صحيفة المثقف

جودت العاني: غادر..!!

ولكن، لا تغامرْ

اخاف عليك طريق المخاطرْ ..

تمهلْ ـ ايها الطير المهاجر ..

لا تغادر

سريعاً

فنحن نريدك تبقى،

فوق السفوح المجدبات

وفوق المياه الشحيحة..

حتى قليلا من الوقت

غادر بعدها،

الى حيث شأت

ودعنا عطاشى السهوب القبيحة..

فرْ، بريشك ايها الطير الجميل

الى حيث المياه الوفيرة ..

والشموس الكثيرة ..

لم يعد الا القليل من الماء

شربة ماء قد تكون الاخيرة..

في موسم الهجرة

والمساءات المريرة..

لا تغادر سريعا ايها الطيف المهاجر

لست وحدك كي تبقى غريبا

كل عام، تعبر الاهوار

والصحراء والأجواء..

وترانا كم بقينا تعساء ..

نشتكي من قلة الماء والنور

وظلم الأشقياء،

ما عاد نور الشمس

يضفي بهجة للروح

في وقت الشدائد ..

كلنا في محنة الضيم طرائد ..!!

لا تعاند،

إنها بضع دقائق

تتبقى،

عبر لحظات

اراها،

مائجات عابثات ..

يحرقون القمح في الحقل

ويمضون، يجارون الطغاة ..

هل ترى في الحقل غير البؤساء

عراتٌ  وحفاة ..؟

غادر المرعى سريعا

قبل ان ياتوك في جنح الظلام

همج الماضي السحيق

أنت والجمع وليمة

قبل أن يبزغ هذا الفجر

غادر،

إنهم يتربصون ويقتلون

من كان في الحقل وكل العابرين

غادر الحقل السواد

قبل ان يطلع خيط الفجر

فهم لا يرحمون،

طيور الله في الاجواء

فوق العشب

فوق الماء، نراهم

يسكرون، وينتشون

بدمائنا يتلاعبون ..

ارحل،

إلى حيث جبال الله

واشجار الصنوبر،

حيث ماء النهر من ثلج يسيح..

غادر المرعى الكسيح..

قبل ان تدرك انواع المعاول..

فهناك العشبٌ

والدفئ وأشكال الأمان..

لا أمن في هذي الربوع ولا أمان

يرتاع في هذا الزمان..!!

***

د. جودت صالح

03/09/2021

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم