صحيفة المثقف

كريم الأسدي: الى اِبنِ جيلي ..

كريم الاسديمثنويّات ورباعيّات عربيّة ..

معَ الحبِ يكبرُ كبــــــرُ الكبير

معَ الحقدِ يصغرُ حجمُ الصغير

**

تورطتُ اني رفيقُكَ في حيزٍ للزمان

فأنتَ ـ مصادفةً ربما ـ اِبنُ جيل

ولكنَّ بيني وبينك في أُفُقٍ للمكان

سماواتِ مقدارها فاقَ سبعينَ مليار ميل

**

أنتَ لستَ خصيمي فخصميَ أقدرْ

ولكنني ذاهلٌ : كيفَ كنتَ ضئيلاً فأضحيتَ أصغرْ

**

عدوي الذي حاصرَ الطفلَ والطفلةَ الوادعَينْ

عدوي الذي أَسَسَ المُلكَ فوقَ رفاتِ الشعوبْ

عدوي الذي نثرَ السمَّ  فوقَ اخضرارِ السهوبْ

عدوي الذي أطفأَ الأملَ الحلوَ في أفْقِ عينْ

**

أنتَ لستَ وحيداً هنا أَذكرُ الآن مثلَكَ ألفْ

ضحيةَ هذا الزمانِ يراكمُ سخفاً على هامِ سخفْ

**

أنتَ لا تستطيعُ تَصورَ مقدارِ نبلِ الكريمْ

لأنكَ ـ مهما ادّعيتَ ومثَّلتَ ـ تبقى فقيراً ولا تملكُهْ

كانَ أحرى بأنْ تتركَ الحقدَ حقدَ اللئيمْ

فسوفَ تُرتِّقُ بعضَ جراحِكَ حتماً اذا تتركُهْ

**

أَكذباً واِخلافَ عهدْ

وغدراً وخِسةَ وغدْ

وجُبناً ونكرانَ وعدْ

طفحتَ وما فادَ سدْ

**

أنتَ لستَ عدوي ، كيانُكَ صفرْ

انما أكتبُ الآنِ كيْ يحفظَ الشِعرُ شِعرْ

**

وعاندتُ ـ والوعي يمشي معي ـ سيّدَكْ

يريدُ يشكِّلُ منيَ نصباً ويمنحُني شكلَ صوتٍ وفمْ

سوف أرفضُ دربَ الذي عبَّدَكْ

ويُذْهَلُ ان خلاياي ـ مثلكَ ـ لحمٌ ودَمْ

**

ذاكَ مَنْ كنتَ تدعوهُ رمزاً وقائدْ

كنتُ صنَّفتُهُ من زمانٍ : حماراً يسخِّرهُ سارقُ الحقلِ مُستطمِعاً بالفوائدْ

**

كي تكونَ جديراً بأن تحملَ الهمَّ همَّ الوطنْ

ستحتاجُ دهراً من الفكرِ والاِنزواءْ

لتعرفَ فنَّ الشجاعةِ والعشقِ والنبلِ والجودِ والرفضِ والكبرياءْ

وتحتاجُ نهرينِ لا ينضبانِ لتطهيرِ جرمَكَ مِن كلِّ هذا الدرَنْ

**

اذا كانَ ما عدتَ ترديدَهُ ببغاءً قميئاً ثقافهْ

سيكونُ على الحرِّ اعلانُ بدءِ الكفاحِ لاِنهاءِ عصرِ الردى والسخافهْ

***

كريم الاسدي – برلين

.........................

ملاحظة: زمان ومكان كتابة هذه المقاطع: مابين اليومين الخامس والسادس من تموز 2021 ، في برلين، وهي أجزاء من مشروع طويل للشاعر كاتب السطور بعنوان (مثنويّات ورباعيّات عربيّة) سبق للشاعر ان نشر العديد من فصوله وأعطى فكرةً عن بعض حيثيات المشروع  وأهدافه ومواضيعه .

 

  

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم