صحيفة المثقف

عقيل العبود: رسالة محبة وعرفان

عقيل العبودهذا نص ومرثية لمأتم يكاد ان يكون محفلا تتسع فضاءاته لتحلق في اكوان تغيب رؤيتها عن وجودات حضوراتنا الآفلة، لعلها ولو بعد حين تصبح قادرة لأن تشهد عالم ظهورها الات؛ ذلك بعد ان تغيب سمات كياناتها بين ذرات هذه الأرض التي من ترابها ينبت الشموخ.

فهنالك مع صفاء ذلك الوجوم، الأرواح كأنها تطوف في مدارات مزاراتها، المسميات أشبه بلحظات يجري تصويرها عبر مجموعة رخامات تبدو مثل تماثيل مهشمة، لكنها قادرة لأن تستعيد جبروتها، لترسم خطوات صمتها الوقور.

هي مساحات تحيا في النفس، تنبض في خيالات عالمها الصبور مع الصمت ، حركة تبدو مثل خفقات قلوب محطمة، لكنها تنتظر خطوات الزائرين، تنصت الى اصواتهم، آيات القران عندما يتم تلاوتها عند رؤوسهم، سرعان ما تتحول الى طقوس بموجبها تتنفس تلك الازهار رائحة الحياة.

الموت هنا تتحول معانيه الى مضامين يصعب ادراكها، المعادلة القديمة تتسارع مفرداتها بطريقة غريبة.

خطواتنا العاجلة تنظر نحو المغيب بعد ان يصبح لشروق الشمس منحى جديد، فالغروب كما يبدو مع خيلاء السكون بزوغ تشع ألوانه مع لغة التراتيل ومصابيح الشموع، ينهض الفناء من غفوته.

ولذلك يستقر البقاء بيننا دائما مع الأجل.

 

عقيل العبود

ساندييغو/ كاليفورنيا

....................

*عن الرسالة الصوتية لأخي واستاذي الدكتور شياع عبد الرضا محمد بخصوص معنى زيارة القبور.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم