صحيفة المثقف

احمد فاضل فرهود: في ليالي صيفِ العراق

ليلُ القصيدة

تركَ الّليلُ على جفنيَ نجمةْ

انا الأمينُ

لا أبيعُ أمانتي للصبحِ

فآمتدّ السّهَرْ

غَيرَ أنّ الشمسَ

صوتَ العابرينَ

ولعنةَ القيضِ المنزّلِ من سَقَرْ

كسروا آلمشكاةَ

فاندلقَ المساءُ

وفرّت النجمةُ وارتابَ السّحَرْ

ياااالمفردتي الشريدةْ

يااااالفكرتيَ الطريدةْ

يااااالاحلامي البعيدةْ

يااااالروحي…..

غادرتْ ليلَ القصيدةْ

 

**

ألطّفلُ المُسَهّد

هلْ تنبتُ آلأشجارُ في آلأثير؟

فأومَأَتْ برأسها… أَجَلْ

كَي تُخْرِسَ آلأمُّ على عَجَلْ

وليدَها آلصّغيرْ

لكنَّهُ ألَحَّ بالسؤالْ

وكيفَ لا تطيرْ

إن لم يكن يحضنها آلتُّرابْ؟

ولمْ تَكُنْ تَمتَلِكُ آلجوابْ

فعانَقَت أنظارُها آلسّرابْ

وقَبلَ أن تنام…

دسَّ سؤالاً آخراً …

في مُقْلةِ آلأَرَقْ

فاحترقَ آلفَلَقْ

ولم تَزَلْ يَعافها آلرّقادْ…

عينان لاينقصها آلعِنادْ

وسُحْنةُ آلقَلَقْ

**

وُعود

لا لن أعودَ فكوكبي..

حرٌّ  وقد ترَكَ آلمَدارْ

ولن أظلَّ مسافراً..

يغفو فينساهُ آلقِطارْ*

 

ثُمَّ عاد….

ألفَ مرّةْ

ودارَ في فَلَكِ آلنُّجَيْمةْ

كالغُنَيْمةْ

ونامَ في صَخَبِ آلمحطّاتِ آلبَعيدةِ

فوقَ غيمةْ

لا جناحٌ طارَ بالحُلُمِ آلمُعَتَّقِ

لا

ولا هَطَلَتْ بهِ آلأقدارُ..

في دَمْعاتِ دَيْمةْ

فوقَ غَيمةْ!!

**

لا يكفي

قَلبي مفطورٌ

ودَمي….

كَحُثالةِ فِنجانِ آلقَهوةِ

وآلعُمرُ قَصيرٌ

لايكفي…

أنْ أَشْهَدَ مشروعَ (آلمترو)

في بغدادَ

قَلبي مفطورٌ

ودمي…..

والعمرُ قصيرٌ

لا يكفي أن أشْهَدَ

-وأنا حُرٌّ -

نَصْبَ  آلحريَّةِ

أو قوسَ آلنَّصرِ

قَلبي…..

ودَمي…..

وآلعُمرُ قصيرٌ

لايكفي…

أن اعتادَ على نوعٍ آخَرَ للتبغِ

لَو أقْدِر أن أستَبْدلَ رِئتي؟!!

…..

…..

ألعُمرُ …..قَصيرْ

***

د. احمد فاضل فرهود

.................

* المطلع لقصيدة كتبتها مطلع الثمانينات أيام الـ(أنا) والوعود التي لم نستطع….

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم