صحيفة المثقف

عقيل العبود: بين العقل الانساني ومملكة الحيوان

عقيل العبودأعجبني البحث في عالم الطيور، والنحل، وجميع الكائنات الحية بما في ذلك مملكة الحيوان، ما دعاني لأن اذهب بعيدا بحثا عما يسمونه نظام المعايشة والتآلف.

فالحيوانات بحسب اصنافها تتعايش مع بعضها البعض، تتقاسم الطعام وتشترك في مزايا الامومة، والابوة، والبنوة، هذا بالاضافة الى دفاع هذا الصنف وذاك عن جماعته في حالة وجود خطر ما.

وبالمقارنة مع الانسان رغم فارق القياس، نرى ان البشر يقتل بعضه بعضا بهذه الطريقة، وتلك من التوحش، هذا طبعا بعيدا عن الغور في ملابسات التفاصيل الخاصة بالاحداث.

والعراق هو الانموذج الذي يمكن لنا ان نستقرئ من خلاله المتواليات الهندسية للاحداث، لعلنا ندرك مقاسات وانماط هذا النوع، اوذاك من التفكير.

وآلة العقل هي من يمنح فرصة البحث عن ايجاد لغة الالفة، والمحبة مع الآخرين.

وهذا مفيد في الكشف عن آليات تشغيل هذا العقل فالبشر لم يلد ليقتل، بل ولد ليحيا بعيدا عن آفة العنف، اوليحصن نفسه من الكراهية.

والعقل هنا نتاج للدماغ الذي هو مصنع هذا العقل وحركة العقل تفيد في تحييد آلية الواقع المادي وتطبيعه لتلبية حاجيات الكائن المادية، والمعنوية.

والحاجيات المعنوية هنا تعني فهم المعنى الحسي والقيمي للفرد بدلالة فهم حقوقه الانسانية؛

فهو الكيان الذي به تتحقق الغايات الاسمى التي يتبناها المجتمع، فالطبيب، والمهندس، وعامل البناء، والفلاح وغيره  مفردات اساسية للبناء والاستقرار.

ومهمات هذه المهن هو تحقيق  الشطر الأكبر والمنافع الخاصة بالوجود الانساني.

والفكرة اننا امام مبدأ خلق هذا العقل من حيث طريقة التفكير، ولغة الوجود، فاللغة بها تتنوع الافكار وتنمو.

والتفكير به يمكن لهذا الكائن، اوذاك ان يفهم حقيقة وجوده بما ينسجم وفطرته الخلقية والاخلاقية.

والأس الحقيقي لهذا الوجود هو تنمية العقل، عن طريق إنشاء مؤسسات تعليمية تثقيفية، ومنابر تنويرية لتطبيع العقول، والافكار على المحبة والالفة، بعيدا عن القتل والجريمة والاختطاف؛ وذلك اسوة بمملكة الحيوان.

 

عقيل العبود

سان دييغو/ كاليفورنيا

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم