صحيفة المثقف

صادق السامرائي: معنى الحرية!!

صادق السامرائيجوهر الحرية التي نادى بها الإسلام هو حرية العقل، المنوَّر بأضواء، إقرأ، إنه المعنى الحقيقي الحضاري الإنساني للحرية، اللازمة للسعادة البشرية والتقدم والرقاء الإنساني.

وقد أغفلت أمتنا هذا المعنى لأسباب إستبدادية طغيانية إمتطت معاني الدين السامية، لتأكيد التسلط والإستعباد والإستحواذ على معالم الوجود والحياة، بينما أمم أخرى أدركت الحرية الشماء المعطاء، فتقدمت وتألقت في ميادين التفاعلات الإبتكارية.

فأوربا والدول الغربية الأخرى تعاظمت بحرية العقل، وأدركت ذلك أمة الصين التي إنطلقت في مشوارها في النصف الثاني من القرن العشرين، ووصلت إلى ذروة القوة والإقتدار في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، والسر في ذلك، أنها أطلقت الحرية العقلية، وأرست دعائم وأسس البحث العلمي والتفكير العلمي الصحيح، فانطلقت عقول أبنائها في فضاءات العلوم المتنوعة وأسست لإبداعات غير مسبوقة.

والعرب في العصور التي آمنت فيها السلطات بحرية العقل، وضرورة التفكير العلمي، كما حصل في العصر العباسي الأول، وخصوصا في زمن المأمون، إستطاعوا أن يبهروا البشرية بإنجازاتهم الأصيلة، بل أطلقوا ما في العقول الإنسانية من طاقات إبداعية أسست لمعالم نهوض متدفق، نعيش معطياته الفائقة في زمننا البديع المطلق القدرات.

وهكذا فأن المعنى الأصوب للحرية يتلخص بالحرية العقلية، أو الفكرية، لأن ذلك يفتّق أفكارا ويرسم مسارات تفاعلية متوالدة، واعدة بما هو أصيل وفاعل في البناء والتقدم والرقاء.

فهل آمنا بحرية العقل؟

أم أننا نتصور الحرية كما يُراد لنا أن نتوهمها، بأنها تخلص من أصفاد مادية وإمتهانات بشرية.

والحقيقة ان حرية العقل تصنع القدرة على التحرر مما يعيق الرؤى والتفاعلات الإنسانية.

فحرروا العقول من السواقم والأفول!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم