنها المسألة والقضيّة محلّ جدال ونقاش والحلول تكاد تكون معدومة.. فكانت الانتفاضة والثّورة.. ثورة البسطاء من عامة الناس والشعوب المضطهدة المهزوزة في كرامتها.. على الحاكم الجائر والحكم الدكتاتوري.. ونتج عن هذه الانتفاضة سقوط العديد من الضّحايا.. فهم شهداء المقاومة والنّضال من أجل صوت الحقّ والعدالة والمساواة والعيش الكريم، من أجل كسرة الخبز وليس العيش السّعيد والرّغيد..

والشاعر حسن إبراهيمي ليس إلا واحدا من هؤلاء المنتهكين في حقوقهم.. هو فرد من هذا الشعب المغبون.. لذلك هو مهوس بقضايا المجتمع والوطن والإنسان عامة وفي كل الأوطان العربية خاصة..

العتبة الثانية: النّصوص

يكتب الشاعر حسن إبراهيمي شذاراته ناسجا أغاني مخضّبة بدماء الضّعفاء الذين استشهدوا بحثا عن الحريّة والكرامة.. حريّة خضراء.. هكذا جعل حروفها متقطعة تفصلها مقاطع حمراء.. دماء

الأحمر هو الموت، الحرب، العذاب، النار، القتل.. أما الأخضر فهو الحياة والنقاء والصفاء والطبيعة الجميلة والأرض الفيحاء والحرية والأمان.. ويقول عن شذاراته أنها نسجت أغاني العزّة لدماء الشهداء..

يقول ص5:

يستّف الموت إسفلت التاريخ، وبكل أزقة الهزيمة تعوي أشلاء الموتى .. وتتراقص دماء الشهداء.. وبعدما تصرخ تدير الحياة وجهها لبزوغ الفجر.

عدد الشذارات حوالي 300.. منها القصيرة جدا ومنها التي تطول قد يصل عدد أسطرها السبعة والثمانية وقد يبلغ أو يفوق عدد كلماتها 70..

هي شذارات تعانق الفقر، الجوع، المرض، التيه، البكاء، الموت، الدماء، الوطن المسلوب، الشعب المصلوب، الأرض المغتصبة، الطبيعة المسمومة، الظلام..

شذارات *كسرة خبز* هي توسّل وتسوّل، جوع وعويل، موت ونحيب، فقر وتشرد،.. هي نصوص تبحث عن الضياء، عن نور الحق، الذي لا يطلّ من وراء الظلم والقهر، تبحث عن شمس حرية لكنها لا تبزغ، نصوص تبحث عن كسرة خبز، غير أنها لا تعثر إلا على الحجر.. فلا تجد إلا الدموع، ولا تبصر إلا الظلمات..

وهذا ما وقع في الأوطان العربية من جراء جور الحكام، ونهبهم وسلبهم وتفقيرهم لشعوبهم،وثراء أهل العائلة الحاكمة الفاحش.. وهذا أودى بالجنون للشعب.. صار معتوها.. أفراده تجوب الشوارع بحثا عن كسرة خبز..

إن الفقراء يسقون الحقول والأرض بدمائهم ولا يستمتعون بثمار جهود عرقهم فيموتون قهرا وغلبا..

يقول ص 5:

لست سواك يا وطني عانقتك في أفواه المعتوهين.. الفقراء..

شذارات كسرة خبز تروي الحروب التي لا تتوقف وسبّبت في دمار الأرض فهتكت كل ما فيها وعليها فباتت جرداء، جدباء، عاقرا، خوفها من العدو يقول الشاعر ص 5:

"في شوارع الرصاص، انتحرت الأرض رفضا لانجاب مدن جديدة للعدو"

يستعمل الشاعر في كتابة شذاراته أسلوبا فنيا ممتعا ورائعا من خلال الصور المكثّفة والمتنوّعة والعميقة التي يرسمها.. . ومن خلال الغموض.. مستندا إلى الاستعارات والرموز والدلالات بلغة عربية جميلة وغزيرة بالتأويلات والانزياحات..

لقد فصل الشاعر بين الشذارات برموز بمثابة الزّخرفة الخطيّة الجميلة .. ولم يجعل لها عناوين.. ولم يخصّص لكلّ شذرة صفحة بل جعلها مسترسلة في أسطر وفق كتابة نثريّة وحين تنتهي الشّذرة يرسم تلك النّقوش في آخرها ليمرّ إلى التي تليها..

هذه الشذارات عبارة عن صرخات.. شذرات تصرخ حزنا، وجعا، اختناقا، ولا أحد يسمعها..

يقول الشاعر ص 6:

في دماء الشهداء احتشد الوطن .. بجبين كل قطرة تتصبب أحزانا..

تفتكّ كلّ كسرة خبز..

وفي كل نصل يرهج صراخا.

نجد في هذه الشذارات التي يكتبها حسن إبراهيمي أحيانا كثيرا من القسوة والغموض فيلجأ إلى الاستعارات ليعبّر عن سبب ومرجع الوجع الذي يسكنه ولا خلاص منه برغم محاولة التخلص منه ومحاولة سكبه وتبديده..

فتجده يتساءل هل من صباح جديد، تشرق فيه القلوب وتزهر الأوطان.. .. وقد يرجع الأسباب بطريقة غير مباشرة إلى بعض الحكام العرب أصحاب العمامة الذين أكثروا الفساد في الأرض فكان الخزي والعار والسّواد.. فيقول ص 8:

"من سيضيء هذا المصباح؟.. فطيف المرود أرهقه السفر بدون انتصاب.. وعري الهزيمة تدلى في سنين استوطنتها العِمامة"

ويقول إن التاريخ مزبلة للتاريخ بسبب تحريفه وتزييفه دون البحث في المستور ودون التنقيب والتفحيص في الحقيقة..

وكثيرا ما يوظف الشاعر أعضاء الجسد للتعبير عن الاضطهاد مثل ( الجسد،الوجه.. اليد.. الشفتين، العيون.. المعصم،.. ) والصفات التي تتصل بالإنسان مثل: (النظرة، الابتسامة، الخدوش، الحزن.. ) والطبيعة والفصول وبقية المخلوقات (الشمس.. السماء، الليل.. الزمن.. الخريف.. الشجر.)

يقول ص 9:

"اتخذت الشمس من الأشجار مظلات لها.. لمنع الظلال من معرفة كيفية انتشار ضوئها في ميزاب السماء.. "

هي شذرة في منتهى الروعة والبلاغة، بلغة مكثفة تغتزل ما يحدث من نهب في الأوطان وتغطية السرقات بأساليب ملتوية منها الواسطات لمداراة أعمالهم الشنيعة في محاولات تهريب الثروات بطرق خيالية..

ويقول في شذرة جميلة ص 10:

" لا تكفكفوا دموع الخريف.. فالحزن من لم يستأصله يترعرع في عيون الأشجار "

كأنّ الشاعر ينهى عن عدم الصمت والاستسلام للحزن والبكاء فينصح بالبحث عن سبب الوجع ومصدر الحزن لاستئصاله من جذوره حتى لا يتواصل وتتسع هوّته فيكبر ويصبح بؤرة وورما خطيرا في المستقبل..

إلى جانب الاستعارات والتكثيف والصور الشعرية يستعمل الشاعر النقاط بكثرة في شذارته ليمكن المتلقي من فسحة للتأمل والتفكير وليشاركه الحدث فيكمل تلك الفراغات وذلك البياض بحسب رؤيته وفهمه وتأويله للنص..

وقد تناول الشاعر في شذارته العديد من المحاور والمواضيع ولم تغب المرأة في كتاباته، فذكر النساء الكادحات اللواتي يقضين أعمارهن في العمل والكفاح صباحا، مساء، من اجل كسرة الخبز وشيئا من الحليب لعائلاتهنّ، يقول ص 10:

" نساء استيقظن في قاع القمر.. كأوراق نقدية وقفن في رائحة الحليب.. يغزلن بالزمان قطعة بياض.. يغسلن وجه السّماء.. يطاردن خيط دخان.. "

كما استعمل المقابلة والتضاد في الألوان والأشياء والمخلوقات.. (الليل والنهار، الضوء والظلام، الشمس والغيوم، الفجر والمساء.. )

يقول ص 10:

" تقتفي الظلمة أثر ضوء بعد عدم قدرتها على الضياء.. "

كأنه يلمح أن الوطن بات عاجزا عن إنقاذ مواطنيه وبثّ الأمل والحياة فيهم من جديد بسبب كثرة الطغيان وإهمال حقوق الأبرياء والشهداء فتنسى قضاياهم وتطوى مع مرور الأعوام.. وتصير سرابا..

فلا يبقى لدى هؤلاء المساكين سوى الأمل يعيشون به لمواجهة المحن والظلم.. يقول ص 12:

"في السماء تحلق الطيور بحثا عن أثداء الطائرات.. "

هذه الطيور بدل أن تبحث في الأرض عن قوتها نجدها تلاحق سرابا بل عن أثداء من حديد.. فالطائرة هي وسيلة لنقل المسافرين والبضائع ورمز للسفر كما استعملت لتهريب الأرزاق بعيدا عن الوطن وحرمان أصحابها منها ووظفت أيضا في الحروب.. وقد يكون الشاعر يرمز بهذه الطيور التي تلاحق الطائرات بالشباب المقهور الذي يتوق للهرب والهجرة ليبحث عن العمل والقوت في أماكن أخرى..

فكأنما هذه الأوطان لا تزيد شعوبها الفقيرة إلا همّا على همّ (جوع.. ألم.. موت.. ) فبدل محاولة الإنقاذ تضيف لهم الأوجاع وتجلب لهم السموم والمخدرات والحشيش.. وتطعمهم حبوب التنويم للتخدير..

يقول ص 12:

"بعد إصابة الموت بمرض ناولته أقراص نوم للشفاء بدون حمله إلى المستعجلات.. "

وفي ص 13:

" أعارك النوم لأتجنب حلما يرحب به الانتظار"

إن الشاعر يرفض النوم والخلود للراحة خوفا من حلم لا يفرحه بل يرحب به الانتظار فهو يريد حلما جميلا يتحقق لكنه لا يأتيه ولا يزوره حتى في منامه..

وبرغم المقاومة والتحدي للموت وتجاهله يجد الشاعر نفسه مرهقا ومتعبا يغالبه النوم ويداهمه فينسى نضالاته وينام ويستكين غصبا عنه، أليس النوم سلطان؟

يقول ص 13:

* اعتدت أن أتجاهل الموت لكن النوم حين يأتيني أتجاهل نفسي وأنام.. "

النوم يقوده حيث لا يدري وحتى بعدما يستفيق وينقضي النهار فيجد نفسه مازال يركض دون نتيجة، يقول ص 14:

" رفاقي لم أكمل السير وانتهى الأصيل.. "

ويقول معبرا عن قسوة الجوع ص 14:

" تتساقط لوجود ثقب بكف يفصل اليد عن فم يذرف دموعا تخفي ألم الكف الذي أحرقه الرغيف.. "

ويقول في ص 17:

* تتحاشى الشمس المرور منفردة في الظل تجنبا لإصابتها بالسواد.. "

وعن القضية الفلسطينية والقدس المحتلة يرى الشاعر أن باب السلم والصلح مستحيلا لأن العرب عملاء.. ومطبعون.. يقول ص 19:

" تحلق الطيور حاملة قدسا عربيا لسلم أمريكي لن يتحقق إلا في السماء "

فحين يصعب على الحكام العرب حل مشاكلهم وإصلاح اخطائهم يشنون حربا على الضعفاء ويشعلون النار في الأسعار ويكثرون من الغلاء.. وتظل استغاثات الفقراء والمساكين لا تسمع ولا تحرك السواكن فالاذان صماء..

لم يصمت الشاعر فأعلن رفضه أيضا للعادات والتقاليد الباهتة فعبر عن العلاقات بين الجنسين بالحزن والدموع.. كأنه يلمح للزواج المفروض دون حب والذي تكون نهايته الدموع فيقول ص 26:

" بعدما فض الماء بكارتها.. انتفخ بطنها.. انكشفت قصتها.. فإنهمر ت دمعا أمام سلطة الزواج.. "

الشاعر في كسرة خبز في صراع بين المتناقضات تارة نجده متفائلا ويقول ان الامل٥لم ينته وتارة نجده يائسا غارقا عالقا في السواد.. فيقول

"الأمل باق رغم كل الظلمات والأحزان."

*تشرق الشمس خلف صبح يدب بين الأشجار.. "

وفي ص 32:

ترفض الأرض السير في الظلام لترتل للورى تباشير الصباح.. "

وفي ص33:

" رقصة الأفعى غير كافية لاطعام صغار الموت.. "

" الصمت لا يفتح أبواب الجلاء بل سكنته الهزيمة وان الكشف عن ما تخبئه الافواه تكشفه السنين..

وفي ص 36 بعبر في ما معناه أن العمر يمضي ولا ينتظر كالقطار الذي يمر أو يحيد عن سكته في غفلة من السائق والركاب .. " بدون توقف يدهس الزمان أحلامنا كقطار زاغ عن السكة لدون علم السائق وبدون إشعار الركاب. "

وعن كثرة الأحزان في الأرض وفي قلوب الفقراء الجياع تصبح الجروح أيضا لا ترى فيقول ص 41:

"كإبرة وسط التبن يظهر جرحي وسط سواد الزمان"

وعن الحب والخداع يقول ص 45:

" احترس من السقوط اذا تسلقت قلب امرأة جرداء.. "

كما يستعمل الحكم والامثال في شذارته فيقول ص 52:

"إذا كان الستار ناقصا فلنستتر بالعرض فالعري عري العرض " فالشرف هنا له قيمة كبيرة فهو ثياب للتستر..

وكم يحتاج لنور يسطع يحمل فرحا فيقول ص 55:

"انتظر حدثا خارج الزمان.. قد لا يحمل علقما يمتص دم التاريخ.. "

وفي ص 56:

"انتظر قطارا خارج دائرة الزمان.. استقله لأن التاريخ خرّبت عرباته في محطات الأحداث.. "

أختم هذه القراءة المتواضعة لأقول إن شذارات الشاعر حسن إبراهيمي حبلى بالقراءات والتأويلات.. تحمل في طياتها وجعا كبيرا.. حملا ثقيلا.. بسبب كثرة الجوع والتشرد.. والجري والركض في الحياة دون فائدة.. بسبب الاستغلال والغلاء الفاحش لكل موارد الحياة.. فالانسان بات عاجزا عن توفير مستلزمات الحياة الأساسية.. كالماء والغذاء والسكن.. فأصبحت الناس لا قيمة لها.. تبات في الطرقات.. على الأرصفة.. بين المقامات.. يبحثون عن كسرة خبز.. حتى ان كانت يابسة أو ملقاة.. ولا يجدونها.. فهم يموتون شهداء الوطن فداء له بالروح والدم.. فلا يملأ بطنه بالأكل.. بل يعبّئه بالحجر الذي يثقل كاهله.. فيلزمه مكانه ويموت وئيدا ولا من سمع أو رأى..

فهل سيسمع نداء الفقراء.. وهل انتفاضة الشعوب ستأتي بنتيجة.. وهل ستسمع هتافاتهم .. أم مصيرهم الهزيمة كما جاء في اخر شذرة ص 79:

في كل دائرة لعب تتدحرج أوراق الخريف في شوارع الحكايات.. تشيخ في عطر لمشنقة كل هلوسة بالسلم.. تدب في أقانيم العبث.. ترتدي أوسمة الهزيمة في ساحة الغليان.. وتستنهض لعب وطن ثمل في أحضان السفر بالهتاف.. "

اقول.. لكم الله ايتها الشعوب العربية.. فمتى تتحرك في ذويكم الإنسانية ؟

 

الأستاذة سونيا عبد اللطيف

تونس جوان 2021

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم