صحيفة المثقف

صادق السامرائي: براعة التشريح العلمي للمكتوب!!

صادق السامرائيالأستاذ عبد الرضا حمد جاسم شد إنتباهي منذ زمان بقدرته على التشريح العلمي الدقيق، للموضوعات التي يتناولها بمنهجية نقدية ذات أدلة وبراهين، وقدرة منطقية سببية على المحاجة والتفاعل الهادف للإمساك بتلابيب الحقيقة وصدق القول.

وقد طلب مني المرحوم الدكتور حسين سرمك في إحدى تعليقاته على مقالاتي أن أتفاعل مع الأستاذ عبد الرضا، لأنه يمتلك قدرة تنويرية ذات قيمة حضارية تنفع الأجيال.

وأقرأ ما يكتبه ولا أعلق، لأن التعليق سيأخذنا إلى تفاعلات طويلة تستولد مقالات ومقالات، وبسبب زحمة العمل وضغط الوقت، أجدني أكتفي بالقراءة المتأملة لهذه القدرة العجيبة على تشريح المكتوب، وكأنه يمسك مشرطا ويبضع ما بين الكلمات والعبارات والسطور، ليكتشف ما لم يقله الكاتب، أو قاله بأسلوب غير مصيب.

هذه الموهبة المتميزة تستحق وقفة تثمين وتشجيع وتعزيز، لأنها تفتق محتويات المكتوب وتمنحه أبعادا معرفية ونقدية ذات منفعة تنويرية وتوجيهية، وتجعل الكاتب يتفكر فيما يكتبه، ويتحسب لكل كلمة يخطها يراعه.

وأراها كتابات ذات حس نقدي جريئ ومقدام، لا يتردد صاحبها في تناول المواضيع، والتصدي لأي طرح، ولا يعنيه كاتبه بقدر ما تشده الفكرة وما فيها من صواب وخلل.

وتبدو كتاباته وكأنها لناقد موسوعي يجيد مهارات النقد، ويمتلك أدواته وطاقاته النفسية والفكرية والروحية، مما جعله يتواصل ولا ينكسر أو يتوانى في الرد على ما يراه لا يتوافق وبديهيات الأمور، ولا يمت بصلة لواقع مطحون بالهموم.

إن هذه الكتابات تحتاج إلى رغبة ومطاولة ومثابرة وبحث وصبر وتجشم عناء ردود الأفعال، وربما العدوان وعدم التفاعل الإيجابي مع المنشور، لأنه يتكلم بلسان الحقيقة الدامغة والبراهين الساطعة، ويفند ويعزز ويرفض، والغاية أن تبدو الحقيقة ناصعة الإشراق.

فما أحوج الواقع الثقافي لهذه الأساليب النقدية الصادقة، الصالحة لبناء مسيرة معرفية متوهجة تضيئ عقول الأجيال وتحفزها للبحث، والتعاطي مع الكلمة على أنها رسالة ومسؤولية وإشعار صيرورة ومآل جميل.

تحية للأقلام الحرة الجادة المجتهدة في بناء صرح العقول الواعدة بمستقبل معاصر كبير.

 

د. صادق السامرائي

16\\7\2021

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم