صحيفة المثقف

غفران الجبوري: كتاب الدين والكرامة الإنسانية للدكتور الرفاعي

غفران الجبوريأن تقرأ للدكتور عبد الجبار الرفاعي، ذلك يعني أنك تقرأ كُتباً تتحداك ولا تُعجزك، تجعلك تتمتع بقابلية جيدة لاستيعاب الجديد،  تُثريك بلاغةً وفِكراً وفلسفةً، أن تُعاد صياغة رؤيتك الدينية، أن تُطَبَب مواطن عطبٍ كثيرةٍ أصابت روح هذا الجيل، نتيجة تربيةٍ دينيةٍ شائهة.

"الدين والكرامة الإنسانية":

هذا العنوان الدافئ للكتاب، الذي يُثير فيك فضولاً عميقاً لتتلقفه بشغفٍ ودهشة، دهشة أن تقرأ من يكتب عنك، عن أفكارك التي خشيت التصريح بها مراراً، دهشة وجود بيئةٍ فكرية تُعبّر عنك أخيراً.

تجد بين ثناياه أجوبة لتساؤلاتك وحيرتك، وضياعك.

أن تفهم الدين برؤيةٍ إنسانية فلسفية نفسية اجتماعية، رؤية رحيمة أخلاقية عظيمة، بهية بهيجة، رؤية تبعث النور بين ثنايا القلب المظلم بسوداوية الفهم السطحي الشائه للدين.

لا يُمكنك فهم الدين ما لم تفهم الإنسان أولاً، وطبيعته البشرية المركبة العميقة؛ هذا ما كان يجب أن يُدرك منذ زمنٍ بعيد.

موضوعات هذا الكتاب تلتقي وغيره من كتب د.عبد الجبار الرفاعي المنشورة عن الدين، "كُلّها تنويعات لرويةٍ واحدة، رؤية تحاول أن تتعرف على الدين، عبر اكتشاف الإنسان، وتمييزه عن غيره من الكائنات في الأرض بحاجته المزمنة للدين، وحاجته للكرامة ووجودِ كل شيءٍ من أجل الإنسان بوصفه الغاية لأنه خليفة الله في الأرض."

2616 الدين والكرامة الانسانية

"الإنسان غاية الدين، كُل دينٍ لا تكون غايتُه الإنسان ليس إنسانياً، جوهر إنسانية الدين حماية الكرامة، لا كرامة بلا مساواة بين البشر، ورفض كل أشكال التمييز بينهم، كل دين لا يحمي كرامة الإنسان ويصونها ليس إنسانياً. الإنسان وكرامتُه وسلامُه وسكينتهُ وطمأنيتُه وإسعاده غايةُ ما ينشدُه الدين."

"التدين العقلاني الأخلاقي الرحماني يظل فيه أفق المعنى الروحي ثرياً متدفقاً مُلهماً يتجدد بتجدد احتياجات الروح للسلام والسكينة، أما التدين الشكلي فهو العامل الأساسي لنفور الجيل الجديد من الدين، لا دينية أكثر الشباب اليوم هي احتجاجٌ على التدين الشكلي، بوصفه تديناً يغيب فيه الضمير الأخلاقي، تديناً يُفقر الحياة الروحية، تديناً يعجز عن تذوق جماليات الوجود، تديناً ضد الفنون، ضد الفرح، تديناً حزين، كأنه اكتئاب".

 

بقلم: غفران الجبوري

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم