صحيفة المثقف

روبرت لي فروست: الطريق الذي لم يُسلك

بهجت عباسللشاعر الأميركي روبرت لي فروست (1874 – 1963)

ترجمة: بهجت عباس


طريقان تشعبّا في غابةٍ صفراءَ شاحبةٍ،

وأنا، وا أسفاه،  لم أستطع سلوكَهما معاً،

و كمسافر وحيد

وقفت طويلاً، أنظر إلى أحدهما إلى أبعدَ

ما استطعتُ لأعرفَ أين تعرّج في الأدغال ؛

 

وسلكتُ الآخرَ، كان واضحاً تماماً،

ولربّما كان أفضلَ مسلكاً،

حيث كان العشبُ أخضرَ ومحتفظاً بحيويّـته؛

ولو أنّ الأوّلَ كان مثـلَـه أيضاً

ولكنَّ السَّيـرَ عليهما أنهكهمـا معاً.

 

وكلاهما غُطِّيَ بأوراقٍ على حدّ سواء

ذاك الصباح، حيث لا خطوةٌ وطأتهما .

آه! أبقيتُ الأول ليوم آخَرَ !

عارفاً كيف يؤدّي طريق إلى طريق

شككت فيما لو عدتُ ُمرّة أخرى.

 

سوف أتحدّث بلهفة عن هذا هنا

في مكان ما وفي مرحلة من العمر:

طريقان تشعّبا في غابة، وأنا —

اتّخذتُ الطريقَ الذي لم يُسلَـكْ إلاّ قليلاً،

وهذا مـا صنع كلّ هذا الاختلاف .

***

........................

* يعني الشاعر هنا أن الطريق يمثّل الاختيار في الحياة، والاختيار واحد، فعلى الإنسان أن يختار الطريق الصحيح الذي يعرف أين يؤدّي به، ومن هنا عليه التفكير ملياً في الاختيار. يأخذ الشاعر الطريق الثاني الذي يشعر أنه طريق حيوي ومُـغـرٍ وأنَّ سالكيه ليسوا بكُـثـرٍ، ولكنّ هذا الطريق أخذه إلى سلسلة من طُرقٍ آخـريات . ومع هذا يفكر باتخاذ الطريق الأول في وقت آخر، ولكنه لا يستطع الرجوع إلى الوراء . فما اتخذ من قرار أصبح لصيقاً به، ولكنه سيخبر الآخرين عندما يتقدم في العمر عن تصميمه لاتخاذ ذلك الطريق بتنهدات لا يُعرَفُ إنْ كانتْ عن ارتياح أمْ حسراتٍ .

القصيدة في فيديو

https://twitter.com/drbugnah/status/1326991600921276416

...........................

 

The Road Not Taken,

by Robert Lee Frost

Two roads diverged in a yellow wood,

And sorry I could not travel both

And be one traveler, long I stood

And looked down one as far as I could

To where it bent in the undergrowth;

 

Then took the other, as just as fair

And having perhaps the better claim,

Because it was grassy and wanted wear;

Though as for that, the passing there

Had worn them really about the same,

 

And both that morning equally lay

In leaves no step had trodden black

Oh, I kept the first for another day!

Yet knowing how way leads on to way,

I doubted if I should ever come back.

 

I shall be telling this with a sigh

Somewhere ages and ages hence:

Two roads diverged in a wood, and I --

I took the one less traveled by,

And that has made all the difference.

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم