صحيفة المثقف
صالح الفهدي: وُلِدْنَاْ عَلَىْ شَرَفِ الْإِبَاءِ
وُلِدْنَاْ عَلَىْ شَرَفِ الْإِبَاءِ كِبَـارَاْ
لَنَا خُلُقٌ فِي النَّاسِ لَيْسَ يُجَارَىْ
نُجِلُّ كِرَامَ النَّاسِ، نُدْرِكُ قَدْرَهُمْ
وَنَبْخَسُ قَدْراً مَنْ أَضَاعَ وَقَارَاْ
وَأَبْعَــــدُ مِنَّا مَنْ تَمَلَّقَ يَرْتَجِيْ
-بِذُلِّ رِقَابٍ طَأْطَأْتْ- أَوْطَارَاْ
وَمَاْ عِزُّنَاْ فِي الْمَالِ إِنْ تَرِبَتْ يَدٌ
فَمَبْلَـــــــــغُ عِزٍّ إِنْ نَكُنْ أَحْرَارَاْ
وَلَيْسَ لَنَاْ فِيْ مَطْمَعِ النَّفْسِ حَاجَةٌ
إِذَاْ لَمْ يَكُنْ مَاْ نَرْتَجِيْهِ فَخَـــــــارَاْ
وَإنَّاْ ذَوُوْ طَبْعٍ أَنُوْفٍ عَنِ الْخَنَاْ
نُنَزِّهُ قَوْلاً، أَوْ نُحَاذِرُ عَـــــارَاْ
فَمَاْ نَحْنُ هَمَّازُوْنَ بِالْفُحْشِ غَيْرَنَاْ
وَلَاْ فَرْدَ مِنَّاْ بِالنَّمِيْمَةِ طَــــــــارَاْ
وَيَشْهَدُ فِيْنَا السَّمْتُ إِذْ طَابَ مَنْزِلاً
فَوَقَّىْ –إِذِ اسْتَسْقَى الْإِبَاءَ – عِثَارَاْ
بُغَاةُ الْعُلَاْ، مُنْذُ فَتَّحَ الدَّهْرُ عَيْنَهُ
عَلَيْنَا، فَمَاْ خُنَّا لَهُ إِبْصَــــــــارَاْ
نُوَرِّثُ أَبْنَاءً لَنَاْ بِطِبَــــــاعِنَاْ
فَأَنْعِمْ بِإِرْثٍ يُسْمِقُ الْأَقْدَارَاْ
وَنَحْنُ وَرِثْنَاْ مِنْ جُدُودٍ خَلَائِقاً
لِنَيْلِ الْمَعَالِـــيْ؛ نَقْتَفِي الْآثَارَاْ
عَلَىْ دَرْبِهِمُ نَمْضِيْ، وَيَتْبَعُ خَطْوَنَاْ
لَنَاْ خَلَفٌ أَسْمَى الْـــــــوَفَاءَ شِعَارَاْ
***
د. صالح الفهدي