صحيفة المثقف

صالح الفهدي: ففي سجونكَ للميدانِ فرسان

صالح الفهديتخميس أبيات من القصيدة النونيَّة

لأبي مسلم البهلاني (توفي 1920م)

تخميس القصيدة: د. صالح الفهدي


 

سَلِ السَّلامةَ، من بلوى ومن ضررٍ   فالدَّهرُ إِنْ جارَ لا يُجديهِ من حَذَرٍ

عَجِيْبُ حَالٍ، فَما تُحْصِيهِ مِنْ سِيَرٍ     حَتّام يا دهرُ لا تُبــــقي علـــــى بشرٍ

حُرٍّ وحتّامَ ضَيْمُ الحُــــــرِّ إحسانُ

مالي ومالكَ، قد آسانيَ الكَمَدُ              مما توقِّدهُ الأَحَقَادُ، والحَسَــــدُ

تناوشتــــــــــني بإِمْــــكارٍ يَدٌ ويدُ      أَكُلُّ رأْيِكَ حَرْبِي؟ أَمْ لَها أَمَدُ

فإِنَّ عَهْدي وللحَالات أَلوانُ

ضاقتْ قيودُكَ، لو أمعنتَ معرفتي    لتوقِننَّ بأَنَّ البــــأَسَ من صِفتي

فإِنْ تنبَّهْــتَ إِذْ أَدْرَكَـــتَ منزلتـــي    حُلَّ العِقَالَ وأطلقني إلى سعتي

ففي سجونكَ للميدانِ فرسان

أعليتَ من سَفِهَتْ أَحْلَامَهُمْ فَسَمَوا     عَلى الأَمَاجِدِ حَتَى خَرَّ مَجْدَهُمُ

ما بالَ مَنْ أَحْسْنوا، أَنْكَرْتَ فَضْلَهُمُ   يا دَهْرُ يَا بَاخِسَ الأَحْرَارِ حَقَّهُــــمُ

أَعْطِ العدالةَ إِنَّ اللهَ دَيــّانُ

إن أنتَ أنصفتهم حَقَّاً، فما عَصِفَتْ    بهم رياحُكَ، أو نارُ الكِــــرامِ خَبَتْ

ولا تقدَّمهُـــــــمْ مَنْ نَفْسُــــــهُ رخُصَتْ  فيمَ التَّقصي بأَهلِ الفضل إِنْ نَقُصَتْ

حُسْنَاكَ زَادوا وَإِنْ شَانَ الوَرَى زَانوا

همُ الغطارفةُ، الصِّيدُ، العِظَامُ هُمُ      ما انحلَّ عِقْدٌ لَهُمْ، أَوْ بَارَتِ الذِّمَمُ

هُمُ الأَسِنَّـــــةُ لا يخبــــــو مَراسَـــهُمُ  لا يَثْقلــــــونَ وَإِنْ خَفَّــــــتْ عَيَابَهُمُ

عن النَّدى، وَلَهُمْ بِالْحُلْمِ رُجْحَانُ

ترى السَّنــــاءَ وَقَدْ أَوْرى مَنَــــازِلَهُمْ  تَكَبْكَبــــوا حَولَ نــورٍ من فضائلهمْ

لَكِنَّ عَاصِفَــةَ النِّسْيَــــــانِ تَغْمُرُهُمْ أَخْفَى غُبَارَك يا دَهْري مَحَاسِنَهُمْ

فَإِنْ دَعَوْتَهُـــــــمُ في نَكْبَةٍ بــــانوا

لَـــوْ أَنْتَ أَبْقَيْتَهُمْ في مُرْتَقَاكَ هُـــــدى    َمَا الطَّرائقُ أَمْسَـــــتْ للورى قِدَدا

ما كانَ أَخْلَقَهُـــــمْ بالنَّبْـــــــعِ إِذْ وُرِدا  أَنْ تَعْرِفِ الحَقَّ فِيْهِمْ لَمْ تَذُدْ أُسُداً

عَنِ الـــــورودِ وَعِيْرُ الحَيِّ رَيَّـــانُ

***

.................................

رابط القصيدة على اليوتيوب:

https://youtu.be/1OKdOD4Q_FA

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم