صحيفة المثقف

كريم الأسدي: نواةٌ ونواة ..

كريم الاسديمثنويّات ورباعيّات عربيَّة ..

البلادُ التي سميَّتْ في البعيدِ بدارِ السلامْ

أُحرقتْ وتهاوى مِن القصفِ فيها صريعاً بنارِ الحِمام الحَمامْ

**

بناتُ الروافدِ منحنياتٍ على فلَذاتِ الكُبودْ

ظهرنَ، وقد حبسَ (العالمُ الحرُّ) أنفاسَهن

وناورَ حتى أحالَ الى معدنٍ هافتٍ ماسَهن

وليس لديهنَّ مايشترينَ بِهِ وجبةً مِن غذاءٍ، ولا لرخيصِ الدواءِ بقايا نقودْ

**

البلادُ التي لاذَ في ظلِّ بستانِها هاربٌ مِن هجيرِ اليبابْ

تلظَّتْ وأضحتْ مياهُ الروافدِ فيها وعوداً ومحضَ سرابْ

**

البلادُ التي شَكَّلتْ للحياةِ النواةْ

ومنها مشى الحُبُّ في الكائناتْ

وأُلهمَ فيها الفتى الشِعرَ اِذْ مادَ شَعرُ البناتْ

تقاومُ منذُ عقودٍ بِطولِ قرونِ المماتِ المماتْ

**

البلادُ النواةُ التي بُذرتْ كيْ يقومَ وجودُ البشرْ

شوَّهَ النسلَ فيها شعاعُ النواةِ ليرعبَ أهلَ الوجودِ غريبُ الصوَرْ

**

رُبَّ عَقْدٍ من الدهرِ واحدْ

يعادلُ قرناً وألفاً من السنواتِ بنفسِ الشهودِ ونفسِ المَشاهدْ

**

البلادُ التي لمْ تزلْ تحترِقْ

تحجُّ اليها الى الآن أفئدةُ العلماءْ

يرومونَ تحتَ الرمادِ لقىً أرسلتْها السماءْ

يقولونَ : تحتَ الرمادِ عيونٌ الى الآن ظلَّتْ لمشهدِ عودةِ اسطورةٍ تسترِقْ

***

كريم الاسدي

........................

ملاحظتان :

1 ـ زمان ومكان كتابة هذه المقاطع : في اليوم السابع والعشرين من آب 2021، في برلين.

2 ـ هذه المقاطع جزء من مشروع شعري طويل يشتغل عليه الشاعر منذ أعوام بعنوان (مثنويّات ورباعيّات عربيّة) لينجزه في الف قصيدة وقصيدة حيث كل قصيدة مقطع قصير من بيتين (مثنوي) أو أربعة أبيات (رباعي) وحيث من الممكن نشر كل قصيدة منفردة أو كجزء من الوحدة الكليَّة للمشروع . يروم الشاعر من خلال مشروعه هذا محاورة الحاضر والأرث الشعري والأدبي العربي والشرقي والاِنساني في اسلوب الشعر العمودي أو شعر التفعيلة مع محاولات التجديد في انظمة القوافي والبحور .. تتنوع مواضيع المشروع لتشمل الوجود، الكون، الحياة، الموت، الاِنسان، العالَم، الأخلاق، الحُب، العدالة، الجمال، الزمان والمكان، وقد سبق للشاعر ان نشر أقساماً عديدة من المشروع، مع نبذة عن حيثياته، مواضيعه، تقنياته، ودوافعه ..

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم