صحيفة المثقف

ريكان ابراهيم: صُوَرٌ من زمن الخيبة

ريكان ابراهيمإنزلْ عن الحصانْ

ما أنتَ بعضَ خالدٍ

ولا بقايا عنترهْ

إنزلْ ...

لا يستحقُّ ظهرَهُ

إلا فتىً يُتقِنُ فَنَّ الزمجرهْ

بينَ الصدى والصوتْ

بين الحصانِ المُمتطى والسيفْ

مساحةٌ للموتْ

إنزل عن الحصانْ

تأبى ظهورُ الخيلْ

مَنْ هانَ أو مَنْ خانْ

رِجلاكَ في الرِكابْ

واحدةٌ مع الخطأْ

ورِجلُكَ الأخرى مع الصوابْ

لكنما قد يُصبحُ الصوابُ خاطئاً

إنْ لم يكنْ في جيبهِ حِرابْ

إنزل عن الحصان

أما تراهُ باكياً

يدورُ حول نفسهِ كدَورةِ الرغيف

في يد الخبّازِ فوق النار؟

مُحمحِماً

كأنه المُصاب بالدُوار

لسانهُ يقولْ :

نحن- معاشر الخيولْ-

نقرأ في فرساننا

علامةَ الثباتِ

أو علامةَ الفِرار

(2)

لا تمتشِق سيفاً

كذبتَ، وإن صدقتَ،

جميعُنا حمل السيوفَ

وحينما حانَت،

تبينَّ أنها خشَب،

كذبتَ وقد خسِرتَ أمامَ صَحبكَ

مَرّتينْ

لا سيفَ عندَكَ أو حصانْ

ماذا ستفعلُ من جديد؟

السيفُ والمُهْرُ آشمأزّا مِنكَ،

بلْ رفضاكَ ، بل نفَضاكَ

نَفْضَ الحيِّ كفيّهِ من الموتى

وأسلمَك الزمانُ إلى السقوطِ على قفاكْ

اسمع ... أقلْ لكَ آخر الأنباءِ

وآتبعني ...نصحتُكَ لا أريدُ عليكَ

من أجرٍ ...

ولا أبغي رضاكْ

:..الآنَ راجع ما حفِظتْ

:..وإذا قرأتَ لقائلٍ:

وطنٌ تُشيدُهُ الجماجمُ والدمُ

تتهدّم الدنيا ولا يتهدّمُ

:... كذّبْهُ فالوطنُ الذي خَسِرَ الجماجمَ

قد تَهدّمَ ليس من أعدائِه

لكنّما ....

طوعاً على يدِ أهلهِ

:...اشرب ،هنيئاً ،كأسك

المملوءُ بال (....) سامح حيائي

وآمتشقْ سيفَ الخشَبْ

(3)

يقولُ كليبُ:

"أخي لا تُصالِح"

ويدعوكَ أنْ تجرحَ المستحيلَ بسيفٍ من

الممكناتْ

يُحاولُ هذا الكُليبُ (ويعذرني إنْ أسأتْ

الخطابَ ب هذا)

مناطحةَ الثورِ، والثورُ ليس كعهدِ كليبٍ بهِ

فأنيابُهُ لم تَعُد من عظامْ

وقرناهُ صارا علامةَ نَصرٍ

كأنهما إصبعان (السبّابةُ والوسطى)

يلوحانِ منتصبينِ

على كفِّ فاتْحِ

فكيفَ يقول كليبُ: أخي لا تُصالح؟

وهَبْكَ آقتنعتَ

فماذا صنعتَ لكي لا تُصالِح؟

- صواريخَ عابرةً؟

- تواشيحَ هادرةً؟

- قصائدَ؟

- طائرةً من وَرقْ؟

رُبمّا ....

إذن لا تُصالِح كما قالَها سيّدُ الناصحينَ كُليبْ

ولاتَعصِ جَدّكَ

إنَّ مخالفةَ الجَدِّ عَيبْ

***

د. ريكان ابراهيم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم