صحيفة المثقف

قاسم حسين صالح: الحزب الشيوعي العراقي.. مع التحية

قاسم حسين صالحكنتم استطلعتم آراء قواعد الحزب في الموقف من الانتخابات فكان رأي الأغلبية هو المقاطعة، وكان على اللجنة المركزية ومكتبها السياسي القرار بالمقاطعة الذي اعلنه في (24 تموز 2021) مبررا ذلك (بعدم قدرة الحكومة على توفيراجواء مؤاتية لاجراء انتخابات حرة نزيهة)

والتساؤل: هل أن مقاطعة الانتخابات ستخدم الفاسدين أم الجماهير وبينها 13 مليون دون خط الفقر باعتراف وزارة التخطيط؟

 هناك من يصف المقاطعة بانها ثورة (الافواه البنفسجية) و(ثورة صامتة تقهر الأحزاب الفاسدة) و(ان المقاطعة لا تغير النتيجة ولكن لا نريد ان نكون شاهد زور)، فيما نرى ان المقاطعة لا قيمة لها في العملية السياسية ما لم يكن هناك موقف يصاحبها او يتبعها يحظى بتأييد شعبي.ولم يعلن عن هذا الموقف سوى الدعاية بـ(المقاطعة). ومن متابعتنا لما حدث ويحدث توصلنا لحقيقة سيكولوجية هي:ان كتل وأحزاب السلطة يوحدّها الخوف من الجماهير، فيما قوى التغيير تفرقها الأنانية ويتحكم بها (تضخّم الأنا).

ان خيارات حاضرنا تائهة وكان على الحزب بوصفه الأعرق سياسيا ان يقدم الخيار الأفضل، لكن القرار بالمقاطعة التقى عمليا بالخيار الأسوأ لملايين اوصلهم الشعور بالأحباط الناجم عن توالي الخيبات الى حالة اليأس من اصلاح الحال.

ان الدستور لا يحدد نسبة مقبولة للتصويت ويعتبر النتائج قانونية حتى اذا كانت نسبة المشاركة 5% ..ما يعني ان ملايين المنتمين لاحزاب السلطة والمنتفعين سينتخبون مرشحيها، وسيمنحهم الفوز المزيد من الاستبداد والانفراد بالسلطة والثروة، وسيوظفونها اعلاميا وشعبيا بانهم فازوا جماهيريا..وبتضخيم، وسيشنون حملة تجهيل جديدة ضد من يسمونها (احزاب الكفر والزندقة).

وعليه، ما لم يكن هناك موقف يوحد قوى التغيير ويحظى بتأييد شعبي، فاننا نقترح دعوة الحزب الى كوادره بالتصويت لمرشحين مستقلين يضعف من نفوذ احزاب السلطة في البرلمان ويسهم في التغيير لصالح القوى التقدمية والوطنية، اذ ليس من المعقول ان لا يكون بين 3500 مرشحا من هو كفوء وضد الفاسدين ، و بينهم مرشحون من الحزب الشيوعي الكردستاني.

خالص تمنياتي بالموفقية.

 

 أ. د. قاسم حسين صالح

14 ايلول/سبتمبر 2021

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم