صحيفة المثقف

سامي جواد كاظم: العلمانية لا تتحدث عن احدى مؤسساتها ( C.I.A)

العلمانية ليست منهج ولا فكر ولا صاحبة تراث حتى نعلم بماهيتها ولكنها اسلوب حكم لمن يدعيها مثلا اوربا وامريكا وتهرج بعبارة دولة مؤسسات، ودائما يتحدثون عن هذه الدول والثناء عليها في حكمها وليس لديها ما تتكئ عليه غير الانقضاض على التراث الاسلامي وتفسير تاريخيه حسب نواياهم ساعدهم على ذلك حكام فاسدين مسلمين ان لم يكونوا اصلا عملاء لهم .

وهنا اسال العلمانية لماذا لا تتحدثون عن مؤسسات اجهزة المخابرات في هذه الدول؟ وما تقوم به من اخفاء بشر وفنون اغتيال وصناعة فوضى والتدخل في شؤون دول وتجنيد عناصر لها وعلى راسهم الامم المتحدة ومؤسساتها.

اليست هذه المؤسسة ضمن مؤسسات الدول العلمانية؟ لم ولن يتطرق اليها علماني واحد طوال مناقشاته وكتاباته ولقلقته ، هذه المؤسسة التي يرصد لها اموال تنافس ما يرصد لصناعة الاسلحة وتطويرها لقتل البشر.

بل المضحك ان منظمات الامم المتحدة تعلم وتعمل نفسها لا تعلم وعلى حياء تندد وتنديدها لا يساوي عفطة عنز بينما تتعامل هذه المنظمات مع دول غير علمانية لا ترضخ لعصابات الدول العلمانية بشدة حتى ولو اضطر الامر لاصدار قرار استخدام قوة وهذا ما حدث لبعض الدول وحتى ان لم يصدر قرار فان امريكا وجهاز مخابراتها لا تحتاج الى قرار لانها مصدر الاستهتار

فقد ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان أن مجموعات شبه عسكرية أفغانية مدعومة من امريكا تقوم بقتل مدنيين بشكل تعسفي، كما تنفذ عمليات إخفاء قسري. وأكدت المنظمة أنها قامت بتحليل 14 هجوما شنته هذه "المجموعات الضاربة" المدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية، سي آي إيه، بين نهاية 2017 ومنتصف 2019، موضحة أنه خلال هذه الهجمات ارتكبت "انتهاكات خطيرة" بعضها يصنف "جرائم حرب"... ماراي جناب العلماني في هذه الاعمال؟

هذه الدول التي ابدعت في صناعة اجهزة تعذيب البشر وقد اظهرت وسائل اعلامهم انتهاكاتهم التي لم يسبق لها مثيل في معتقلاتهم وسجونهم الظلامية ، وما انتهاكات ابي غريب ببعيدة عنكم .

الشريعة الاسلامية ترفض رفضا قاطعا تعذيب اي انسان لاجل انتزاع اعتراف بل حتى مع الذين يثبت عليهم جرمهم وما نصيحة امير المؤمنين عليه السلام لولده الحسن عليه السلام بحسن التعامل مع قاتله ابن ملجم .

المخابرات العلمانية لديها الامكانية لشراء وسائل اعلامية بشتى اشكالها وتستخدمها بشكل وحشي لا يقل عن وحشيتها في قتل البشر لتغطية جرائمها وبعض ادوات هذه الوسائل الاعلامية هي الابواق العلمانية التي تُمنح مختلف الصلاحيات وتظهر في اغلب البرامج والفضائيات لتبرر لعلمانية اجهزة المخابرات اعمالها الاجرامية بالتهجم على الاسلام والتهرب من ذكر اعمالهم المخابراتية الوحشية .

اما المخابرات الفرنسية فقد اقدمت على اعمال وحشية في الجزائر والمغرب لم يسبق له مثيل وقد فضح الكاتب الفرنسي جاك موريل اعمالهم الوحشية عبر كتابه (روزنامة جرائم فرنسا في عالم ما وراء البحار) والمزود بالمصادر والوثائق المؤكدة اي ليست استنتاجات بل وقائع

مهما فعلت الدول العلمانية لا تستطيع ان تغطي عوراتها التي لازالت اثارها شاخصة امام الراي العام.

 

 سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم