صحيفة المثقف

راضي المترفي: علاقة العراق بتموز!!

راضي المترفيالاله .. تموز

الانقلابات .. تموز

المواليد .. تموز

الشمس .. تموز

(الحمار يبول دم)

المطر .. تموز

(يكلبي تريد من بارح مطر ويبللك ميه)

الماء .. تموز

(تموز ينشف الماي بالكوز)

علاقة العراق بتموز قد لا تبدو غريبة فقط إنما ملفتة للنظر وداعية للتأمل والا لماذا ترك العراقيون القدامى أشهر السنة الأخرى بما فيها من اعتدال جو وعذوبة هواء ومطر وشمس حانية واختاروا تموز اسما لاله يعبدونه وعلى فرض ان أيام تموز تدفع للغضب والتمرد والهيجان والقيام بأعمال غير معقولة او معتادة وبموجب هذا قام العسكر بثوراتهم وانقلاباتهم العسكرية على مر تاريخهم فمالذي يدفع حكومة العهد الملكي وهي حكومة مدنية لاختيار الأول من تموز في اول إحصاء عام تجربه في البلاد يوما لميلاد مواطنيها من كل الفئات العمرية؟ وعلى فرض استحمار العسكر في تموز بسبب الحر الذي يطرد الاستقرار والهدوء والراحة وانتظام التفكير فمالذي يجعل حكومة ملكية مدنية تسكن على ضفاف النهر ويتوفر لها أغلب أسباب الراحة تستحمر وتقرر أن يكون يوم ١ / تموز / هو اليوم الرسمي لميلاد كل العراقيين الذين كانوا على قيد الحياة وقت استحمار حكومة الملك ؟ ان من اختار تموز شهرا لولادة العراقيين اما ان يكون مجنونا او لحس مخه حر هذا الشهر العنيف او انه شخص كشف له الغطاء فرأى أن العراقيين خرجوا دفعة واحدة من جهنم عبر بوابة تموز الملتهبة على عكس البشر الآخرين الذين خرجوا من أرحام أمهاتهم في أشهر تتفاوت بين الحر والبرد والاعتدال او انه رجل فيلسوف رأى في ما يرى الفلاسفة مالا يراه الاخرون ان العراقيين جاءوا من كوكب آخر غير الأرض لذا رغب ان يثبت تميزهم ويحتفظ لهم بحقهم وقدرتهم على تحمل ظروف مناخية لا يستطيع أهل الأرض تحملها وانا اميل إلى الرأي الأخير ودليلي على صحته ان وكالات الأنباء تناقلت امس وفاة أكثر من عشرة أشخاص في كندا بعد أن وصلت درجة الحرارة هناك إلى (٣٩) درجة في حين بلغت في العراق في الظل أكثر من نصف درجة الغليان بعدة درجات وتحت الشمس لا يعلمها إلا خالق الشمس ومع كل هذا لازال العراقي يمارس حياته الطبيعية في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات متواصلة وشحة مياه وهو يترجل من تكتك ليركب آخر في طريقه لزيارة صديق او لإجراء مباراة (طاولي) في مقهى مكشوفة او لزيارة مريض ولايفوت رياضة المشي مع الاصدقاء في (عصاري) تموز وعندما يفكر بالعودة للبيت لا ينسى الصمون وعموما اليوم هو الأول من تموز وما علينا سوى تهنئة بعضنا بعيد ميلاده والاحتفال بأنفسنا وتهيئة مستلزمات حفلة عيد ميلاد في أغلب البيوت رغم انف تموز وشمسه الساطعة ونحتفل على أنغام أغنية:

(طابخه ام كرار شلغم بالدبس) .

 

راضي المترفي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم