صحيفة المثقف

صادق السامرائي: البداوة والحضارة!!

صادق السامرائيكلمتان أوجعتا رؤوسنا، وعطلتا عقولنا، ومنعتانا من إستنشاق هواء الحرية، والنظر ببصيرة ثاقبة ذكية خالية من المؤثرات والإنحرافات الإدراكية.

ما هي البداوة؟

ما هي الحضارة؟

ما أتى أصحابهما بتعريف متفق عليه، وأُطلقتا جزافا وأصبحتا من أركان الرؤى والتصورات، والإقترابات الجائرة من هذا المجتمع أو ذاك.

بل أن البعض أكد وأصر وكرر، أن الكلمتين تخصان أمة العرب، فالبشرية في عالم والعرب في عالم!!

وتم التركيز على إبن خلدون وتقديس آرائه وطروحاته، وكأن ما ذكره موحى به إليه، وهو عالم حاول الإجتهاد والنظر إلى المجتمعات والتأريخ، وفقا لما أدركه وإطلع عليه وعاصره، فلا يمكن الأخذ بأرائه على أنها مطلقة وفصل الختام، والتأسيس عليها في عصور تجاوزتها بقرون.

فما جاء به إبن خلدون قد يكون متوائما مع زمانه ومكانه وظروفه، لكنه لا يتوافق مع زماننا ومكاننا.

فالقول بالبداوة والحضارة رؤية أكل عليها الزمان وشرب، وأصبحنا في زمن تفتقت فيه المعارف، وتوسعت العلوم والبحوث، وتوالدت النظريات، وتأكدت القوانين، والمعادلات السلوكية المعززة بأبحاث ودراسات رصينة.

فهل من المعقول أن نبقى نحمل منظارهما، ونقرأ به ما يجري في الواقع البشري والعربي خصوصا؟

هذه مفردات بائدة، ومصطلحات غامضة، فعلينا أن نرتكز على العلم ومناهج البحث والتفكير العلمي المعاصرة، لنقرأ بموضوعية وعلمية أية حالة نتصدى لها أو تواجهنا.

إن التعامل مع الواقع بمفردات بائدة إعتداء سافر عليه، ومحاولة آثمة لترسيخ ما يدور فيه من تداعيات وإنهيارات أخلاقية وقيمية وسلوكية وإعتقادية.

فالمطلوب أن نتحرر من قبضتيهما، ونحطم جدران الصندوق الذي حجرنا عقولنا فيه.

فالحياة ذات فضاءات ومحاور لا تحصى ولا تعد، ولابد من النظر الموسوعي والبصر الموضوعي!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم