صحيفة المثقف

أحمد عزت سليم: الحب يتفوق.. يتفوق

احمد عزت سليميكشف ويبلور المفكر أحمد عبد الحليم المفاهيم المعاصرة للحب:

ا - الحب هو إشباع اللذة: حيث أصبح مفهوم الحب إيروس يدل على الرغبة والشهوة وهى حركة النفس طلبا للملائم ورغبة فى التمتع باللذات الحسية والإنغماس فيها وحيث يرى شوبنهور أن كل ميل رقيق له جذوره فى غريزة الجنس الطبيعية والغريزة المتخصصة المحددة والمطبوعة بطابع التفرد وأن المغامرة العاطفية ليست سوى هذا الإمتزاج بين عنصرين لإبداع الجيل المقبل .

ب - الحب  هو الدين: حيث اعتبر الفليسوف الألمانى لودفيخ فيورباخ أن الدين هو جوهر القلب البشرى وبما ان الدين هو العلاقة العاطفية بين شخص وآخر وأنها حقيقة مباشرة وقائمة بدون وساطة فى المحبة بين الأنا والأنت وبالتحديد الحب الجنسى بين الرجل والمرأة، وأن العلاقة القائمة بين الناس مبنية على أساس ميل متبادل كالحب الجنسى أو الصداقة والتعاطف .

ج - الحب أساس المعرفة: فمن لا يعرف شيئا لا يحب أحدا كما يرى الفيلسوف إريك فورم ومن يفهم فإنه يحب ويلاحظ وكلما إزدادت المعرفة بشىء عظم الحب وأنه أساس وجود البشرية، وأنها القوة التى تبقى الجنس البشري متماسكا وبدونه ما كان للإنسانية أن توجد يوما واحدا، وأنه هو الطريق الوحيد للمعرفة الكاملة، وكما يؤكد الغزالى أنه: لا تصور أن تكون المحبة إلابعد معرفة هواك إدراك أن الأنسان لا يحب إلا مايعرفه .. ويرى إسبينوزا  أن الحب الإلهى يرتبط بالإدراك فالحب وسيلة الخلاص والسعادة وطريقة الإدراك والمعرفة وأن كل سعادتنا تنحصر فى حب الله وهذا الحب يترتب بالضرورة على معرفة الله وهى أنفس ما لدى البشر .

د - الحب هو الاهتمام الأخلاقى: وكما يرى ذلك الفيلسوف آر بى بيرى بأن الحب يلعب دورا مهما فى الأخلاق الإنسانية وأنه هو الوسيلة لإحلال التعاون والسعى نحو تعضيد وإشباع هذا الشخص البشرى فلا سوء نحو أحد، وإحسان نحو الجميع، فالحب هو تكامل شخص للتغلب غرض ما، وأنه إرادة الخير .

هــ - الحب أساس نظرية القيم: فالحب كما يرى ماكس شيللر أنه إدراك للقيمة الإيجابية للمحبوب وهو الذى يعمل على انبثاق القيمة العليا للموضوع الذى يتجه نحوه بحيث يظهر أن القيمة تنبعث من المحبوب نفسه وكان الحب يكشف القيم الذاتية الخاصة للمحبوب، فالحب لا ينصب إلا على شخص يكون بمثابة الحقيقة العينية التى تجسدها القيمة وأنها الموضوع الحقيقى للحب ويرى شيللر أن الله بوصفه أعلى صورة من صور الحب فالله هو الشخصية اللامتناهية التى لابد لنا من مقاسمتها حبها للعالم فهو المركز الأسمى للحب الذى يهب الشخص البشرى كل ما من شأنه أن يدعم حبه .

ويرى انطونى دى سانت إيكسبيرى أن الحب:ـــ " لا يكمن في النظر إلى بعضنا البعض، ولكن في النظر إلى الخارج معًا في نفس الاتجاه " ويرى علماء النفس:

1 - أن الوقوع في الحب خمس من الثانية لكي تبدأ المواد الكيميائية المسببة للبهجة في العمل على الدماغ عندما تنظر إلى شخص مميز وأن الدماغ يحصل على "ضربة" مماثلة من الحب كما يحدث من جرعة صغيرة من الكوكايين حيث أن 12 منطقة مختلفة من الدماغ متورطة فى الحب وأن هذه المناطق مجموعة من الناقلات العصبية في جميع أنحاء الدماغ، بما في ذلك الأوكسيتوسين والدوبامين والفاسوبريسين والأدرينالين، ولتصير عملية الحب عملية مشابهة لتلك المرتبطة بإدمان المخدرات، ويشرح بافوس: ـــ "الحب هو في الواقع عادة تتشكل من الرغبة الجنسية كما يتم مكافأة الرغبة، إنه يعمل بنفس الطريقة في الدماغ كما يحدث عندما يدمن الناس المخدرات "

2 - أن خريطة الدماغ من الحب والرغبة، فقد أوجدت أول دراسة تبحث في "الفرق العصبي بين الحب والرغبة الجنسية تداخلات ملحوظة واختلافات واضحة " أظهرت النتائج أن بعض شبكات الدماغ المماثلة بشكل لافت تم تنشيطها عن طريق الحب والرغبة الجنسية وأن المناطق التي تم تنشيطها هي تلك المشاركة في العاطفة، والتحفيز والأفكار على مستوى أعلى، وتشير سيكولوجية الحب هذه إلى أن الرغبة الجنسية ليست أكثر من مجرد عاطفة أساسية، ولكنها تتضمن الدافع الموجه نحو الأهداف وتوظيف أفكار أكثر تقدماً، وأنه تم بناء الحب على رأس هذه الدوائر، مع وجود مجال رئيسي للاختلاف في المخطط وعادة ما ترتبط هذه المنطقة من الدماغ بالتوازن بين الوظائف العليا والدنيا .

3 - التقبيل يساعدنا على الاختيار حيث وجدت دراسات غربية للتقبيل أن التقبيل، بالإضافة إلى كونه مثيرًا، يساعد الأشخاص أيضًا على اختيار الشركاء والاحتفاظ بهم، وأنه في دراسة استقصائية، صنفت النساء على وجه الخصوص التقبيل على أنه مهم، لكن الأعضاء الأكثر ضبابية من كلا الجنسين صنفوا التقبيل باعتباره وسيلة مهمة للغاية لاختيار رفيقة جديدة، لكن التقبيل ليس مهمًا في بداية العلاقة، كما أن لديه دور في الحفاظ على العلاقة،  وكما وجد الباحثون وجود علاقة بين مقدار التقبيل الذي فعله الشركاء على المدى الطويل ونوعية علاقتهم .

وأظهرت دراسات الحب الرومانسية والثقافية والجنسانية الشعبية الأوربية وكما أكدت الأكاديمية فرجينيا بلوم فى دراساتها: ـــ في حين أن الجنس قد "يبيع" بالفعل، فإن الحب يبدو أنه يتفوق على الجنس في كل مرة عندما يتعلق الأمر بالحديث عن طبيعة الاستقلال الفردي والسعادة، ومع التطورات التكنولوجية وانتشار السيطرة الرقمية عبر الإنترنت أصبح الحب ساحة معركة كما شملت الرومانسية فقد شملت الانتقام والاباحية وعنف الشريك الحميم وتاريخ الاغتصاب والتحرش الجنسي والعلاقات المسيئة والبلطجة عبر الإنترنت، وأصبح هناك الكثير من الضرر الذي يحدث عندما نقترب عن كثب مع الشخصيات المتنوعة، ويكاد يحاصر ويتقلص وينتهى دور الحب كعملية إبداعية لا نهاية لها فى الفكر والخيال والجمال.

 

أحمد عزت سليم

عضو إتحاد كتاب مصر

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم