صحيفة المثقف

محمود محمد علي: قراءة استشرافية لكتاب "ريح الشرق" لأنور عبد الملك (2)

محمود محمد علينادرة هي الأعمال التي تحس التاريخ بوعي، فلا تحيله إلي تصور ذهني، أو وهم معرفي، أو تعميم مجرد معزول عن حركة الأحداث والناس، بل تعيشه رؤية متفتحة، وتعاطفاً حميماً، ومنهجية علمية، واعترافاً بإخلاص المحاولات التي قدمت وتقدم دراسات في التاريخ المصري بنظرة شاملة إلي حد ما، فثمة بلا جدال قصور ضمني يحد من وصولها إلي إجابات متماسكة. فهذا التاريخ لم يدرس حتى الآن دراسة مرحلة تاريخية واحدة من سلسلة المراحل التي صهرت كينونة الشخصية المصرية وهويتها، وأغلبها توقف عند مجرد رصد الأحداث المتتابعة، وهو نوع من التسجيل العام الذي يخلو من التحليل والتفسير، ومن وجهة النظر الدقيقة عن تشكلات الصراع التي تدور في المواقف التاريخية المختلفة (17)، وهو ما يمكن أن نلتمسه في كتاب "ريح الشرق"، والذي نشرته دار المستقبل بالقاهرة عام 1983، ويقع في 362 صفحة، ويضم مقدمة للأستاذ فتحي رضوان،ثم تمهيد وثمانية عشر فصلاً، هي عبارة عن دراسات منفصلة وحصيلة مناقشات وحلقات بحث، نشرها أنور عبد الملك من عام 1973 حتى 1983 في دوريات عربية وعالمية، تجمع بينها وحدة موضوعية اهتم بها المؤلف وشكلت همومه ومعاناته منذ زمن طويل (18).

وينهج الدكتور "أنور عبد الملك" في معالجته لقضية منهج الكتاب خلال أقسامه، منهجا نقديا في كل أقسامه، مع استخدام منهج تحليلي تركيبي، بمعنى أنه كان معنيا بتحليل أقوال الآخرين فيما يتعلق بالمنهج ووسائله ووسائل التحقق به عند كل الطوائف والأفكار الأخرى.

وقد أهدي المؤلف كتابه إلى روح الشهيد البطل " أحمد عبيد"، من قادة الثورة المصرية (1882) وبطل من أبطال معركة التل الكبير (19).

وفي التمهيد يتناول المؤلف ما أسماه بمفاتيح المبادرة التاريخية، والتي ظلت بين أيدى الغرب المهيمن، منذ مرحلة التغيير – وهي مرحلة 1949 حين انتصرت ثورة الصين – وحتى عام 1973 مرحلة حرب أكتوبر وتفجير سلاح النفط .. حين بدأت في رأيه، تنتقل تدريجياً مفاتيح المبادرة إلي شعوب الشرق، خلال حركات التحرر الوطني وحروب التحرير والثورات الوطنية والاجتماعية التي تبلورت منذ مؤتمر باندونج عام 1955، واستمرت تواجه من الاستعمار والصهيونية ضد تحرك شعوب الشرق ودولها وقادتها (20).

ويرى المؤلف أنه انطلاقا من خصوصيتنا المصرية، العربية، الشرقية، يكون الإطار التاريخي والفكري والوجداني لهذه الدراسات متمثلا في التساؤلات التالية: ما المرتكزات التي تأسست عليها نظرة الغرب للشرق عامة وللعالم الإسلامي خاصة؟.. ما موقف "المؤلف من الأطروحات الغربية حول صدام وحوار الحضارات؟.. وإذا كانت هناك تعددية حضارية وثقافية في العالم، وإذا كان هناك احتياج للانتقال من الصدام إلى الحوار، فأين تكين ساحات التلاقي والتكامل؟

وفي الفصل الأول وعنوانه " من أجل استراتيجية حضارية" يتتبع المؤلف محاولات الاستعمار والإمبريالية  تركيز هجومها على العرب لتفتيت شخصيتهم القومية، لاقتلاع جذور المقاومة الحضارية للموجات الاستعمارية المنظمة ضدهم تاريخياً، ومحاولة ضرب المحاولة الثانية للنهضة في العالم العربي ( المحاولة الأولى 1805-1882)، وقد وضع المؤلف هذه المرحلة من الصراع في إطارها ضمن سلسلة الصراعات التاريخية الممتدة منذ عشرة قرون، وينبه إلي أن الخروج من الأزمة يقتضي ترسيخ الطلائع والقيادات السياسية في الأرض التي تحيا عليها شعوب العالم بدراسة الواقع الخاص لكل قطر للتوصل إلي خصوصيته، ثم دراسة ميزان القوى المتغير في العالم، ذلك أنه لم تعد هنالك دائرتان فقط للحضارة – هي الحضارة الغربية والحضارة الشرقية – فقد ظهرت حضارة الشرق الاشتراكي ومركزها الصين (21).

أما الفصل الثاني فقد تعرض المسألة فائض القيمة التاريخي مع تتبع لجذور العنف والتسليح، وتواجدها داخل التركيب التاريخي للنظام الدولي، أي في التكوين التاريخي للهيمنة الغربية المتجذرة في فائض القيمة التاريخي ابتداء من القرن الخامس عشر، حيث صعد الغرب إلي مركز الهيمنة، وحتى اجتماع يالطا عام 1945، حين قضت أوربا علي مراكز القوة في الشرق، فلم يعد فائض القيمة التاريخي محصوراً ضمن مجال الاقتصاد فحسب، وإنما أتاح ذلك للبورجوازيات الغربية الوسيلة لضمان هيمنتها علي العالم، وبفضله أمكن للثورة العلمية الصناعية أن تحدث، وحيث تم التدرج من الأشكال المبكرة للاستعمار إلي الإمبريالية الكلاسيكية، إلي الشكل الأوقع من الإمبريالية في عصرنا أي إمبريالية الهيمنة (22).

وفي الفصل الثالث يتناول المؤلف العرب من مهب الوفاق الدولي من خلال نظرة جيوسياسية، ويتعرض المؤلف خلاله لفهم النهضة العربية، بدراسة، بدراسة التكوين للدول القديمة في نطاق العالم العربي، ومنطقة الثقافة – القديمة للعروبة، وفي الإطار الأشمل للحضارة  الإسلامية، وفي نطاق تشكيلها الاجتماعي، ثم في الإطار الجيوبوليتيكي (23).

أما الفصلان الرابع والخامس فيتناولان حرب أكتوبر من حيث مغزاها الحضاري، ومن حيث توحيدها للعرب، وبالنسبة للنقطة الأولي، فقد حاول المؤلف التركيز على شخصية مصر الحضارية، وتحرك أكتوبر مع ربط ذلك بإطار حركة النهضة العربية بمفهومها الشامل منذ القرن التاسع عشر، مع معالجة فكرة كيف أن تحرك أكتوبر قد تم في إطار عالم متغير من حيث تشكيل موازين القوى وعلاقاتها التي بلغت مرحلة الوفاق قبل اندلاع الحرب بعام، وما صاحب ذلك من تطور خطير، ثم يركز المؤلف علي فكرة أن نهضة مصر المعاصرة جزء لا يتجزأ من النهضة العربية الشاملة، وإن كانت متميزة لتلك النهضة التي لا يمكن فصلها عن نهضة مصر .. وقد أشار المؤلف إلي أن حرب أكتوبر لم تنته بعد، ذلك أننا نعيش آثارها، كما أنها جاءت عنواناً قوياً لنهضة العالم العربي، وهي النهضة التي تكون أحد قطبي نهضة الشرق في عصرنا، جنباً إلي جنب مع نهضة آسيا ومحورها الصين الشعبية (24) .

أما الفصل السادس فيتناول ثلاث رسائل حول الاستعمار الصهيوني، وفيه يفند المؤلف ثلاث مسلمات اعتاد الباحثون التسليم بها: أولها أن أساس أزمة الحرب والسلام في الشرق العربي هو قضية آخر الحلقات وأخطرها، فالصراع بين دول الشرق وحضاراته من ناحية والغزاة الآتين من الشمال قديم، منذ خمسين قرناً . والمسلمة الثانية أن الصهيونية ليست إلا عملية وطليعة للاستعمار الأمريكي، والواقع أنها ليست إلا آخر وأخطر حلقة في سلسلة مستمدة من العدوان الغربي ضد الشرق العربي، والصهيونية ليست إلا الوجه المعاصر للاستعمار الغربي ضد الشرق العربي، والصهيونية ليست إلا الوجه المعاصر للاستعمار الغربي ضد العرب عبر التاريخ، وأن الاستعمار العنصري الصهيوني استعمار عالمي قائم بذاته وليس أداة للاستعمار الأمريكي . والمسلمة الثالثة هي أن حلفاء الأمة العربية يتمثلون في تكوينات اليسار في الغرب وخاصة المثقفين، ويرى أن الحليف الطبيعي يتمثل في مجموعة الدول الاشتراكية وعلي رأسه روسيا، والصين، الدول وليست الحركة العمالية العالمية، ويتهم المؤلف قادة الفكر اليساري في الغرب بالعمل بشكل دائم لعزل المثقفين العرب عن طرح قضايا الثورة الاشتراكية طرحاً قومياً، وطنيُا، وحدوياً، ويضعفون الجبهات الوطنية الممتدة داخل الأمة العربية باسم " قدسية" الصراع الطبقي و" أولوية" التضامن بين اليسار في كل مكان (25).

وفي الفصلين  السابع والثامن وعنوانهما " الإسلام السياسي والإسلام والعروبة " فيتناول المؤلف فيهما فكرة ظهور الإسلام السياسي في العصر الحالي كقوة ديناميكية عميقة الجذور، وكقوة تغير وتطوير من الجماهير الشعبية، وتطابق ذلك مع المناطق التي تنمو فيها التناقضات بين مختلف المعسكرات الاقتصادية، والاجتماعية، والأيديولوجية،  وفي مناطق الصراع بين الشرق والغرب، حيث تكون مقدرات الحرب والسلام في نواة الإسلام السياسي، ثم ينتقل إلى معالجة موضوع الإسلام السياسي في الكفر الوطني التقدمي، موضحاً كيف أن الإسلام نظرية اجتماعية للصنيعة الوطنية والتطور الاجتماعي .. أما بالنسبة للإسلام، والعروبة فيعتقد المؤلف أنه لا تناقض بين الولاء للوطن والانتماء للأمة الغربية، وأنه لا تناقض مع الشعور بالانتماء إلي الدائرة الأوسع وهي الإسلام (26).

وفي الفصلين التاسع والعاشر يقدم المؤلف تحليلاً لفكرة تكون الجبهة الوطنية بوصفها استراتيجية تاريخية مستعرضا  لِلشَّرْقِ كنمط للاستمرارية الاجتماعية والاندماج السياسي، ثم مسألة العالمية ومفهوم عملية لإدماج العالم، ثم تركيب هذه الجبهة الوطنية الممتدة، والتحديات الاستراتيجية التاريخية والاستراتيجية الحضارية، ليجيب علي السؤال: هل هي مسألة تنقية أم نهضة حضارية ؟ من خلال استعراضه للصياغة التاريخية لتخلف المجتمعات العربية وعلاقة ذلك بأنماط التنمية الغربية (27).

ثم يتعرض المؤلف خلال الفصل التالي لدراسة وتحليل قضية " احتجاب مصر" بعد أكتوبر 1973، موضحاً مغزى الهجمة الحضارية الاستراتيجية للإمبريالية والصهيونية، التي تستهدف تفكيك الوحدة المقدسة، منها إلى خطورة احتجاب مصر وحرمان الأمة العربية من مركز قوتها الفعالة ووحدتها (28).

وفي الفصل التالي يتناول المؤلف موضوعا هاما يتعلق بالخرافة والواقعة التاريخية، ويحاول الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بالتراث، ماذا نأخذ منه وماذا نترك؟، وما هو مفهوم التوفيق بين التراث والمعاصرة، لكل ذلك في ضوء الخصوصية الوطنية الثقافية للمجتمعات العربية في إطار الأمة العربية، وفي إطار الحضارة الشرقية الإسلامية الأفرو -آسيوية، كما يتعرض المؤلف في نفس الفصل لدور المثقف العربي ودوره في المجتمع (29).

أما الفصول من الثالث عشر حتي السادس عشر فيتناول فيهم مفهوم العالمية والوطنية، وعلاقة مت هو عالمي بما هو وطني . كما يجيب المؤلف عن أسئلة تتعلق بعلاقة العرب الغرب من حيث المقاومة والرفض والتفاهم والالتقاء . ونظرة الغرب للإسلام، وجدية الحوار العربي الأوروبي .. إلخ  (30).

ويرفع المؤلف في النهاية شعارا هاما مؤاده " ليخدم كل ما هو أجنبي . ما هو وطني" . ثم يقدم لنا في النهاية أنموذجاً لمشروع حضاري متكامل يجمع بين الفكر والعمل ويتناول مسألة التبعية والتحرير، التحديات التي تواجه الفكر العربي ورؤيته للنظام العالمي الجديد، وفي النهاية يجيب على هذا السؤال: هل يمكن للفكر الغربي بما له من تأثير عالمي أن يوفر إمكانية جوار حقيقي بين الحضارات؟.

وفي الفصلين السابع عشر والثامن عشر يحلل المؤلف العلاقة بين ظهور مراكز التأثير والنفوذ والقوة العالمي في آسيا على أساس التحالف الصيني – الياباني من ناحية، وبين بوادر ظهور القوة العربية – الإسلامية – الشرقية – الأفرو- آسيوية في منطقتنا من ناحية أخرى . وذلك بإدراك العلاقة بين جناحي الشرق، الأمر الذي منحنا في المنطقة العربية إمكانات العلاقة بين جناحي الشرق، الأمر الذي يمنحنا في المنطقة العربية إمكانات هائلة، منها علي سبيل المثال الطاقة التكنولوجية والعلمية اليابانية، كما يصبح لزاما على استراتيجيتنا الحضارية الشرقية – وفق قلبها الاستراتيجية الحضارية العربية – الإسلامية – أن تجدد مكاناتها في قلب حضارات الشرق، وعلى تفاعل واع وسطي بين القوي الاشتراكية العظمى في العالم، وعلى صلة واقعية بالقطاعات المختلفة للحضارة الغربية (31).

والكتاب في النهاية دعوة مهمة لمناقشة القضايا الحيوية التي أثارها المؤلف المهتم دائما بقضايا وطنه، وطرحه لتصوراته المتعلقة بالحضارة وموقع أمتنا العربية – الإسلامية في منطقة الصراع التاريخي بين الشرق والغرب . كما أنه دعوة للشرق، وقد نهض من سباته، لأن يعود غلي دوره الحقيقي في مواجهة الهيمنة الغربية بشكل حاسم، مستعيدا حضارته وروحانية وعلمه ورسالاته .. وقد تميز الكتاب كذلك بالآراء والبرامج التي قدمها المؤلف، وبتنوع القضايا التي أثارها وعمقها، بمقدرته الخاصة علي التحليل والربط وإعادة التركيب، وإن بدا بعضها أحينا غير مترابط، إلي جانب استرداد بعضها، إلي حد التكرار أحياناً أخرى، لمزيد من التأكيد والوعي بحركة الفكر والتاريخ بموقعنا في العالم المعاصر (32).

وعندما ميز أنور عبد الملك بين حضارتين: حضارة شرقية، وحضارة غربية، وجدناه يتحيز لقيام حضارة شرقية تقوم على التكامل بين الحضارة الصينية والإسلامية، لتحررنا من الهيمنة والتبعية الغربية المتصدعة، مما يكفل تجاوز أسس ومرجعيات الحداثة الغربية التي اختزلت العقلية في التعقلية، وكان أنور عبد الملك متحمس لضرورة الاحتذاء بالنموذج الصيني، لأنه كان معجباً بالصين، لأنها من أهم الدول التي قاومت المشروع الإمبريالي الغربي .. وأيضا لأن الصين لن تسعي إلي الهيمنة والنفوذ، بل ستحاول جاهدة للحفاظ على مكانتها التي ستزداد، وسيكون تأثيرها على كل أنحاء العالم .. فالصين – في رأي مفكرنا – تمثل الحضارة التي حافظت علي الإطار المعرفي، والإيماني، ولذلك تحمس أنور عبد الملك للثورة الصينية، وكان مؤمنا أن الصين سوف تنجح في تحرير بلاد الشرق من مهانة الغزوات والاحتلال والتهميش، وبأنها سوف تغير أوضاع العالم بأسره، وتوقع بروز الصين كقوة عظمى تنافس الولايات المتحدة الأمريكية وكان توقعه في محلة كما تقول الدكتور سامية عبد الرحمن (33).

ولهذا دعا المفكر المصري أنور عبد الملك منذ فترة ليست قليلة، العالم العربي والإسلامي إلى التعرف والتواصل مع الحضارة الصينية، لتجاوز الهيمنة الغربية والإفادة من حضارة الصين الصاعدة .. واهتم عبد الملك بمشروع النهضة الصيني، وأعجب بالثقافة الصينية وبروادها الذين لا يهتمون بالقضايا غير المؤثرة أو المتدينة، إنما كان اهتمامهم منصب على القضايا التي تغير في المجتمع وتؤثر فيه، فأي مثقف صيني له دخل في القرن الخامس عشر كان يملك مكتبة تفوق أي مكتبة في كلية (كوينز) والتي كانت من كبرى كليات جامعة كمبردج .. وهذا هو الأساس لتشابك أيادي الصين ومصر في العمل معاً يداً في يد مع قارات الشعوب والدول النامية من اجل صياغة عالم جديد، أي من أجل إقامة عالميات القوميات والأمم في إطار تلاقي الحضارات، بدلا من مهانة نظام هيمنة القطب الواحد الذي بلغ الطريق المسدود .. والصين الجديدة تهدد في نموها وقوتها الغرب في جميع الأصعدة: السياسية، الاستراتيجية، الاقتصادية، العلمية، التكنولوجية، الثقافية، وهو ما يقر به جميع العالم . ولهذا رأي وجوب إفادة العرب من الصين كيفية تغيير الواقع، وكان يأمل في نهضة تشبه النهضة الصينية، وأكد علي فكرة الإبداع من منظور الهوية الحضارية العربية - الإسلامية.. وإلي جانب الصين توجد اليابان، وكوريا، وفيتنام، ولاوس، وكمبوديا، وإندونيسيا، وهذه مراكز قوي جديدة ستكون مركز القوة العالمي الجيد (34).

وفي النهاية لا أملك إلا أن أقول بأن كتاب " ريح الشرق، كشف لي بأنني إزاء نموذج نادر يصعب أن يتكرر، لمثقف واسع الثقافة، وكذلك لمفكر حر نزيه لا يقيم وزناً ولا يحسب حساباً إلا للحقيقة العلمية وحدها، وفوق ذلك وأهم من ذلك بالنسبة لنا، أنه كان يقدم مادته العلمية فى أسلوب بالغ الجاذبية والتشويق تجعلها أشبه ما تكون بالعمل الفني الممتع دون أن تفقد مع ذلك شيئا من دقتها الأكاديمية، ولهذا لم أكن مبالغاً أقول بأن الدكتور أنور عبد الملك نموذج كبير لـ "الفيلسوف الإستشرافي" و"القارئ المستقبلي لمستجدات الواقع".

 

الأستاذ الدكتور / محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط .

................

18- أنور عبد الملك: ريح الشرق، دار المستقبل العربي للنشر، 1973، ص 4؛ وأنظر أيضا  أحمد زكريا الشلق: ريح الشرق للدكتور لأنور عبدالملك، المجلة التاريخية المصرية، مج 21، 32، 1984، ص 555.

19- أنور عبد الملك: المصدر نفسه، ص 12، وأنظر أيضا أحمد زكريا الشلق: ريح الشرق للدكتور لأنور عبدالملك، ص555.

20- أنور عبد الملك: المصدر نفسه، ص 12.

21- أحمد زكريا الشلق: ريح الشرق للدكتور لأنور عبدالملك،ص 556.

22- المصدر نفسه، ص 35.

23- المصدر نفسه، ص 41.

24- المصدر نفسه، ص 49.

25- المصدر نفسه، ص 56.

26- المصدر نفسه، ص 69.

27- المصدر نفسه، ص 89.

28- المصدر نفسه، ص 122.

29- المصدر نفسه، ص 152.

30- المصدر نفسه، ص 164.

31- المصدر نفسه، ص 188.

32- أحمد زكريا الشلق: ريح الشرق للدكتور أنور عبدالملك، ص556.

33- سامية صادق سليمان: قضية الهوية العربية والإسلامية في فكر أنور عبدالملك، أوراق فلسفية، نشر أحمد عبد الحليم عطية، العدد 37، 2013، ص 353.

34- المرجع نفسه، ص 354.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم