صحيفة المثقف

علاء اللامي: لماذا "تنجح" مشاريع الاستثمارات التي تقوم بها العتبات وتفشل مشاريع الدولة؟

علاء اللامي* لأن مشاريع الأوقاف والعتبات تقوم على أراضٍ ومواد خام مجانية أو شبه مجانية تعود للدولة، منها كليات ومصانع قائمة ومجهزة تم الاستيلاء عليها من قبل قوى وشخصيات نافذة في الحكم.

* ولأن الدولة تقدم أموالا هائلة من الموازنة السنوية الحكومية لدواوين الأوقاف الشيعية والسنية وغيرها، رغم أنها هيئات مستقلة دستوريا. بلغت حصة الأوقاف من موازنة 2020 المبالغ التالية: 877 مليار دينار، منها 585 مليار للوقف الشيعي، و284 مليار دينار للوقف السني، و7 مليارات لأوقاف الأقليات الدينية الأخرى.

 * ولأن الأرباح الكبيرة المتأتية من مشاريع مقاولات واستثمارات العتبات الدينية لا تضبطها حسابات سنوية رسمية مراقَبة للأجور والأرباح والتكاليف، ويخصص قسم منها كرواتب مجزية لحملة الشهادات المشتغلين في تلك المشاريع والمنتفعين منها وحتى لبعض الإعلاميين المرتزقة المروجين لهذه المشاريع.

* ولأن الأوقاف الدينية والعتبات مستقلة حسب دستور بريمر بموجب المادة 103 أولا، والتي تنص على أن (دواوين الأوقاف، هيئاتٌ مستقلة مالياً وإدارياً)، ولا تشرف على حساباتها مؤسسات الدولة المتخصصة كوزارات المالية والاقتصاد والتخطيط ولا تُدفَع عنها ضرائب سنوية للدولة. فكيف تخسر مشاريع استثمارية، تأخذ ولا تعطي، وتنهب الدولة وتمتص دماءها كاليرقة وتكون مستقلة عن الدولة في الوقت نفسه؟ أليست هذه دويلة مدللة داخل دولة الفساد والطائفية والتبعية للأجنبي؟

* لأن مشاريع العتبات تشارك في إنجاحها جميع وزارات ومؤسسات الحكومة وتقدم لها الخدمات والمواد الأولية والآليات والنقل مجانا، ومَن يجرؤ على رفض طلبات إدارات العتبات المستثمرة يعاقب بالنبذ في الحاضنة المجتمعية الطائفية ويخسر امتيازاته ومنصبه الحكومي. وقد أكد هذا المعنى محافظ كربلاء الأسبق، عقيل الطريحي، الذي فقد منصبه لاحقا، وتمت إقالته بعد استجوابه غيابيا. وكان الطريحي كما قال/ الفيديو- من الدقيقة 28، موافقا على إحالة مشروع استثمار مطار كربلاء إلى إحدى شركات العتبة الحسينية ولكن الجهات العتباتية المستثمرة استبعدت وزارة النقل من المشروع، وقال حرفيا حين (أحيل - مشروع مطار كربلاء - إلى شركة من الشركات التابعة للعتبة الحسينية هي شركة "خيرات السبطين"، أنا لم أعترض على هذه الشركة، ولكن هم عملوا على استبعاد وزارة النقل، فهل يمكن بناء مطار دولي دون وجود وزارة نقل؟) وأضاف (وحين سألوني: وماذا تقدم لنا أنت كمحافظ للمطار؟ قلت لهم: لا أستطيع ان أقدم شيئا. فقال: ليش، مو هذا للحسين؟ فقلت له: هذني لا تبيعهن علينا لأننا نعرفهن، والحسين عليه السلام ما له علاقة بالمطار!) ثم يسجل الآتي (لقد وافقت على هذا المشروع لأنني بصراحة خدعت من قبل صاحب شركة "خيرات السبطين" ومن سامي الأعرجي، رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق)!

* استدراك: "فشل مشاريع القطاع العام التي تديرها الدولة" عبارة تثير العديد من الاعتراضات والتحفظات لأنها لا تنطبق على واقع العراق بعد الاحتلال الأميركي وقيام حكم المحاصصة الطائفية التدميري، فغالبية مشاريع ومصانع ومزارع القطاع العام تم تدميرها أو محاصرتها أو التضييق عليها أو قطع التمويل عنها وتحويل بعضها الى مشاريع "تمويل ذاتي" لا سوق لها، ضمن خطة مسبقة لتدمير العراق وتحويله الى سوق استهلاكية لبضائع دول الجوار بلا جيش ولا زراعة ولا صناعة ولا ثقافة ضمن معادلة الاحتلال الأميركية القائلة : لكم أيها الطائفيون حكم العراق ولنا أن تجعلوه خرابا وحطاما!

 

علاء اللامي

......................

* الصورة لإعلان بناء مطار كربلاء، لاحظ عدم وجود اسم الدولة العراقية أو الوزارة المتخصصة بالموضوع أي وزارة النقل...أهي دويلة مستقلة داخل دولة العراق؟

معلومة أخيرة: هذه بعض المعلومات حول الاستيلاء على مؤسسات قائمة: قبل علاء الموسوي، كان حسين الشامي يشغل منصب رئيس ديوان الوقف الشيعي. وفي عهده اشترى أراضي جامعة البكر للدراسات العسكرية (الحكومية) وجعلها من أملاك الوقف الشيعي. الوقف الشيعي اشترى جامعة البكر من وزارة الدفاع المنحلّة حينها بمليون دولار فقط، بينما تُقدر قيمتها الفعلية بـ 800 مليون دولار. وعلى الرغم من أنَّ محكمة التمييز في بغداد أبطلت بيع جامعة البكر وتحويلها إلى أملاك الوقف الشيعي، إلا أنَّ ذلك لم يمنع من تحويلها إلى جامعة حملت اسم "الإمام جعفر الصادق" ولا تزال الجامعة ضمن أملاك الوقف الشيعي). الرابط:

https://assafirarabi.com/ar/31900/2020/06/23

* رابط فيديو لقاء مع محافظ كربلاء السابق عقيل الطريحي/ من الدقيقة 28:

https://www.youtube.com/watch?v=t76Wun5FpVI&ab_channel=%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7-AsiaTV

* رابط لمقالة سابقة حول تصريحات عقيل الطريحي:

https://al-aalem.com/article/47633

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم