صحيفة المثقف

محمد جواد سنبه: السيّد مصطفى الكاظمي بين قو سين

محمد جواد سنبهمنذ سقوط نظام الطاغية في عام 2003 ولغاية 7 أيار 2020، توالى على حكم العراق رؤساء وزراء، محسوبين على التيارات الاسلامية، ولأهمية موقع رئاسة الوزراء، فلهذا الموقع ثقل كبير، في حياة ابناء الشعب العراقي. فرئيس الوزراء قائد للجهاز الحكومي التنفيذي في البلاد، ونجاحه أو فشله، ينعكس بصورة مباشرة على حياة أَبناء الشَّعب.

لقد كان للمماحكات السياسية، بين أطراف العملية السياسية، التي بنيت على اساس التمثيل السكاني (حسب ما اقره الدستور العراقي)، دور مباشر في صراعات سياسية، ضيّعت في ثناياها كل فرص التنمية والاعمار، التي كان العراقيون ينتظرونها بفارغ الصبر، واسباب ذلك غير خافية على أحد من العراقيين.

انتهت الصراعات السياسية بحل وسط، اتفق عليه جميع الاطراف السياسية، وهو اسناد منصب رئاسة الوزراء، الى السيد مصطفى الكاظمي بتاريخ 7 أيار 2020. بدأ الكاظمي مشوارة وسط حقل شائك، مليء بالعقبات والمصاعب، من ابرزها ضياع البوصلة الوطنية، التي كان ينبغي، ان تسير باتجاهها كل توجهات القوى السياسية، لمظافرة الجهود باتجاه خدمة العراق وشعبه، وانتشال المواطن العراقي، من حالة الحرمان، ونقله الى بحبوحة من العيش اللائق بأي انسان، خصوصا أنَّ العراق يتمتع بثروات وطنية هائلة.

بدأ الكاظمي بخطوات حثيثه، لإصلاح ما يمكن اصلاحه، من بقايا نظام سياسي محاصصاتي متهالك، فاقد لجميع عناصر الثقة، عند ابناء الشعب العراقي، نظام سياسي أكد فشله في قيادة العراق نحو النجاح، خلال أكثر من خمسة عشر سنة.  لقد أكد الكاظمي حضوره السياسي، من خلال متابعته للاحداث، التي تجري على الساحة العراقية أولاً بأوّل، وفي مقدمتها كل ما يتعلق بالجانب الأمني.

لقد نجح الكاظمي من خلال زياراته الميدانية، لمواقع الاحداث الساخنة، في وضع يده على مفصل مهم، من مفاصل الأمن المجتمعي. وكان آخر هذه الزيارات، هي زيارة مدينة كربلاء المقدسة، يوم 11 آب 2021 ، بعد ساعات قليلة، من حادثة اغتيال مدير بلدية كربلاء، المهندس عبير سليم الخفاجي، الذي اغتالته يد الفساد، وهو يقوم بواجبه في ازالة التجاوزات، عن المناطق الزراعية في منطقة المعملجي بالمدينة المقدسة.

لقد أرسل الكاظمي للشعب العراقي بكل مكوناته، رسالة جديدة مؤداها، أَنّْ لا أَحد فوق القانون، وأَنّْ لا أحد يفلت من العقاب، إذا ما تم التجاوز على حقوق الآخرين، وإِنَّه سوف لن يتوانَ عن متابعة قضايا المواطنين،من أقصى العراق إلى أقصاه، خصوصاً فيما يتعلق بأمن المواطن العراقي. كما وجه الكاظمي، بمتابعة جميع التجاوزات، في مختلف انحاء العراق، وان يكون الحكم الفيصل للقضاء.

إنَّ هذا النجاح الذي يسجله الكاظمي أَوّلاً بأَوّل، سيكون رصيده المادي والمعنوي، الذي سيترك بصماته الواضحة جداً، على ملامح المرحلة السياسية المقبلة، من خلال كسب ودّ الشعب، على عكس ما فعل غيره من السياسيين.  

   

محمد جواد سنبه / كاتب عراقي.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم