صحيفة المثقف

صادق السامرائي: العقاد والحشرات!!

صادق السامرائيعباس محمود العقاد، كان مولعا بما يُكتب عن الحشرات، ويرى لكي تعرف البشر على طبيعته عليك بمعرفة عالم الحشرات!!

فما هي العلاقة بين الحشرات والنفس البشرية؟!!

إذا إفترضنا وحدة الوجود، وأن المخلوقات ذات أصل واحد، والخلق من نفس واحدة، فأن جميع الموجودات الحية تشترك بديناميكيات التفاعل النفسي، وربما تتمايز عن بعضها بدرجة التعبير عن نوازعها النفسية، التي هي طاقات منبثقة منها وفيها.

هل للحشرات مشاعر وعواطف وقيم؟

الملاحظات الدقيقة تشير إلى ذلك، فالحشرات تتحرك وتتفاعل ضمن منظومة تعرفها وتتواصل بها، وتقودها إلى ما يحافظ على بقائها النوعي.

لو راقبنا أي حشرة لتبين لنا أن لها عقل، تعرف بواسطته ما يضرها وما ينفعها.

والحشرات تتآلف وتتخالف وتتعادى وتتقاتل، وتتطرف في سلوكها، وتهاجم الآخر الذي يقترب من حدودها، وفيها من العدوانية ما عند غيرها من المخلوقات، التي يمكن للظروف البيئية أن تطلقها أو تخفيها.

الحشرات تختصر الطاقة النفسية عند البشر، وتترجم سلوكها وفقا لقدراتها وما عندها من المهارات.

فالنملة تتحرك بموجب دوافع كامنة فيها، وتسعى في مناكبها كالبشر، فتجمع الطعام، وتديم قوة مملكتها، وتبني عرينها، وتتكاتف كأمة واحدة أفضل من البشر، الذي تتوطنه نزعات التناحر والتأسد على أخيه البشر.

وعالم الحشرات مبني وفقا لمنظومة إدارية وسياسية محكمة الضوابط والقوانين، ويرشدها دستور البقاء القويم.

وفي واقع السلوك أن ما تقوم به الحشرات يقوم به البشر، لكنها أكثر منه حكمة وتدبيرا وتنظيما وإيمانا بوحدة صفها، والحفاظ على كينونتها الجماعية.

وما من دابةٍ في الأرض ولا طائر يطير إلا أمم أمثالكم...." 6:38

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم