صحيفة المثقف

سامي جواد كاظم: العبيد صناعة جاهلية حاربها الاسلام وانعشتها العلمانية

العبيد هذه الشريحة من المجتمع التي اصبحت مادة تجارية تعرض في سوق النخاسة في زمن الجاهلية ومصدر العبيد هي الحروب والتسلط من قبل طغاة الجاهلية على القبائل الضعيفة هذا كله قبل الاسلام، وهذه التجارة كانت تدر عليهم ارباحا كثيرا بل بعضهم راس ماله هو عدد العبيد والجواري الذين عنده

العبيد لا يملكون ارادتهم بيدهم ويقومون بما يامرهم به سيدهم وبالنسبة للاماء اي الجارية تكون ملك مولاها ويحق له ان يمارس حتى الجنس معها، وكانت عندما تعرض في سوق النخاسة يقوم من يشتريها يقوم ببعض التصرفات للتاكد من صحة من يدعي البائع، واما مسالة كرامة هذا الانسان فانها تتاثر طبقا لاخلاق المالك .

عندما جاء الاسلام عمل جاهدا على احتواء هذه التجارة بقدر الامكان ومسالة تحريمها فانها تؤدي الى خسائر مادية في المجتمع الجاهلي والمسلمون كانوا يعيشون الفقر ففي حالة منع التجارة فعليهم تعويضهم بما دفعوه من اموال لشراء العبيد وهذا غير مقدور عليه لانها اصلا هذه الحروب والغزوات التي هي مصدر العبيد لم تتوقف .

ولكن حث الاسلام كثيرا على تحرير العبيد ونشر ثقافة حرمة الانسان بل حتى الكثير من الاحكام الشرعية في حالة مخالفتها تكون عقوبتها تحرير رقبة، وفي نفس الوقت كان النبي محمد (ص) وال بيته عليهم السلام يشترون العبيد ويحرروهم فلم يثبت في كل كتب التاريخ ان ال البيت قاموا ببيع عبد واحد، كما ونظم  الاسلام الممارسة الجنسية بين الجارية ومولاها حتى انه حرمها على الابن ان وطاها ابوه، بل كل محلارمات الزواج في الشارع الاسلامي تنطبق على الامة، وبالنسبة للاولاد فانهم يلحقون بمن كان السبب في حمل الامة .

هذه الظاهرة كانت في طريقها الى الزوال بالرغم من حروب بني امية وبني العباس كانت سبب انعاش هذا السوق الا انها اصبحت من الظواهر المرفوضة حتى جاءت اسبانيا وفرنسا والبرتغال وبلجيكا وبريطانيا وامريكا وغيرهم من البلدان العلمانية لتنعش هذه التجارة باخس الاساليب ومن ثم طورتها على شكل عملاء، فالعبد هو من ينقاد لامر مولاه ويخدمه حسب ما يامره ويحصل منه على قوت يومه وان خالفه مصيره القتل او التعذيب، هكذا هم الحكام العملاء اليوم للغرب فانهم يلبون امر اسيادهم وفي حالة عصيانهم مصيرهم القتل والحروب، بل زد على ذلك لم تكن للعبد اية كرامة وكانوا عرضة للاهانة والقتل بل حتى التقطيع لكي يستلذ الملك وكان بعضهم يرمي اطفال العبيد للحيوانات المفترسة كطعام، وبعضهم يضع الاطفال في الاقفاص، وفي امريكا وفرنسا وبريطانيا بل العلمانية كانت تخصص المرافق الخدمية للسود الدنيئة ولا يحق لهم استخدام ما خصص للبيض .

اليوم ظاهرة الايدي العاملة (الخدم) هي اشبه بتجارة الرقيق فمن ياتي بارادته لكي يخدم شخص اخر من اجل لقمة العيش التي حرم منها بسبب حاكمه العميل للغرب فيصبح كالعبد حتى يجرد من مستمسكاته القانونية ليكن اسير سيده، وراجت تجارة اخرى وهي تجارة الاطفال والبنات لا سيما الجميلات الباكرات وتتحدث امريكا عن محاربة هذه التجارة بينما يمارسها شخصيات لهم تاثير على القرار الامريكي وهنالك فرع اخر لهذه التجارة وهي تجارة الاعضاء البشرية فكم من فقير باع كليته او خصيته وهناك من سرقت منه في المستشفيات دون علمه .

عندما تسلب ارادة الانسان فهو عبد سواء تم بيعه بثمن او شراء حاكمه بثمن، اليس العالم اليوم يعيش عصر العبيد وهو يرى بام عينه جرائم دول دائمة العضوية والكيان الصهيوني وهو لا يملك قراره في الاقتصاص منهم ؟ ولو اجتمعت كل دول العالم في الامم المتحدة للتصويت على جرائم هذه الدول فانها ترتطم بحق النقض (الفيتو) الذي هو احد ادوات الاسياد على العبيد فتذهب اوراق المداولة على القرار الى المزبلة، اليس هذا زمن العبيد بطريقة علمانية .

يبقى الاسلام محل فخر بالنسبة للانسان لانه يرفض انتهاك حرمة الانسان مهما كانت جنسيته وديانته وبشرته بخلاف نفاق العلمانية، الم يفضحهم جورج فلويد المواطن الامريكي الاسود الذي قتله شرطي ابيض خنقا حتى الموت بسبب عشرين دولار مزور، هذه امريكا التي تتبجح بجهاز مخابراتها في اسواقها اموال مزورة فهذا اما يدل على ضعف المخابرات او انها هي من تروج للمزور .

وعلى اثر ذلك تم تحطيم تماثيل لملوك تجار الرقيق تحتفظ بها دول العلمانية لتفتخر بهم كما في بريطانيا وبلجيكا، هذا هو عصر العبيد في زمن العلمانية.

 

  سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم