صحيفة المثقف

محمد بغدادي: الإدارة الإلكترونية للبنوك.. الفرص والتحديات

محمد بغداديما تعريف الإدارة الإلكترونية؟ وما أهميتها؟ وما نتائج تطبيقها بالقطاع المصرفي؟ لاشك أن الإدارة الإلكترونية تكمن أهميتها فى الاهداف التى يمكن ان تحققها اذا تم وضعها فى مقارنة مع الادارة العاديةفي ظل وجود شبكة الانترنت وشيوعها وازدياد مستخدميها، وفي ظل التطور الهائل في تقنيات الحوسبة والاتصال التي حققت تبادلا سريعا وشاملا للمعلومات ضمن سياسة وخطط الانسياب السلس للبيانات ومفهوم المعلومة على الخط، وترافق ذلك مع استثمار الانترنت في ميدان النشاط التجاري الإلكتروني ضمن مفاهيم الاعمال الالكترونية والتجارة الالكترونية، ومع الاعتماد المتزايد على نظم الحوسبة في ادارة الانشطة وازدياد القيمة الاقتصادية للمعلومات ككيان معنوي امسى هو المحدد الاستراتيجي للنجاح في قطاعات الاعمال والمال والاستثمار المالي، في ظل ذلك كله، تطور مفهوم الخدمات المالية على الخط، لتتحول الفكرة من مجرد تنفيذ اعمال عبر خط خاص ومن خلال برمجيات نظام كمبيوتر العميل، الى بنك له وجود كامل على الشبكة ويحتوى موقعه كافة البرمجيات اللازمة للاعمال المصرفية، وفوق ذلك تطور مفهوم العمل المصرفي من اداء خدمات مالية خاصة بحسابات العميل الى القيام بخدمات المال والاستشارة المالية وخدمات الاستثمار والتجارة والادارة المالية وغيرها إن علم الإدارة يبتكر منهج التطوير والإبداع في إحداث تحولات جذرية في مفهوم العمل الإداري والتحول من الإدارة التقليدية إلى إدارة التغيير، وإدارة المعرفة بالاعتماد على التطوير المؤسسي.

فالإدارة الإلكترونية هي منظومة إلكترونية متكاملة تهدف إلى تحويل العمل الإداري العادي من إدارة يدوية إلى إدارة باستخدام الحاسب وذلك بالاعتماد على نظم معلوماتية قوية تساعد في اتخاذ القرار الإداري بأسرع وقت وبأقل التكاليف. الإدارة الالكترونية يمكن أن تشمل كلا من الاتصالات الداخلية والخارجية لأي منظمة. والهدف من ذلك هو إدخال الشفافية الكاملة والمساءلة مما يؤدي إلى تحسين الإدارة الالكترونية داخل أي منظمة. في ألمانيا، هذه المبادرة التي تستهدف بصورة خاصة المنظمات الحكومية، حيث المساءلة العامة والتي تثير قلقاً خاصاً. عمليات مماثلة يجري تطويرها في العديد من الشركات الأميركية للمساعدة على الامتثال للقانون ساربانيس أوكسلي.

إن المحك الأساسي في بقاء واستمرار أي منظمة هو المركز الذي نشغله هذه المنظمة وسط بيئة عمل تنافسية وفى مواجهة النمو المستمر والتحديات المستقبلية. وما يجعل أداء المنظمة جيداً هو مرونة هيكلها بمعنى أنه يميل نحو اللامركزية والمرونة وسرعة الاستجابة للمتغيرات، ولكن في حالة استمرار المشكلات وتعقيدها ومقاومتها للحلول المبدئية هنا يأتي دور القيادة الأعلى حيث يتيح تدخلها مساحة أكبر من التحرك واتخاذ القرار، والتحدي هنا هو تحديد الأسلوب المناسب الذي بلائم كل منظمة. وعلى ذلك، فإن التطوير المؤسسي يعنى بهيكل المنظمة والثقافة التنظيمية بداخلها كما يعنى أيضاً بمجموعات العمل لأن الانجاز المحقق هو نتاج جهود هذه المجموعات.

ومما لا شك فيه أن التطور السريع للتطوير المؤسسي ساهم ويساهم في تعزيز قدرة البنوك المصرية على الإبتكار عبر إدخال تحسينات أساسية على سير الأعمال والاستراتيجيات الإدارية، وما تتيحه من تطبيقات تمكن من الإستفادة من المعارف المتاحة وإدارتها لصالح البنوك. ويعتبر ظهور وانتشار الحاسوب الشخصي والشبكات المحلية في النصف الثاني من الثمانينيات تحولاً نوعياً في طبيعة العلاقة بين تكنولوجيا المعلومات والمستخدم.

ويكمن جوهر وفلسفة الإدارة الإلكترونية في تغيير نمط وأسلوب تعامل وتفاعل العاملين والعملاء على اختلاف توجهاتها وأنواعها وأحجامها معاً داخل البنوك المصرية. وتحتم الإدارة الإلكترونية ضرورة تنظيم المعاملات والخدمات المختلفة داخل البنوك المصرية خاصة بعد ثورة 25 من يناير وما تبعها من قرارات اقتصادية كان لها بالغ الأثر، وإعادة هيكلتها إلكترونياً للتخلص من الروتين والبيروقراطية الشائعة في الأعمال والمهام العامة لترتبط بإحتياجات الزبائن والعملاء ومؤسسات المجتمع المختلفة من خلال الإدارة الإلكترونية المتقدمة التي أصبحت متاحة وتعمل على توفيرها خطط تمهيد البنية الأساسية في الدول المختلفة.

 

كتب / محمد بغدادي

باحث دكتوراة- كلية الاقتصاد والعلوم السياسية

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم