صحيفة المثقف

أحمد عزت سليم: الحب الحب (1): كمياء وبيلوجيا

احمد عزت سليماعتبر بعض العلماء مثل سي سو كارتر وستيفن دبليو بورجز فى دراستهما عن "كيمياء الحيوية للحب: فرضية الأوكسيتوسين" أن الحب حبا بيولوجيا وأن ينتتشر فى كل حياتنا وبتاثير عميق على الحالة العقلية والجسدية، وأن "كسر القلب" أو فشل العلاقة يمكن أن يكون له آثار كارثية؛ وأن الفجيعة تعطل فسيولوجيا الإنسان وقد تؤدي إلى الوفاة، وأنه بدون علاقات حب، يفشل البشر في الازدهار، حتى لو تم تلبية جميع احتياجاتهم الأساسية الأخرى، وبناء على ذلك، من الواضح أن الحب ليس "مجرد" عاطفة؛ إنها عملية بيولوجية ديناميكية وثنائية الاتجاه في أبعاد متعددة. التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد، على سبيل المثال، تؤدي إلى عمليات إدراكية وفسيولوجية تؤثر على الحالات العاطفية والعقلية، وبدورها، تؤثر هذه التغييرات على التفاعلات الاجتماعية المستقبلية وبالمثل، تتطلب المحافظة على العلاقات المحبة ردود فعل مستمرة من خلال النظم الحسية والمعرفية؛ يسعى الجسم إلى الحب ويستجيب باستمرار للتفاعل مع أحبائهم أو لعدم وجود مثل هذا التفاعل، وأن الحب الإنساني أكثر تعقيدًا من آليات التغذية الراجعة البسيطة فالحب قد يخلق واقعه الخاص .

تنشأ بيولوجيا الحب في الأجزاء البدائية من الدماغ - وهي القلب العاطفي للجهاز العصبي البشري - التي تطورت قبل وقت طويل من القشرة الدماغية . إن دماغ الإنسان "في الحب" تغمره الأحاسيس، التي تنتقل في كثير من الأحيان عن طريق العصب المبهم، مما يخلق الكثير مما نختبره كمشاعر، تكافح القشرة الحديثة لتفسير الرسائل الأولية للحب، وتنسج رواية حول التجارب الحشوية الواردة، والتي قد تتفاعل مع تلك القصة بدلاً من الواقع، وتعتبر قضية الدور الرئيسي للأوكسيتوسين في الحب قوية، ولكن حتى وقت قريب كان يعتمد إلى حد كبير على الاستقراء من البحوث حول سلوك الوالدين أو السلوكيات الاجتماعية في الحيوانات ومع ذلك، فقد أظهرت التجارب التي أجريت على البشر أن إيصال الأوكسيتوسين عبر الأنف يمكن أن يسهل السلوكيات الاجتماعية، بما في ذلك الاتصال بالعين والإدراك الاجتماعي وهى السلوكيات التي تقع في قلب الحب، والأوكسيتوسين ليس المكافئ الجزيئي للحب إنه مجرد مكون مهم في نظام كيميائي عصبي معقد يسمح للجسم بالتكيف مع المواقف شديدة الانفعال، وتشمل الأنظمة اللازمة للتفاعلات الاجتماعية المتبادلة شبكات عصبية واسعة من خلال الدماغ والجهاز العصبي اللاإرادي التي تتسم بالديناميكية وتتغير باستمرار أثناء حياة الفرد كما أن خصائص الأوكسيتوسين ليست محددة مسبقًا أو ثابتة حيث يتم تنظيم مستقبلات الأوكسيتوسين الخلوية بواسطة هرمونات أخرى وعوامل جينية، وهذه المستقبلات تتغير وتتكيف مع تجارب الحياة، كل من الأوكسيتوسين وتجربة الحب تتغير مع مرور الوقت، على الرغم من القيود، أثبتت المعرفة الجديدة لخصائص الأوكسيتوسين أنها مفيدة في شرح العديد من الملامح الغامضة للحب . ورأى العديد من العلماء أن أن تكون في الحب يعني أن الجسم يبدأ سلسلة كاملة من العمليات الكيميائية الحيوية حيث يتم توجيه مسرحية "الحب" الخاصة بك عن طريق هذه الهرمونات فهو "هرمون الحب" الأكثر أهمية. في البحوث الكيميائية العصبية، حيث يرتبط الأوكسيتوسين بمشاعر مختلفة، بما في ذلك الحب والثقة على سبيل المثال، تؤدي المداعبة الجلدية إلى إطلاق الهرمون الذي يضمن الشعور بالراحة وبالتالي يقوي الرابطة مع الشريك الذي يثير هذا الشعور بالراحة . بالإضافة إلى ذلك، وله تأثير يعزز المتعة. خلال النشوة الجنسية، يتم زيادة إفراز الهرمون بشكل كبير . بعد صنع الحب، يضمن مستوى الأوكسيتوسين العالي الاسترخاء العميق والتعب ومن المفترض أن هذا الهرمون مسؤول أيضًا عن العلاقة الحميمة للزوجين حي، ويستخدم أيضًا في زيادة الجرعات عند الولادة موزع ومسؤول بشكل مشترك عن العلاقة العاطفية للأم مع طفلك، وقد حدد علم النفس فى دراسة ل د. جوليا كلينكوش نشرتها بوابة الصحة الألمانية ستة أنماط نموذجية على أساس معايير مختلفة لمراحل الشراكة فى الحب والسعادة وحيث تزداد جودة الشراكة - وبالتالي تعيش أكثر سعادة وصحة وتتمثل المراحل في:

المرحلة الأولى: طازجة في الحب والتحرك معا بسرعة لرؤية وتعامل الزوجين لبعضهما البعض.

المرحلة الثانية: التعرف على بعضهم البعض بشكل صحيح والتحدث وبنظرة فاحصة صريحة معا .

المرحلة الثالثة: قبول الخصوصيات وحيث لا أحد يستطيع تغيير شخص بالغ وأن تكون قادرًا على قبولها وحبها كما هو / هي، وإعادة التفكير في أفكارك الخاصة وربما تعديلها والتعامل مع خصوصيات بعضهم البعض وتفضيلاتهم على المدى الطويل .

المرحلة الرابعة: اتخاذ القرار الصحيح بمعرفة موضوعية ل هل تتطابق خطة الحياة مع أهم النقاط؟ هل نحن نحب بعضنا البعض؟ هل يمكن أن نجادل جيدًا، هل يمكن للجميع الاستسلام وهل نتصالح في كل مرة بشكل صحيح؟ إذا سارت الأمور على ما يرام، يقول الشريكان الآن "نعم" لبعضهما البعض ويقرران الزواج .

المرحلة الخامسة: إتقان الحياة اليومية بداية من الأطفال، والعلاقة الوظيفية، وتخصيص الأدوار، والحياة اليومية والروتينية والتعامل مع جميع المشكلات بشكل علني وزرع علاقتك بتذكر البداية الرائعة، دلل نفسك معا بعطلة نهاية أسبوع .

المرحلة السادسة: الاستقرار والسعادة بأن لا تنسى أن الشراكة الجيدة يجب أن تزرع أيضًا بإستمرار معا .

وأكدت الدراسة لإستمرارية الحب والسعادة لابد من ألا تدع الحياة اليومية تخيف الحب وأن تظهر لشريكك الجانب الأفضل، كما أن المراوغات العاطفية والجمالية تأتي للضوء في الحياة اليومية وضرورة التحدث مع بعضهم البعض واحترام احتياجات بعضهم البعض وأن تجعل من حبيبتك الشوكولاتة المفضلة لديك - أو دون تذمر - شاهد فيلم شريكك المفضل وكل من يهتم يظهر أنه يحترم احتياجات الشريك والاحترام هو أساس مهم للحب، ولا تضيق على شريكك فهذا يضر الحب فكل علاقة تحتاج إلى الفضاء للتفرد لفعل شيئ بمفرده، وأكدت الدراسة على أن الأزواج الذين يفعلون كل شيء معًا يواجهون خطر الانفصال بشكل أسرع لأنه إذا واجهت كل شيء معًا، فلن يتبقى لك شيء تخبر شريكك به" ومن المهم أن يتمتع كل واحد منكما بحرية في العلاقة ويجب ألا تخفي أي شيء عن شريكك سترى أنه يستمتع باكتشاف جوانب غير معروفة لك وسيحافظ على حبك جديدًا، وأكدت أن الغيرة المرضية تهدد كل علاقة للحب والسعادة ومع أن الغيرة جزء من الحب فإنها تؤثر عليه فيمكن أن تكون الغيرة الطفيفة حافزًا لك لمحاولة بذل جهد أكبر لشريكك مرة أخرى، لأن الغيرة تظهر لك أنك تحب شريك حياتك، ولكن الغيرة كمرض وتؤدى إلى سلوكيات تهدد علاقة الحب الدائمة فإذا كان لديك شريك غيور بشكل مرضي، فتحدث معه حول المشكلة وأوضح أنك تحبه / لا تقبل الغيرة وفي معظم الحالات، تفتح الأبواب لأن الغيرة تعرف سلوكك وترغب في وضع حد له وادعم شريكك في العلاج وساعد في تعزيز احترام الذات، والاحترام والصداقة أساس لبقاء الحب ويجب أن يكون لهما الإستمرار حتى لو تم الإنفصال وأن إحترام ذلك وإستمراريته بمعاملة عادلة ومحترمة فسيحتفظ لاحقًا بالذاكرة في ذاكرة إيجابية ويكون هناك أمل فى العودة .

 

بقلم: أحمد عزت سليم

عضو إتحاد كتاب مصر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم