صحيفة المثقف

علي عمرون: بكالوريا الفلسفة.. حدود الاختلاف والتماثل بين الجزائر وتونس

عمرون علي مدخل عام: الفلسفة هي أن "نكفّ عن الكذب على أنفسنا ومخادعة الاخرين" على اعتبار ان الكذب مناقض لقول الحقيقة وهو امتداد للمغالطة، ومن منطلق ان الفيلسوف هو الباحث عن الحقيقة المحب للحكمة وهو صديق الفضيلة، نعم يجب ان نتوقف عن الكذب الذي تحول الى سلوك ممنهج وحالة دائمة ملازمة للدرس الفلسفي عندنا، حيث يتم التلاعب بوقائع وحقائق بيداغوجية دون خجل أو حياء، يقول جون جاك روسو:" أن تكذب لصالح الغير فهذا تدليس وأن تكذب بقصد إلحاق الأذى بالغير فهذا افتراء" انني استحضر هنا هذه القولة كمدخل للمقارنة بين التجربتين الجزائرية والتونسية في بناء مواضيع البكالوريا وتحديدا شعبة الآداب وفق منهج الرصد والوصف والمعايشة .

لقد لاحظت انمواضيع البكالوريا دورة جوان2021، على غرار الكثير من الدورات السابقة تتعامل مع الفلسفة كسلعة موجهة للاستهلاك، سلعة معلبة يجب ان تحوز على رضى الزبون مغرية وقابلة للتسويق، وان إعادة استنساخ نفس المشكلات وفق نفس الصياغة على ورقة الامتحان وتقزيم برنامج الفلسفة واختزاله في اسئلة مكررة، قد خلق حالة من الانسياق الاعمى والتبعية المطلقة، حالة استلاب تحول فيها التلميذ الى سجين والأستاذ الى سجان، حالة هي اشبه بعلاقة المريد بشيخه وما تفترضه العلاقة من حق الطاعة وواجب التسليم، هذا التقليد البليد انتج في كل موسم دراسي ظاهرة اطلق عليها الأستاذ كمال صيدقي تسمية " موسم الإنشاء الفلسفي " ولكل موسم " ولي صالح" يحج اليه التلاميذ طلبا لبركته، هو موسم الحج الأكبر الذي ترافقه طقوس وشعوذات من قبيل نشاط مكتبات/حوزات الفوطوكوبي المنتجة للحروز التي هي في مقام بخور التفوسيخا، والتيمن ببركات الأستاذ المعجزة، وتقديم مقالاته كقربان يوم الامتحان والغاية النهائية "الخلاص" وبلغة المتعلمين " الربحة" وبلغة البيداغوجيا " الحصول على أعلى نقطة في الفلسفة موجبة للنجاح".هذه الظاهرة ازدادت مساحتها اتساعا عندنا بينما هي تتقلص وتكاد تنعدم في التجربة التونسية، ان الوهن الذي أصاب الفلسفة في تعليمنا الثانوي والذي هو محصلة لضعف مناعتنا الفكرية يدفعنا الى طرح بعض التساؤلات:

لماذا اتجهت التجربة التونسية الى التجديد والانفتاح؟ بينما نتجه نحن الى التقليد والترديد والانغلاق؟

هل من الحكمة التضحية بمكاسب الدرس الفلسفي من أجل إنقاذ امتحان البكالوريا؟ كيف نفسر ظاهرة الخضوع للمقالات الفلسفية الجاهزة والزهد في خوض تجربة الانشاء الفلسفي؟ وهل يمكن ان نتحدث عن تمرين الكتابة الفلسفية في ظل ثقافية إلقائية تغيب التلميذ؟ الى أي حد يمكن تحرير المقال الفلسفي من سلطة وهيمنة مواقع التواصل الاجتماعي ومستودعات الدرس الخصوصي؟ كيف نفسر هذا التطابق بين أسئلة امتحان الفلسفة في البكالوريا وما يتم توقعه عبر منصات التواصل الاجتماعي؟

هل يجب علينا أن تتمسك بثقافة الإنشاء الفلسفي ام لابد من الانفتاح على طرق أخرى لبناء امتحان الفلسفة؟ وكيف نفسّر حالة الصمت المطبق من أساتذة الفلسفة في الجامعة حول الدرس الفلسفي بالتعليم الثانوي؟

من الفلسفة كإناء الى التفلسف كبناء

سألت الصديق الأستاذ فيصل زارعي حول موضوع الفلسفة لشعبة الآداب بكالوريا جوان 2021 في تونس والذي نصه (هل من تعارض ببن مقتضيات المواطنة واكراهات السيادة؟) سألته عن ظاهرة المواضيع المكررة والمتداولة مسبقا عبر الوسائط الإعلامية، وكان جوابه انه لأول مرة يطرح هذا السؤال بهذه الصياغة وهو مقال غير متداول في الدورات السابقة:" في ما يتصل بالامتحانات الوطنية أقول أن الامتحانات ليست نسخا مطابقة للأصل او انه بإمكان البعض توقع ما سيكون عليه محتوى المواضيع او النصوص" في مقابل ذلك حاولت تقصي ظاهرة المقالات المتوقعة في الفلسفة عندنا من خلال محرك البحث جوجل ووصل رقم الصفحات التي تروج لهذه الظاهرة 660.000 هذا الرقم المخيف يمثل مواقع وصفحات ومدونات وقنوات ...الخ، تتنافس في تحديد وضبط طبيعة ومحتوى أسئلة الفلسفة في البكالوريا الجزائرية مسبقا، بطريقة تثير السخرية وتؤسس للاستغباء وتروج للغش الذي بات حقا مقدسا كما هو الجهل مقدس عندنا، وضع جعل بكالوريا الإصلاح في حاجة الى اصلاح.

لقد انطلق العمل بداية من جوان 2008 بنظام جديد لامتحان الباكالوريا في الجزائر على غرار تونس مع وجود فارق في التجربتين زمنيا وحتى من حيث التصور، وصدرت مواصفات جديدة للاختبارات. وتم تغيير تسمية شعبة آداب وعلوم إنسانية الى شعبة الآداب والفلسفة وأصبح اختبار الفلسفة مكرسا كمادة أساسية في امتحان البكالوريا بمعامل 6 وحصّة تدوم 7ساعات أسبوعيا، في مقابل ذلك ضارب الفلسفة في تونس هو 4 لشعبة آداب وهي تدرس لمدة 6 ساعات أسبوعيا، وعلى مدار خمسة عشر سنة والتي تمثل عمر بكالوريا الإصلاح في تونس، وعلى الرغم من وجود دورتين واحدة رئيسية وأخرى للمراقبة، الا انه يمكن القول ان التجدد والتنوع والثراء والعمق مميزات خالصة لبكالوريا الفلسفة في هذا البلد، فمن حيث الامتداد يلاحظ حضور البرنامج بأكمله، ببعده الاشكالي وتفريعاته الثلاث والتي تخدم مطلبا واحدا (الكلي- الكوني) في امتحان البكالوريا، هذه التفرعات تتمثل في مسألة الإنساني بين الكثرة والوحدة والعلم بين الحقيقة والنمذجة والقيم بين النسبي والمطلق، وهي إشكاليات تتفرع عنها جملة من المحاور وهي:(الإنّية والغيرية، التواصل والأنظمة الرمزية، الخصوصية والكونية، أبعاد النمذجة، النمذجة وومطلب الحقيقة، العمل: النجاعة والعدالة، الدولة: السيادة والمواطنة، الأخلاق: الخير والسعادة، الفن: الجمال والحقيقة) وهي مرفقة بوضعيات انطلاق ونصوص فلسفية تتميز بالعمق تسمى سندات وتشكل مرجعية للتلميذ في الانشاء الفلسفي، والمتأمل في مواضيع الفلسفة في البكالوريا التونسية يلمس دون مجاملة التنويع والجدة والطرافة، انها كما قال الأستاذ فيصل زارعي أسئلة تتضمن مشكلات وظيفية تطرح قضايا فلسفية او فكرية راهنة تهم الانسان في واقعه وفى جوهره الانطولوجي والانثروبولوجي والاكسيولوجي والابستيمولوجي، وتتصل بعمق بالبرنامج الذي يتم تدريسه فعليا وتبرير ذلك في نظره أن التلميذ او المترشح يجب ان يمتحن في المعرفي والمنهجي معا، ولأجل الوقوف على هذه المميزات اشتغلت على عينة من هذه المواضيع (2008-2021) من خلال استقراء نماذج مواضيع الفلسفة كما وردت في امتحان البكالوريا والتي جاءت على النحو التالي:

بكالوريا 2008 الدورة الرئيسية: 1- ان الاختلاف لا يهددني بل يثريني. ما رأيك 2-ليس الرمز سلطة الانسان بل سلطة تمارس على الانسان. حلل هذا القول وناقشه مبينا مدى وجاهته.3- نص بول ريكور التاريخ والحقيقة. المواطنة

بكالوريا 2008 دورة المراقبة: 1- تتحدد انيتي بما أكون لا بما املك. حلل هذا الإقرار وناقشه مبرزا مسلماته ورهاناته.2- هل يحق لثقافة ما ادعاء الكونية؟3- نص كيف يكون تقيمنا للعمل عادلا. نيتشة انساني مفرط في انسانيته.

بكالوريا 2009 الدورة الرئيسية: يزداد التواصل أزمة اليوم بقدر تزايد الوسائط الرمزية. حلل هذا الإقرار وناقشه مبينا مدى وجاهته .

هل تقتضي السيادة العنف؟ نص جيل غا ستون غرانجي المحتمل والممكن والافتراضي .الطابع المؤقت للنماذج العلمية .

بكالوريا 2009 دورة المراقبة: إن القول بتعدد النماذج في العلم يؤدي إلى الإستغناء عن طلب الحقيقة .ما رأيك ؟هل يمكن للسعادة أن تكون أساس أخلاقية أفعالنا ؟ نص مرسي الياد المقدس والدنيوي .تعدد الرموز .

بكالوريا 2010 الدورة الرئيسية يحتاج العمل إلى العدالة حتى يكون إنسانيا .حلل هذا الإقرار وناقشه مبينا شروط إنسانية العمل

الفن تجاوز للواقع المباشر وتعبير عن ذات متمردة .حلل هذا الإقرار وناقشه مركزا على قيمة العمل الفني .نص روسو .اميل .هل تقوم معرفة الذات على الإحساس؟

بكالوريا 2010 دورة المراقبة هل من معنى للهوية زمن العولمة ؟تعمينا الصورة اليوم عن رؤية العالم . ما رأيك ؟نص ديكارت رسالة الى اليزابيت . الفرح خير اسمى .

بكالوريا 2011 الدورة الرئيسية قيل:" ان الخضوع الاعمى هو المزية الوحيدة التي تبقى للعبيد " مارايك

- الأنظمة الرمزية أفق للتواصل الإنساني وسبيل للهيمنة في آن .حلل هذا الإقرار وناقشه مبينا أسس المفارقة فيه وأبعادها .

بكالوريا 2011 دورة المراقبة -ليس الكوني ما ننقذ أنفسنا منه بل ھو ما علینا إنقاذه. ما رأیك؟ ھل من عبش مشترك مع الآخر المختلف؟

- نص جون جاك روسو . السياسة وشروط المواطنة .

بكالوريا 2012 الدورة الرئيسية هل تقوم الهوية على التماثل ام الاختلاف ؟قيل ال يهتم النموذج العلمي بمعرفة الواقع قدر اهتمامه بالتحكم فيه . حلل هذا القول وناقشه مبينا طبيعة العلاقة بين النموذج العلمي والواقع.العدالة باعتبارها فضيلة جون رولز.نظرية العدالة

بكالوريا 2012 دورة المراقبة بأي معنى يبعدنا الفن عن الحقيقة ؟هل من تناقض في القول:"ان المواطنة امتثال ومقاومة "نص حول تعدد الأنظمة الرمزية وتنوعها ارنست كاسيير (مقال في الانسان)

بكالوريا 2013 الدورة الرئيسية بقدر ما يسرت الوسائل الحديثة الاتصال بين البشر، ازداد الافراد إحساسا بالغربة إزاء بعضهم بعضا .حلل هذا الإقرار مبينا وجاهته. قيل: ان سلطة القوانين تحصن الفرد من الاستبداد .حلل هذا الإقرار وناقشه .مبرزا شروط إمكانية تحققه .نص ادغار موران هوية الانسان بين الوحدة والكثرة .

بكالوريا 2013 دورة المراقبة قيل:" ليس الغير موضوع معرفة بل مجال اعتراف " حلل هذا القول وناقشه مبرزا خصوصية اللقاء مع الغير.

- قيل:" ليست السعادة ابدا نقيضا للفضيلة بل الفضيلة بعينها" ما رايك نص ميشال سار هل الثقافة مهددة؟

بكالوريا 2014 الدورة الرئيسية بأي معنى يمكن اعتبار الإنساني مهمة ؟ قيل " لا تكمن قيمة النمذجة العلمية في المعرفة التي تقدمها بل في النجاحات التي تحققها "حلل هذا الإقرار مبرزا استتباعاته على منزلة الحقيقة في العلم .نص كان ميتافيزيقا الاخلاق أساس الحياة الأخلاقية .

بكالوريا 2014 دورة المراقبة ان واقع العولمة اليوم إقرار بنهاية الغيرية حلل هذا القول مبينا مدى وجاهته 2- هل في توفير حظ اوفر من الرفاه ما يضمن اوفر حظ من السعادة ؟ النص: دو توكفيل في الديمقراطية في أمريكا .

بكالوريا 2015 الدورة الرئيسية هل من وجاهة في القول " ينشئ الرمز العالم ويخضعه إلى نظامه في آن واحد " ؟

قيل " لإن نشأت المواطنة في فضاء سيادة الدولة فإن تحققها يقتضي الحد من هذه السيادة " . حلل هذا القول وناقشه مبينا آليات الحد من هذه السيادة وتبعاته النص لويس لافال الوعي بالذات .

بكالوريا 2015 دورة المراقبة هل في التظنن على العولمة يأس من الكوني؟ الموضوع: " إن مطلب العدالة لا يتعارض مع طلب الزيادة في نجاعة العمل "حلل هذا القول مبينا مدى وجاهته .نص رجيس دوبري حياة الصورة وموتها نص كارل ياسبرس مدخل الى الفلسفة .وحدة الإنسانية

بكالوريا 2016 الدورة الرئيسية لا إنية دون غيرية .ما رأيك ؟ هل يمكن للمرء أن يكون خيرا وسعيدا ؟ النص: الان تورين نقد الحداثة نص حول الديمقراطية سيادة الشعب وحقوق الانسان .

بكالوريا 2016 دورة المراقبة: « ينشيء الفن حقيقته " حلل هذا القول وناقشه مبينا طبيعة العلاقة بين الابداع الفني والواقع . هل من تعارض بين اعتبار الهوية انتماء واعتبارها مشروعا يتشكل تاريخيا ؟ نص ارفين شرودنغر . الفيزياء الكوانطية وتمثل العالم .

بكالوريا 2017 الدورة الرئيسية لا تكمن قيمة العمل في المنفعة التي يحققها فحسب، بل في العدالة التي يطلبها .حلل القول وناقشه هل أكون حقا من انا، برفض ما انا عليه؟ النص بول ريكور التاريخ والحقيقة نص حول التجربة الفنية .

بكالوريا 2017 دورة المراقبة . ليس الكوني خصوصية معممة، بل هو إنساني مركب .حلل هذا القول وناقشه مبينا شروط تحقق القيم الكونية . هل يغنينا فعل الخير عن طلب السعادة ؟ نص ادغار موران .علم بضمير .علاقة النظريات العلمية بالواقع .

بكالوريا 2018 الدورة الرئيسية هل يقوم العيش معا. ضرورة. على تماثل البشر؟ ليس من شأن الفن كشف حقيقة الواقع بل السخرية منه. حلل هذا القول وناقشه مبينا أوجه العلاقة بين الفن والواقع.النص: دافيد هيوم في أصل الحكم المدني الصراع بين الحرية والسيادة.

بكالوريا 2018 دورة المراقبة .هل يجدر بالانسان ان يكون فاضلا وشقيا؟ ليس الاختلاف نقيض الهوية بل العنف. حلل هذا القول وناقشه مبينا كيف يمكن ان يكون العنف تهديد للهوية . نص موريس ميرولوبنتي .فينومينولوجيا الادراك .شروط تحقق الانا .

بكالوريا 2019 الدورة الرئيسية قيل " بقدر ما ينشئ الانسان الرموز تتوسع دائرة ما هو انساني " حلل هذا القول وناقشه مبرزا منزلة الرمز في تحقق ماهو انساني هل يمكن ان أكون مواطن دولة ومواطن العالم في ان . النص جون لادريار رهانات العقلانية. العلاقة بين النظرية والواقع.

بكالوريا 2019 دورة المراقبة. هل تمكنني الغيرية من ادراك من أكون؟ تصبح السيادة اكثر شرعية كلما ضمنت للمواطن حق المقاومة .حلل هذا القول وناقشه مبينا حدود التلازم بين المواطنة والمقاومة جون بورديو.اللغة والسلطة الرمزية.وظائف الأنظمة الرمزية .

بكالوريا 2020 الدورة الرئيسية هل من شأن العلم اليوم تفسير العالم ؟ ان تهديد العولمة للكوني اشد خطورة من تهديدها الخصوصي. حلل هذا القول وناقشه مبرزا اثر العولمة على الإنساني ؟ 3- نص حول الديمقراطية لجون ماري مولير . العوامل المهددة للديمقراطية

بكالوريا 2020 دورة المراقبة الى أي حد يحررنا الفن من كل سلطة ؟ هل في الاحتكام الى العقل ما يضمن تحقيق السعادة ؟

- نص جون بودريار نص حول الغيرية

بكالوريا 2021 الدورة الرئيسية هل من تعارض بين مقتضيات المواطنة واكراهات السيادة؟ قيل:" أحدثت النمذجة ثورة في العلم وأزمة في القيم. حلل هذا القول وناقشه مبرزا اثر النمذجة العلمية في الواقع الإنساني النص جون بول سارتر مواقف. شروط تحقق الوعي بالذات .

وتوصلت عبر قراءة هذه النماذج وتفكيكها وتحليلها من حيث الصياغة اللغوية والبعد الاشكالي الى تعزيز الطرح القائل ان منهاج الفلسفة في تونس يراهن على تكوين:" عقول مفكرة بدل حشو الادمغة " وعلى تجاوز:" حب البقاء الى حسن البقاء " ولذلك كان شعار الوثيقة المعنونة ب(مختارات من مواضيع البكالوريا مصحوبة بنماذج من الّتحاليل شعبة الآداب الفلسفة):" نريدك أن تكون قادرا على التفكير بنفسك بشكل منظم ومتماسك" وأن نفكر معناه اننا نتفلسف .ولبلوغ هذه الغاية كان لابد من تمكين التلميذ من التمرس بالحرية وممارسة التفكير والارتقاء ذاتيا اثناء الامتحانات الرسمية، وكذلك دفعه الى الانتقال من وضع اللامبالاة والتسطيح الفكري والوجداني والاستسلام الى المجهود الأدنى الى موقف الوعي بالذات وحسن الاختيار وحمله على الابداع [1]

ومن خلال المقارنة بين هذه النماذج امكننا القول ان مواضيع بكالوريا الفلسفة في تونس تتمظهر في اشكال وصيغ مختلفة متعددة ومتنوعة شكلا ومضمونا، منها الموضوع الذي يرد في شكل سؤال استفهامي: هل من معنى للهوية زمن العولمة ؟ الى أي حد يحررنا الفن من كل سلطة؟ هل تقتضي السيادة العنف؟، أو الموضوع القولي (القولة) بصيغ مختلفة منها: حلل هذا القول وناقشه مبينا مدى وجاهته، حلل هذا الإقرار وناقشه مبرزا مسلماته ورهاناته. حلل هذا القول وناقشه مبرزا خصوصية اللقاء مع الغير . حلل هذا القول وناقشه مبينا حدود التلازم بين المواطنة والمقاومة..... أو الموضوع الإقراري: الفن تجاوز للواقع المباشر وتعبير عن ذات متمردة حلل هذا الإقرار وناقشه مركزا على قيمة العمل الفني. قيل: ان سلطة القوانين تحصن الفرد من الاستبداد .حلل هذا الإقرار وناقشه .مبرزا شروط إمكانية تحققه، أو النص الفلسفي، أو الموضوع الزوج مفهومي الذي يطرح في شكل زوج مفهومي الذات والعالم.الفرد والدولة، السعادة والجدارة، الهوية والكوني… وفي كل الأنواع المطلوب من المترشح ممارسة التفلسف الكتابي من خلال الانشاء الفلسفي وللتلميذ الحرية في التمشي المنهجي الذي يراه مناسبا لمعالجة الاشكال المطروح .وهذا ما تنص عليه نماذج الإصلاح والتي تتميز بالدقة والوضوح وهي تحاول ان تتحرى الموضوعية في التقويم فضلا عن كونها منفتحة على الاجتهاد، وبالرجوع اليها نجد ان هيكلة المقال وهندسته له ضوابط تساعد على تقويمه وتصحيحه، فمثلا انعدام المساءلة الفلسفية في كامل التحرير والاقتصار على سرد شتات من الآراء والامثلة المبتذلة حول مسألة السيادة والمواطنة كما هو حال بكالوريا 2021 يجعل علامة المقال تتراوح بين (0-3)، والاقتصار على سرد معلومات تتعلق بالسيادة والمواطنة دون التفطن ودون اعتبار خصوصيات الموضوع مع توفر جهد في التحرير يجعل العلامة تتأرجح بين (4-6) علامات وهكذا يتم توزيع العلامات وفق مستويات ولاتمر الوثيقة المصححة الى المستوى الأعلى الا اذا توفرت فيها شروط محددة، و اذا لاحظ المصححون ان هناك ورقتان متطابقتان تماما فإن لجنة الامتحان تحرر ملاحظة في الغرض وتوقع في باب الغش ويستدعى المترشحان للتحقيق وقد تصل العقوبة الى حرمان المترشح من اجتياز مناظرة الباكالوريا لمدة لا تقل عن 5 سنوات .اضافة الى ذلك الإجابة التي يقدمها التلميذ يجب ان تتوافق مع أصناف المواضيع المطروحة في البكالوريا من حيث ان هندسة الموضوع الذي يرد في صورة قول مرفق بسؤال مثلا تختلف عن هندسة الموضوع الذي يتمظهر في صيغة سؤال او نص فلسفي والقولة كموضوع في البكالوريا التونسية يتحدد مفهومها على انها: إقرار يتضمن اثباتا او نفيا او اثبات ونفي في ان واحد ومناط الإقرار هو تحديد العلاقة بين مفهومين، وموضوع القولة مرفوق بتعليمة حيث المطلوب فهم الإقرار وفهم التعليمة مثلا الموضوع الثاني الذي ورد في بكالوريا2011قيل:” الأنظمة الرمزية أفق للتواصل الإنساني وسبيل للهيمنة في آن حلل هذا الإقرار وناقشه مبينا أسس المفارقة فيه وأبعادها .الانتباه الى القولة في نظر الأستاذ (فتحي السعيداني) يحيلنا الى ان التلازم مسلم به والمطلوب هو التفكير في أسس هذا التلازم واشكلة هذا الموضوع تكون على النحو التالي:ما لذي يجعل من الأنظمة الرمزية امكانا للتواصل وسبيلا للهيمنة في ان هل يرد ذلك الى بنيتها ام الى اليات توظيفها؟وبالنسبة للقولة على اختلاف أصنافها لابد من الالتزام بمهمتين: مهمة التحليل الوصفي والتفسيري وذلك بتحديد مجالات القولة والكشف عن مسلماتها والاخذ بعين الاعتبار التوجه الفلسفي لصاحبها ومهمة التقييم النقدي من خلال مساءلة القولة وبيان مشروعيتها المنطقية او الأخلاقية ومكاسبها الفلسفية كمساهمتها في دحض راي شائع او قناعة أيديولوجية مع ضرورة الانتباه الى المطلوب مثلا: مارأيك في القول التالي ..؟ الى أي حد يمكن القول بأن …وذات الشروط تنطبق على المواضيع المطروحة في صيغة سؤال والذي له عدة صيغ بأي معنى….؟، أي معنى…؟كيف…؟ -إلى أي حد…؟ إلى أي مدى…؟…..مع ضرورة الانتباه الى صيغة السؤال مثلا هل يجب………؟ الوجوب هنا يفهم بمعنى الضرورة المادية الطبيعية والضرورة الأخلاقية، هل يمكن للفلسفة ان تستغني عن العلم ؟ الامكانية هنا قد تكون فعلية واقعية وقد تعني المشروعية (هل من المشروع ؟ هل يحق لنا؟) …..والانتباه يجنب التلميذ الوقوع في مايسمى الخروج عن الموضوع .الصياغة النهائية للمقال المقال الفلسفي في صياغتها النهائية يبنى على ثلاث محطات: المقدمة: تتضمن تمهيدا يجلب انتباه القارئ من خلال الانطلاق من رأي شائع ومواجهته مما يفقده مظهره البديهي، او الانطلاق من وجهة النظر الفلسفية المقابلة لوجهة النظر الواردة في نص الموضوع، او الانطلاق من مفارقة لها صلة بالموضوع او من سياق تاريخي …….والتنبيه الى ضرورة طرح المشكل الذي يتضمنه نص الموضوع ثم ادراج نص الموضوع ذاته وصياغة اشكاليته وإبراز أهميته والرهان الذي يمثله . وهكذا المقدمة وظيفتها بناء إشكالية الموضوع من خلال لحظتين بارزتين: التمهيد الذي يتكفل بتهيئة وضعية إحراجيه تبرر طرح هذه الإشكالية ثم صياغتها على نحو دقيق وإبراز ابعادها التحليلية والنقدية .الجوهرويسمى عندنا بمحاولة حل المشكلة وهو محطة ثانية من الضروري ان يتقيد فيها المترشح بالمخطط المنجز والالتزام به سواء الجانب التحليلي او التقيمي ووظيفته الاشتغال على الإشكالية في بعدها التحليلي والنقدي ضمن نظام حجاجي واضح ومتماسك العناصر واضح الأفكار يحسن استثمار المفاهيم والمرجعيات ويتفطن للرهانات المتعلقة بالتفكير في هذه الإشكالية الخاتمة تتضمن حوصلة تأليفية للنتائج الجزئية، وكذا بناء موقف واضح من الإشكالية المطروحة على ضوء ما انجز في الجوهر.وفتح افاق لمواصلة التفكير والانفتاح على مشكل اخر. ويمكن العودة للموضوع الثاني بكالوريا 2013 الدورة الرئيسية للدلالة على هذه المميزات ولقياسها في نفس الوقت .

نص الموضوع جاء على النحو التالي: (قيل: إنّ سلطة القوانين تحصّن الفرد من الاستبداد. حلّل هذا الإقرار وناقشه مبرزا شروط إمكان تحقّقه) والواقع ان القراءة الأولى لنص السؤال من حيث الصياغة تبين وجود إقرار بان القوانين تحمي الفرد من الاستبداد والقراءة الثانية والتي ترتكز على ضبط الجهاز المفاهيمي والاشتغال عليه تساعدنا في ضبط التساؤلات التالية: إذا كان الاستبداد شرّا سياسيا، فهل في الاحتكام إلى سلطة القانون ما يضمن للفرد حماية فعلية من مخاطرة أم أنّ القانون يمكن أن يكون بدوره استبدادا مقنّعا؟ علام يتأسّس الاستبداد؟ وبأيّ معنى يكون القانون شرط تجاوزه وشرط إمكان التحرّر؟ وإن كان القانون سلطة فكيف يمكن أن يتلاءم مع مطلب الحرّية؟ ويجب التأكيد هنا الى ضرورة التفطن الى حقيقة هذه التساؤلات إضافة الى تخيّر الخطّة المنهجيّة الملائمة لأنها شروط لازمة للوصول الى تحليل أطروحة الموضوع القائلة: بأنّ سلطة القوانين تحصّن الفرد من الاستبداد وجوهر التحليل يمكن ان نؤسس له وفق التمشّي التالي:

من خلال لحظة أولى: نتطرق من خلالها الى مبرّرات تحصين الفرد من الاستبداد وذلك ب:

أ. تحديد دلالة الاستبداد: بما هو نمط حكم تسلّطي، يستند إلى الأهواء بدل القانون، أو يتعلّق بالمصالح الفرديّة الضيّقة للحاكم. أو بما هو تفرّد بالسلطة.

ب.بيان مخاطر الاستبداد على الفرد: سلب الفرد حقوقه الطبيعية والمدنية، انتهاك كرامة الإنسان، سيادة العنف.

لحظة ثانية: نتطرق من خلالها الى بيان التلازم بين سلطة القوانين وتحصين الفرد من الاستبداد من خلال:

أ.بيان دلالة القانون:باعتباره جملة من القواعد والتشريعات المنظّمة للعلاقات بين الأفراد. أو باعتباره بديلا عن العنف والعلاقات التي تحكمها الأهواء. والتأكيد على سلطة القانون بما سلطة نافذة تقتضي تأسيس واجب الطاعة.

ب. بيان دور سلطة القانون في تحصين الفرد من الاستبداد: من جهة ضمان الحقوق والحرّيات الفردية ومنع الحاكم من ابتزاز السلطة، وتحقيق السيادة والاستقلالية الفكرية والأخلاقية.

لحظة ثالثة: بيان الشروط التي في إطارها يمكن أن تكون سلطة القانون محصِّنة للفرد من الاستبداد. أن تكون القوانين عقلانية ومعبّرة عن الإرادة العامّة ومحقّقة للخير المشترك. أن يكون الفرد ملتزما بمقتضيات المواطنة)احترام القوانين، الوعي بالحقوق والواجبات، الاعتراف بالآخر...(أن يكون القانون عادلا ويضمن ارتقا ء الفرد إلى المواطنة. ان تماسك هذا التصميم وجودته راجع الى كونه أداة لقياس كفاءات المفهمة والاشكلة والمحاجة ثم انه يحررنا من الرتابة والنماذج الجاهزة .

بكالوريا الإصلاح في الجزائر في حاجة الى اصلاح

من زاوية بيداغوجيا المقال الفلسفي ينبغي التمييز بين المشكل الحقيقي والمشكل الزائف أو الوهميّ. إنّ المشكل الفلسفي لا يعين سؤالاً يتطلب حلاً، بل يعين معضلة أساسية من شانها أن تقود إلى استراتيجيّة بحث لا إلى حلٍّ بالمعنى الدقيق للكلمة " إن كان التفلسف فنا في طرح المشكل ألا ينبغي أن ندرس منزلة المشكل في الفلسفة وأن نتساءل: لماذا ينبغي إثارة مشكلات جديدة دائما وفي ظل أية ضرورة ولأي استعمال ؟ ومن أجل ماذا؟ فماذا يفيد هذا النشاط الخاص بطرح الإشكاليات الذي يختلف فيه النشاط الفلسفي عن النشاط العلمي وعن الابداع الفني؟ ما الفرق بين السؤال والمشكل والاشكال ؟ ولماذا ينبغي أن نميز بين السؤال والتساؤل والتسآل ؟" [2]، وفق هذا التصور وبالاحتكام الى هذه القاعدة نجد ان اغلب المواضيع التي وردت في بكالوريا الإصلاح (2008-2021) في الجزائر هي مشكلات زائفة ووهمية لاعتبارات عديدة أولا: لأنها تتضمن حلولا مسبقة وتفتقر الى خصوصيات السؤال الفلسفي في بعده البيداغوجي ولا فرق هنا بين السؤال الفلسفي والسؤال العلمي فكلاهما أصبح يحمل إجابة واحدة ونهائية وثانيا: لكون هذه النماذج مكررة وتفتقر الى العمق وضعيفة من حيث الصياغة اللغوية مقارنة بأسئلة الفلسفة في تونس او المغرب ... وثالثا: لكونها تتغذى من فكر دوجماطي وديماغوجي وتنسب الى التلميذ تعسفا على الرغم من ان تمرين الكتابة الفلسفية موجه الى التلميذ . ورابعا: لكونها تتعارض مع جوهر دليل بناء اختبار الفلسفة [3] والذي بالعودة اليه نلمس تلك الهوة بين التنظير والممارسة بين ما يجب ان يكون وما هو كائن بالفعل فالدليل ينص على ان:" المقال الفلسفي ھو إنتاج یقوم به التلمیذ مستخدما من خلاله قدراته المختلفة وإمكانياته المتنوعة فھو الأداة التي بواسطتها نستطيع الكشف عن مدى إبداعية متعلم الفلسفة، والتعرف على قدراته وعلى مدى تعلمه التفكير السليم، من تحلیل وتركیب واستنتاج وبرھنة ونقد، كما نسبر من خلاله قدرة التلميذ على التذكر، وسعة خياله وحجم وقیمة معلوماته، وسعة اطلاعه" وتأسيسا على هذا المبدأ يجب -حسب نفس الدليل- اختيار المواضع بطريقة تسمح باستعمال الدرس تحت خاصية جديدة، لكن بإقصاء كل إعادة إنتاج حرفي. إي تجنب مجرد "سؤال الدرس" الأكثر صلاحية للذاكرة الخالصة. اننا نسجل هنا ان اكثر مواضيع بكالوريا الإصلاح (2008-2021) عجزت عن الارتقاء الى هذا التوصيف وربما نستثني هنا الموضوع الأول لبكالوريا 2011 وأيضا 2013(هل التمايز بين العادة والإرادة ينفي وجود علاقة وظيفية بينهما؟. هل التكيف مع الواقع يتحقق بالعادة أم بالإرادة ؟) ويمكن القول أيضا ان اغلب هذه المواضيع تتنافى مع تعليمية الفلسفة وتهدم الدرس الفلسفي من أساسه حيث جاء في تقديم الكتاب المدرسي المعنون ب(إشكاليات فلسفية):" وبما أن مرجعية كتاب الدروس تحتلّ من وجهة نظر المقاربة الجديدة الحيّز الأهمّ والأخطر في العملية التعلّمية، وطالما أن التدريس بالمشكلات يُعدّ أفضل طرائق النشاط التعلّمي (وفي ديداكتيكية[أوتعليمية] الفلسفة على وجه الخصوص) من حيث أنه يقوم على إثارة تفكير التلاميذ، وإشعارهم بالقلق من وجود مشكلة لا يستطيعون حلّها بسهولة [4] .لكن واقع الممارسة هو عكس ذلك فالتلميذ لا يشعر بالقلق واثق الخطوة يمشي ملكا، لقد استقبلت أسئلة الفلسفة هذا العام في مراكز البكالوريا بالزغاريد في احتفال وابتهاج بالرداءة .وهناك ملاحظة نسجلها هنا تتعلق بحالة النكوص الى النماذج القديمة وهذا واضح في التدرجات التي تفنن أصحابها في بتر كل ما له علاقة بممارسة التفكير المنطقي، لقد حذف محور الحقيقة والمنطق وهمشت الإشكالية الثالثة بأكملها وتفنن أصحاب هذه التدرجات في قبر محور الفن ووأده. وارغمنا على العودة الى الدروس القديمة وتم التخلي عن ثلاثة نماذج من اصل خمسة موجهة للكتابة الفلسفية فلا وجود للاستقصاء الحر او الاستقصاء بالرفع ولا يمكن العثور على المقالة المقارنة الا مرة واحدة حيث تم الإشارة اليها كملاحظة للتخلص من مأزق الموضوع المطروح في بكالوريا 2011 حول العادة والإرادة:" إن المقالات عندنا، ما تزال تتمسك ببعض الطرائق المنهجية دون غيرها، ولا تنفتح على الجديد والتغير، وكأن ما سطر لها، هو المنهج الأصل، والقول الفصل. لقد أصبحت مقالاتنا تزُجُّ بنفسها، في عالم التحجر، لتكون فريسة للآليات، ومصدرَ تصلبِ ذهنيات ضيقة جدا. وعليه، فإن المقاربة بالكفاءات تبيح لنا تفعيل بعض الطرائق وتبنيِّ أخرى، وفتح المجال للمبادرات الشخصية. ومن هنا وفي هذا السياق الجديد، نقدم ست طرائق، الخمس الأولى تناسب الموضوعين: السؤال المشكل والوضعية المشكلة؛ والسادسة خاصة بالنص المشكل"[5] ورغم وضوح هذه التعليمة الا انه لا اثر لها من حيث الممارسة . والمقارنة بين النماذج المختلفة للمواضيع تظهر هذا الاختلال وقد جاءت على النحو التالي:

2008:إذا كان لكل فرد ذكرياته، فهل في ذلك استبعاد للأثر الاجتماعي في تكوينها ؟قيل: " اللغة عاجزة عن استيعاب كل أفكارنا" دافع عن هذه الأطروحة .النص"تبرير اللاشعور " سيجموند فرويد

2009:يعتقد العقليون أن المفاهيم الرياضية عقلية، في حين يعتقد التجريبيون أنها حسية- حلل وناقش، يقول سيجموند فرويد:"إن فرضية اللاشعور فرضية مشروعة ولدينا عدة حجج تؤكد وجودها" دافع عن هذه الأطروحة. النص "الأخلاق"كانط

2010:هل القيمة الخلقية من حيث طبيعتها، مطلقة أم نسبية؟ يقال:"إن الإنسان الراشد لا يحس الأشياء، بل يدركها" دافع عن صحة هذه المقولة. النص "العمل" كارل ماركس

2011:هل التمايز بين العادة والإرادة ينفي وجود علاقة وظيفية بينهما؟ إن مبدأ المساواة هو الذي يجسد العدالة الإجتماعية على أرض الواقع"دافع عن هذه الأطروحة.أصل المفاهيم الرياضية"_جانكانابا_

2012:هل يفسر الابداع برده الى الشروط النفسية أم الاجتماعية؟ قيل:"الديمقراطية تعبير عن إرادة الشعب "دافع عن هذه الأطروحة

الموضوع الثالث:"البيولوجيا"_حسن كامل عواض-

2013: هل التكيف مع الواقع يتحقق بالعادة أم بالإرادة ؟ قيل: " إن الحقيقة نسبية" أثبت صحة هذه االمقولة . النص مشكلة الادراك "محمود زيدان"

2014: هل العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة ضرورية، أم اعتباطية ؟ قيل "إن التفاوت بين الأفراد، هو أساس العدالة " دافع عن صحة هذه الأطروحة . النص"روبير بلانشي"الرياضيات الكلاسيكية والمعاصرة

2015:هل تبني المجتمع للنظام الاقتصادي الرأسمالي يضمن الازدهار الاقتصادي ؟قيل: " إن الذكريات تخزن في ثنايا الجسم " دافع عن صحة هذه الأطروحة .النص الأفكار المسبقة في البحث العلمي "كلود برنار"

2016:هل إدراكنا للعالم الخارجي مجرد نشاط ذاتي ؟قيل: " يكمن تمام العدالة في تقديم الواجبات عن الحقوق " دافع عن صحة هذه الأطروحة . النص: المنهج العلمي في العلوم الانسانية "جيل غاستون"

2017:هل تشكل اللغة عائقا امام الفكر ؟ قيل: " ان الاصل الاول للمفاهيم الرياضية هو العقل " دافع عن صحة هذه الأطروحة . النص: الاخلاق "اميل دوركايم"

2017: الدورة الاستثنائية:هل يقتصر تكيفنا مع العالم الخارجي على استرجاع الذكريات كما هي أم يتعدى إلى إعادة بنائها؟ قيل: " إن العدالة الاجتماعية لا تتحقق إلا باحترام التفاوت بين أفراد المجتمع" دافع عن صحة هذه الأطروحة .النص: الموضوعية في التاريخ بول ريكور ت: محمد بهاوي " المعرفة التاريخية " ص 62

2018: هل الحكم المطلق كفيل بحفظ الدولة واستقرارها ؟ قيل: " بلغت العلوم الانسانية مصاف الدراسات العلمية بتجاوز العوائق الابستمولوجية " دافع عن صحة هذه الأطروحة. النص: الارادة "احمد حسين "

2019:هل يكمن اساس الابداع في العوامل النفسية وحدها؟ قيل: " ان الشغل بابعاده المختلفة اداة للتحر " دافع عن صحة هذه الأطروحة .

الموضوع الثالث: النص: المنهج التجريبي "عبد الرحمن بدوي

2020: هل تستند الاخلاق في مرجعيتها الى المجتمع فقط؟ بول غيوم الصور في حالة الادراك تابعة لمجموعة من العوامل الموضوعية دافع عن الاطروحة. النص ادلة وجود اللاشعور سيجموند فرويد

2021: هل المساواة المطلقة شرط لتحقق العدالة الاجتماعية؟ يقول هلفاكس:" مادامت الذكرى تعيد إدراكا جماعيا، فإنها في حد ذاتها لا يمكن ان تكون الا جماعية " دافع عن هذه الاطروحة . نص ميكافللي من كتاب الأمير .

من خلال قراءة هذه النماذج نلاحظ تكرار موضوع العدالة الاجتماعية خمسة مرات وحصره في دائرة ضيقة (العدل بين التفاوت والمساواة والعدل بين الحق والواجب) وطرحت مشكلة التفاوت بنفس الصياغة وبنفس المنهجية في دورتي 2014-2017، وبالعودة الى ما يسمى تعسفا الإجابة النموذجية لا نجد الا هيكلا مفرغا من كل روح، وتكرر موضوع الذاكرة أربعة مرات وفي ثلاثة مناسبة تحدث نص السؤال عن مشكلة واحدة معلومة الحل وتتمثل في الذاكرة بين البعد الاجتماعي والفردي والمواضيع المكررة واضحة ولاجدوى من سردها كاملة في هذا المقال .ولم تظهر الإشكالية الثالثة فلسفة العلوم الا في ثلاثة نماذج من اصل أربعة عشر وانحصر وجودها في شكل نصوص فلسفية وهو تمرين مرفوض ومنبوذ من طرف تلامذة البكالوريا، ان تكرار هذه المواضيع هو الذي انتج ظاهرة المقالات المتوقعة وعندما حاول البعض الخروج عن هذا المألوف من خلال طرح مشكلة العادة والإرادة في نمط جديد لجأ بعض التلاميذ إلى الاحتجاج بتكسير الطاولات والكراسي والاعتداء بالضرب على الحراس، رافضين مواصلة الامتحان، تنديدا بأسئلة الفلسفة التي وصفوها بالصعبة والتعجيزية لأنها خرجت عن قاعدة المقالات المتوقعة، حدث ذلك في اليوم الثالث من امتحان شهادة البكالوريا سنة 2013 ورغم تنديد النقابات الفاعلة في قطاع التعليم ومطالبتها بفتح تحقيق الا ان إرادة التلاميذ انتصرت في النهاية وعادت الوصاية الى النمط القديم في طرح مواضيع الفلسفة بل والى خفض معدل النجاح الى 9 من 20 كما حدث في العام الماضي وهو سلوك ديماغوجي بامتياز:" قلنا مرارا إنّ سياسة تدليل الطلبة هي التي أوصلت المستوى التعليمي في بلادنا إلى ما هو عليه، وقد بدأت هذه السياسة في التسعينيات في عهد بن بوزيد، ولاحظ الجميع كيف كانت نسبُ النجاح في البكالوريا ترتفع بشكل ملحوظ من سنةٍ إلى أخرى، وكلّ ذلك لأسباب سياسية وشعبوية لم تكن تُخفى عن أحد، لأن المستوى التعليمي كان يتراجع ونسبُ النجاح في البكالوريا ترتفع، وتكرّس ذلك أيضاً في الألفية الجديدة بمجرّد بداية تطبيق “إصلاحات” بن زاغو في 2003؛ إذ أرادت السلطة في عهد بوتفليقة “النجاح” لهذه “الإصلاحات” المزعومة بأيّ طريقة لإسكات منتقديها ولو كانت بمنح البكالوريا على طبق من ذهب للكسالى والغشَّاشين ومن لا يستطيع كتابة فقرةٍ صحيحة خالية من الأخطاء النحوية وحتى الإملائية، وأدى ذلك إلى تخرّج دفعاتٍ متتالية من الجامعيين الذين لم يكن الكثيرُ منهم قادرين على صياغة طلب عملٍ بكيفية صحيحة" [6] .

الحقيقة انه لا يمكن فهم هذه الظاهرة الا بالتمييز بين العوالم الثلاث كما حددها كارل بوبر أولا: عالم الأشياء والحالات المادية. ثانياً- عالم الحالات الواعية، أو الحالات الذهنية، أو ربما وسائل سلوكية للفعل، ويضم حياتنا وذاكرتنا وفكرنا، إنه عالم المشاعر والمخاوف والآمال والعقل الباطن واللاوعي

ثالثاً- عالم المضامين الموضوعية للفكر، والمتمثلة خصوصاً في عالم الفكر العلمي والعالم الشعري والأعمال الفنية يتضمن المضامين الموضوعية لأفكارنا؛ أي الأنساق النظرية والقضايا والوضعيات الإشكالية والاستدلالات والأدلة النقدية، كما تضم أيضاً الأفكار والفنون والعلم والمؤسسات واللغات والأخلاق. حيث نلاحظ ذلك التفاعل بين العالم الثالث والثاني، فمواضيع الفلسفة عندنا تصاغ تحت اكراه عالم المشاعر والمخاوف وفي ظل انعدام الإنجازات الحقيقة التي يمكن ان تدخل البهجة والسرور الى انفسنا نلجأ الى خلق افراح مصطنعة، ونكذب على انفسنا وفي نفس الوقت نؤسس لثقافة الارتجال والغش ثقافة تنزل بكامل ثقلها على أعماق وعينا وتنفذ الى الى مكبوتا تنا اللاشعورية، وتستقر هناك، فنحن بهذا المعنى نخدم ثلاثة سادة طغاة: الواقع السوسيوثقافي وما يحمله من قيم الاستهلاك والبحث عن الجاهز وعدم بذل الجهد وأيضا التفاهة التي نرصدها عبر منصات التواصل الاجتماعي، والسيد الثاني هو الرغبات الدفينة في اللاشعور التي تتغذى من الغش والكذب والنفاق وحب التظاهر ...وثالثهم هو السياسي الذي يفكر انيا والذي يفتقر فكره الى الامتداد والعمق والذي لا يؤمن الا بالكم .وعليه تبدو الكتابة الفلسفية عندنا مستحيلة في ظل انعدام شروطها و" من اوكد هذه الشروط ان يكون للمتفلسف اقتدار الكتابة بلغة سليمة واضحة ودقيقة وان يكون له نزر من الثقافة الأدبية والعلمية والتاريخية بما يؤهله للتجذر على طريقتها، عمل الجراح الذي اذ يتجاسر على الجسد يجيد فن القساوة فلا يفتح بمشرطه جرحا الا بما يقتضيه دافع العلاج، لكن مدرستنا تفضل الطب الرعوي، علمت التلميذ ان الغزو فتح وان داروين كاذب فأطروحته تسيئ الى المقدس وان الرياضيات ليست منطقا مطبقا وانما تمارين جاهزة للحفظ بما لا يحتاج الى الروية " [7]

نماذج من كتابات التلاميذ الفلسفية

اشرت سابقا من خلال موضوع المقالة الفلسفة من التصميم الى التحرير (البكالوريا التونسية نموذجا) الى ان الارتقاء في عوالم التفكير والكتابة مرهون بتحرير الدرس الفلسفي من سلطة المقدس واشكال التقديس عندنا كثيرة، واشرت الى وثيقتين الأولى للطالبة ياسمين بوصباح تلميذة البكالوريا في شعبة الاداب من معهد الطيب المهيري بصفاقس تحصلت على معدل 16.05 لتتوج بأفضل نتيجة على المستوى الوطني في تونس . والمتحصلة على علامة 18 من 20 في مادة الفلسفة، والثانية للتلميذة اميرة النموشي المتحصلة على 20/20 في الفلسفة بكالوريا 2019.والهدف هو التدليل على ان الارتقاء في الممارسة الفلسفية لدى طلاب البكالوريا ممكن اذا ما تم الالتزام بروح الفلسفة وابعاد المدرسة عن كل حسابات سياسية ضيقةو .من اجل التأسيس لتقاليد حول فعل القراءة والكتابة عندنا في الجزائر اضع امامكم مقالة كتبها تلميذ جزائري في زمن مضى حيث كان الخيال هو محرك التفكير مقالة حول مشكلة (الاخلاق متعددة في مذاهبها واحدة في أهدافها) لماذا ؟ مقالة جذابة في نسقها اللغوي، صحيحة في بنائها المنطقي ثرية في مضمونها المعرفي ...استمتع كاتبها بتجربة التفلسف واستمتعت كقارئ بمشاركة الاخر في فكره حتى وان اختلفت معه وهذه هي رسالة الفلسفة.

موضوع السؤال جاء وفق صيغة وصفية وحمل اقرارا بتعدد المذاهب الأخلاقية ووحدتها في ان واحد والطريقة الأنسب هي الطريقة الاستقصائية

المقدمة:

- طلب الإحاطة بالموضوع

التوسيع:

- بيان طبيعة الشيء .

- اثبات وجوده .

- بيان قيمته .

الخاتمة:

- تحديد الموقف.

ملاحظات حول المحطة الأولى

انطلق كاتب المقالة من تفكيك بنية السؤال والاشتغال على ضبط المفاهيم (الاخلاق، اهداف الاخلاق، المذاهب) مرتكزا على التساؤل كمنهج للنبش في هذه المفاهيم، بما يتفق مع طبيعة المشكلة المطروحة بلغة سليمة وتدرج منطقي فكانت المحطة الأولى أرضية لتقديم منطلقات هو في حاجة اليها لبناء استدلالي ستظهر ملامحه في المحطة الثانية .

ملاحظات حول التحليل

وفق منهج تاريخي استقرائي وظف المترشح تاريخ المذاهب الأخلاقية وميز بينها من حيث الأسس (من المذهب النفعي الى مذهب العاطفة الى المدرسة الوضعية ووصلا الى المذهب العقلي)

وانتبه الى ان الأهم ليس هو الوقوف امام مضمونها بل الأهم هو بيان وحدتها، لقد ادرك بحسه الفلسفي، وجود مفارقة حيث ان تعدد المذاهب يفترض من حيث البداهة تعدد الأهداف لكن نحن امام إقرار بوحدة المذاهب وهنا تساءل صاحب المقال عن المصوغات التي تجعلنا نؤمن بوحدة وانسجام اهداف الاخلاق .

توظيف المادة المعرفية تميز بالوفرة والجودة في اسطر قليلة ميز بين الأساس النفعي وفكرة اللذة التي ارتكز عليها ارستيبوس ومن بعده ابيقور ورغم الاختلاف الظاهري بين الحدين (لذة، منفعة) الا ان البحث عن الفائدة والربح والتفكير في النتائج مطالب تجعل الفعل الأخلاقي موحد في أهدافه ومن منطلق ان النقد هو تفكير على تفكير وغوص في المسكوت عنه انهى عرضه لمذهب المنفعة بتقديم قراءة نقدية .

ملاحظات حول الاطروحة

في نقده تمثل قول فيخته دون الإشارة اليه:" كل فكر مخبأ في فكر اخر، كل فلسفة تخفي فلسفة أخرى " فمن طبيعي ان تظهر مذاهب أخرى وان كنا نختلف معه في فكرة ان مذهب المنفعة فقد مبررات وجوده وعدم صلاحيته، الا اننا نقر له بحق النقد، لم تبتعد الاخلاق كثيرا عن طبيعة الانسان فسرعان ماوجدت لنفسها مرتكزا في عاطفة الانسان في المشاركة الوجدانية بين الانا والأخر في تجربة الحزن والالم فالعاطفة هي ينبوع الخير من شوبنهاور الى شيلر.....

وبالتدرج سارت المقالة في اتجاه القيام بجولة داخل المذاهب الأخلاقية فكان لزاما الحديث عن دوركايم والاشارة الى المجتمع كمشرع للقيمة الخلقية بالتدرج وصل الى كانط وتحدث عن دور العقل ومركزيته في الفعل الأخلاقي ورفض تقديس العقل .عرض المذاهب الأخلاقية ونقدها اعتبرها صاحب المقال مبررا للقول بتعددها وتساؤل الانسان حول الاخلاق هو من صميم طبيعته ثنائية (الخوف والسعادة الهلع والبحث عن الطمأنينة العلم في مقابل الفلسفة) ثنائيات تدفع المشكلة الأخلاقية الى طاولة البحث والنظر والبحث في الأسس والرغبة في توحيد الهدف.

ملاحظات حول المحطة الثالثة

تعدد المذاهب الأخلاقية ارجعه صاحب المقال الى عدم اكتمال تجربة الوعي الإنساني الى قلق الانسان والى بحثه عن اخلاق ثابتة ودائمة الاخلاق في جوهرها ثابتة في صفاتها الحكم عليها يجعلها متغيرة ....الاخلاق واحدة تشرع للإنسان تنبه الى ان بلوغ السعادة مرهون بالارتقاء الأخلاقي البحث عن الأفضل وفق منطق براغماتي يجعل الاخلاق واحدة .

خلاصة القول كتخريج عام وكنتيجة تلزم عن منطق التحليل الاخلاق تشرع لسعادة الانسان وهذا مايمنحها وحدة الهدف لكن بحث الانسان عن الأفضل تطور وعيه متغيرات الحياة يؤدي بالضرورة الى تعدد الاحكام ومن ثمة تعدد المذاهب الأخلاقية..

مقالة ممتعة في نسقها اللغوي صحيحة في بنائها المنطقي ثرية في مضمونها المعرفي ...استمتع كاتبها بتجربة التفلسف واستمتعت كقارئ بمشاركة الاخر في فكره حتى وان اختلفت معه وهذه هي رسالة الفلسفة

خلاصة

عندما سخر فرويد من أدلر ونعته بالقزم رد عليه قائلا: "... حتى القزم، إذا ما احتل مكانه على كتفي عملاق ضخم، فإنه يستطيع أن يرى أبعد ممن يحمله" وهذه الاستعارة صحيحة لأنه عندما يدرك القزم موقعه ويحسن التعامل مع الموقف زاوية النظر عنده ستكون بعيدة وأوضح، اما إذا اختل توازنه فان السقوط والسحق تحت الاقدام نتيجة حتمية لهذا السلوك المتهور، وحركة القزم الغبي هنا الذي لم يميز بين الشجاعة والتهور ستكون اشبه بحركة الفراش المتهافت على النار يطير اليه فيحترق، ان المقالة الفلسفية في التعليم الثانوي تمرين موجه الى التلميذ، يتضمن سؤالا تقاس قيمته ببعده الاشكالي فلابد ان يكون متجددا، والمقالة يكتبها التلميذ، واي محاولة لتقديم كتابات جاهزة وفق الية الحفظ او الغش يعد سرقة وجريمة فكرية في الدول التي تنصت الى صوت العقل والحكمة يجرم فاعلها ويعاقب بالإقصاء ويحاكم كل من يسر له سبل الغش، وفي اعتقادي انه لابد من تحرير التلميذ من سلطة هي اشد بشاعة من سلطة الكنيسة في زمن بيع صكوك الغفران، تحريره يعني ان ندفع به الى عوالم التفكير والكتابة، وان نفتح نافذة امامه او كوة ليرى النور، نور الحكمة وليمارس متعة التفكير وتحريره يعني الانفتاح على تجارب الاخرين والاستفادة منها .

 

عمرون علي أستاذ الفلسفة

المسيلة – الجزائر-

.............................

الهوامش

[1] برنامج الفلسفة، تونس، السنة الثالثة والرابعة سبتمبر 2006. الصفحة 4

[2] التفلسف! أهو فن طرح المشكلة أم قدرة على ابتكار حل له ؟ زهير الخويليدي

[3] دليل بناء اختبار الفلسفة

[4] كتاب إشكاليات فلسفية. ص5

[5] الوثيقة المرافقة لمنهاج الفلسفة، للسنة الثالثة ثانوي لجميع الشعب، السنة الدراسية 2007-2008

[6] يمكن العودة الى الموضوع الذي كتبه حسين لقرع بعنوان البكالوريا للجميع إلا من أبى!.على رابط جريدة الشروق الجزائرية

https://www.echoroukonline.com

[7] تدريس الفلسفة في تونس مشكل العقل وواقع التدريس .عربية الهرماسي .المرصد العدد الأول 2018

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم