صحيفة المثقف

جمال مصطفى: فاكهة الغصنِ التَجريدي

جمال مصطفىوسـبـاعِـيّـاتٌ أخـرى


 فـاكـهـةُ الـغـصـن الـتـجـريـدي

هـوَ ذا غُـصـنُ مَـجـازي:

تَـكَـسـيـرُ الـقـنْـدِ بِـقُــدّومْ

 

مِـن فـوقِ سـنـوحِ الـحَـجَـلَـيْـنِ

نَـبـاتـيّـاً أصـبـــــــــــحَ بـازي

 

فـطَـفـقْـنـا نـعـبـرُ نَـهْــرَ نَـهـارٍ

بـالأكـفـانِ ونحـــــــنُ غــيـومْ

 

هـل تـلـكَ قـبـابُ الـمـوسـيـقـى

أمْ ذاكَ ســـــرابُ (يَـظـنّـونْ)؟

 

كُـنّـا فـي الـواقـــــــعِ سـاعَـتَـهـا

مـا بـيـنَ الـكـافِ وبـيـن الـنـونْ

 

بـالـسُـلّـمِ: نحـنُ الـدَركـاتُ إلـى الأسـفــلْ

وصـعـــــــوداً نَـحـنُ الـدَرَجــــــــــــاتْ

 

هـا غـصْـنُ مَـجــازي الآنَ تَـهَـدّلْ

بـالـبـازِ وقـد ظَـنَّ بِـأَنَّ الـكُـمَّـثْـراةْ

0

مَـسْـرى الـقَـيّـاف

قَـيّــافُـهـا،

لَــمْ يَـقْـتَـفِ الأثَــرا

قـطَـعَ الـطـريـقَ وصـادَهـا قَــدَرا

 

مَـنْ لَـيـلُـهُ بِـنَـهـارِهـا غَــرُبَـتْ

ظُــلُـمـاتُـهُ فـجْـريَّـةً

وسَــرى

 

فـي نَـهـرِهـا لَـبَـنـاً،

مَـجَـرّتُـهُ

دُريّـةٌ

كَـالــ ـ ـ سـابَـحَـتْ قَـمَـرا

 

قَـيّـافُـهـا أعْـمـى،

وَ زَوْرَقُــهُ

يَـجـتـازُهـا زرقــاءَ

مـا عَــبَــرا

 

عَـبـرَتْ مَـجـاذيـفُ الـحُـدوسِ عـلى

مـوجٍ تَـسـارَعَ

قـادِحـاً شَــرَرا

 

إحـذَرْ تَـقـولُ مِـن الـوصـولِ إلـى

شـاطـي الـجـوابِ

سـتَـلـطــمُ الـحَجَـرا

 

لا تَـقْــلَــقـي

شَــرْطُ الـنَـجـاةِ هـنـا:

يَـنـجـو الـذي قـد جـاءَ

مُـنْـتَــحِــرا

0

تَـفْـكـيـك الـلا زَوَردي

ذاقَــكَ الـلـيـلُ مِـن جـديــدٍ

ومَـجَّـكْ

أنتَ مـا أنْـتَ مُـذْ أتــاكَ

ورَجَّــكْ

 

لا يَـصُـحُّ الـصَـفـاءُ لِلـبَـحْـرِ وصْـفـاً

لازَوَرْدُ الـصبـاحِ

فـي الـوَهْـمِ زَجَّـكْ

 

أنتَ قـبْـرٌ

فـي الـقـاعِ حَـيـّاً تَـوارى

مُـزْبـِداً

لِـلـسـطـوحِ تَـلْـفـظُ فَـجَّـكْ

 

أنتَ

ذاكَ

الـعـميـقُ

غَــوْراً

ولـكـنْ

لَـوحَـةٌ لِـلـنـجـاةِ تَـقـهــرُ لُـجَّـكْ

 

لا يُـريـدُ الـمِـجْـذافُ غـيـرَ عـبـورٍ

طـاعِـنـاً فـيـكَ مُستَـمـيـتـاً

وشَـجَّـكْ

 

هـادِىءٌ كـيـفَ؟ أنتَ جَـزْرٌ ومَـدٌّ

تَـحْـتَ قـشْـرِ الـهـدوءِ

يـا مـا أَضَـجَّـكْ

 

أيُّهـذا الخـفـيـفُ

مـا دُمْـتَ بَـحْـراً

فـأعِـرْني ــ كَـي أُكْـمِـلَ الـبـيـتَ ــ

مَـوجَـكْ

0

نَـوايـا الـقـرنْـفُــل

سَـوابـقُـهُ الـخـضـراءُ ــ حـقْـلاً ــ تُـلاحِـقُـهْ

لَــواحِـقُــهُ الـزرقــاءُ ــ ظِـلّاً ــ تُـسـابِـقُـــهْ

 

قـرَنـفُـلُ أرضِ الـلـهِ بَـعْـــــــدَ اكـتِـفـائِــهِ

بِـتَـقـوى الـنَـدى غـطّـتْـهُ كَـهْـلاً زنـابِـقُـهْ

 

هـوَ الـفُـلُّ، قَـبْـلَ الـفُـلِّ كـانَ بَـنَـفْـسَـجـاً

وقـبْـلَ دَمِ الـنُـعْــمـانِ حُـمْــرٌ شـقـائِـقُـهْ

 

وقـدْ كـانَ نـسْـريـنـاً وقـد كـان نـرْجـسـاً

وهـا هُـوَ مـسْـكُ اللـيـلِ واللـيـلُ عـابِـقُـهْ

 

إذا ضـاقَ بـالأحـوالِ وَهْـيَ زهــــــورُهُ

فـنَـحْـوَ مـقـامِ الـورْدِ تَـصـبـو طـرائِـقُـهْ

 

وبَـعْــدَ مـقـامِ الـوردِ؟ تَـعــروهُ حـيـرةٌ

وتَـجْـتـاحُـهُ فـرْطَ الـسـؤالِ حـرائِـقُــهْ

 

ولـكـنَّ هـذا الـلـيـلَ دونَ حـرائِــــــقٍ

بَـهـيـمٌ وبـالـنـيـرانِ تُـجْـلـى حـقـائـقُـهْ

0

الـسـنـدبـاد العـجـوز

أأُبْـحِــرُ فـي مُـحـاولَــةٍ أخـيــــــــرَهْ

وهـذا الـبـحـرُ يَـخـلـو مِـن جـزيـرَهْ؟

 

ولا رُجـعـى لِـمَـن عـبـروا ولـيْـسـتْ

هـنـالَـكَ فـي انـتِـظـاري مِـن أمـيـرَهْ

 

أحَـدْسٌ ذاكَ حـرّضـنـي مِـــــــــــراراً

تُـرى أمْ كـانَ فَــرْطُ عَـمـى بـصـيـرَه؟

 

رأيتُ الـبـحـرَ مِـن عـطَـشي رَمـى بـي

إلـــــى أطـرافِ غـابـاتٍ مـطـيــــــــرَهْ

 

وفـيـهـا يَـسـمـعُ الـمـاشـي طـبـولاً

ولـكـنْ لا سـمـيـرَ ولا سـمـيــــرَهْ

 

سـوى الأشـبـاحِ فـي هـالاتِ ضــوءٍ

طـوالَ الـلـيـلِ تَـرقـصُ كالـمُـغــيـرهْ

 

عـلى جـيـشِ الـسـلاحـفِ دون جـدْوى

بـأرتـالٍ وأرتــالٍ غـفـيـــــــــــــــــرَهْ

***

جـمال مصـطـفـى

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم