صحيفة المثقف

مصطفى معروفي: سحائب الألم

مصطفى معروفييغريـــه تبر الأماســــي حيــن تنبــثقُ

في جحفل من  شجــــون ليس يتــسق

 

ما كـــان ينـــكــــره ما عاد ينـــكره

البحر  ينداح في عينــــــــيه والأفُقُ

 

سحائب الألم المـــجـــنـون وانفتحـتْ

حتى انبرى يرتدي طين المدى الشفقُ

 

أقعى عــلى قلـــق فــــــي رهْوِه نُذُرٌ

ينمــو فجـــــاجا على سيقانها الأرقُ

 

يضج للمـــشـــتـهى مسفــوح وشوشة

يسقي امتزاجَاتها بالــــــدهشة الفــلـقُ

 

أعيا منــــاحيه طـــــــرّاً أنــه غبش

وأنه بابُ ليـــل خانـــه الغســــــــقُ

 

رأيت للدجْـــنةِ الخـــــنـــثى منــاكفةً

يندُّ عن وجْهِ مـــا في كفـــــها اليَقــقُ

 

و الماء فـــي فمِ نهرٍ من ســــــذاجته

لغـضّ أشـــلائه الأنواءُ تــــخــتــرقُ

 

يا حسرة القمـر الصاحي على رهَـجٍ

متى تمــــرَّدَ  في أنفـــــــاسه الرمقُ

 

يمشي بطـــــيئا نحيلا مثل ذي ورعٍ

أهاج في جفــنــه رُمْــحَ القذى رهقُ

 

يهفو المحاق إلـــيه لا اصطـبــارَ له

نارا غـــــزاها لأكل الشمعة الشبَـقُ

 

ما كان أمري مريــرا هكــذا، سئمـتْ

منه الدياجير والأطـــيـــاف تنسحقُ

 

لهفي عليه يــداري محْضَ  عوسجة

كان اسمَها  في سجلّ الغيمة النـزقُ

 

الوقـــت أرمــــلة والنــاي أنمــــلة

و البحر أرجــــوحة أمــواجها مهَقُ

 

أرى البروق بصـــدر البيد وامضة

وإن خبتْ نفضتْ أسمــالَها الطرقُ

 

قوافــــل البيدِ لــــم يطــفحْ لها لغَبٌ

كأنما أنْ يطيــــــــشَ الهدْب مختلقُ

 

سلوا الغراب إذا ناست رؤاه، أهلْ

عليه حرَّضَ غُولَ الظلـمة الألــقُ؟

 

أرى الجــداولَ لا تجري كعـادتـها

إنْ من مزاعمـــــها لم يسْلَمِ الحبـقُ

 

أمشي وكلي وضـــوحٌ إنني رجلٌ

بالمشي في جــوفه لم يغْرِني نفـقُ

 

مزادتي ليس تأوي غـــــير ذاكرةٍ

 /يقتات من رحلتي نحو الغد القلقُ

***

شعر:مصطفى معروفي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم