صحيفة المثقف

كريم الأسدي: أَحايينُ حينما..

كريم الاسديمثنويّات ورباعيّات عربية..


 حينما تحمــــلُ الهمَّ همَّك كبرَ البحــــــارِ وبُعْدَ النجومْ

فلا تنتظرْ في الحياةِ أماناً واِنَّ الدنى بقياماتِها لنْ تقومْ

**

حينما يمسخُ المرءُ تأويلَ موتِهْ

فيصيرُ مذيعاً لما أَوَّلَ الغاشمونَ الجناةْ

سوفَ يَمسخُ في سَورةِ الزيفِ نبرةَ صوتِهْ

وينكرُ اسمَ أبيهِ ومعنى الحياءِ وكنهَ الحياةْ

**

حينما يصبح النذلُ رأسَ القضاةِ، وتصبحُ عاهرةٌ قاضيهْ

سوفَ يسقطُ صوتُ العدالةِ باِسم العدالةِ في الضربةِ القاضيهْ

**

حينما تدركُ انَّ المدرِّسَ أصغرُ منكْ

ولَمْ تكنِ المتكبرَ أو صاحبَ الاِدِّعاءْ

حينما يصدرُ الحُبُّ فيكَ، اليكَ وعنكْ

لِيعمَّ الجميعَ، فأنتَ المدرِّسُ والعدلُ في حكمةِ الحكماءْ

 

**

حينما تتهاوى أَمامَ السيولِ طوالُ الجبالْ

فهلْ تأملُ أنْ تحتويكَ ملاذاً صغارُ التلالْ

**

حينما تفقدُ الصحبَ طوداً فطودْ

وتنهارُ في مُرعِدِ العصفِ كلُّ الصروحْ

حينما تهملُ الجرحَ جرحَكَ حتى تعالجَ للآخرين الجروحْ

سوفَ تدركُ اِنَّ الشموسَ التي أفلتْ في سحيقِ الفضاءاتِ حتماً تعودْ

**

حينما تمنحُ الحُبَّ قلبَ الخليلةِ حتى أقاصي المحالْ

وحتى يجنَّ من الجنِّ أعلى الخيالْ

ثمَّ تأتي اشارةُ كفِّ الرئيسِ الخسيسِ لتوقفَ حبَّكْ

 فقلْ واحتسِبْ ان مليارَ صخرٍ حقودٍ سيمطرُ دربَكْ

**

حينما يجبنُ العارفونَ أَمامَ الجبانْ

فقلْ فقدَ الطفلُ والأُمُّ سقفَ الأمانْ

**

حينما يتبعُ القزمُ خطوَ القُزيمْ

وتكونُ القيادةُ حكراً على العاهراتِ وسمسارِهنَّ اللئيمْ

ويحاصرُ جيشُ الأباطيلِ خطوَ الجوادِ الكريمْ

سوف تغدو الجريمةُ في كل بيتٍ سميراً وضيفاً مقيمْ

**

حينما يسقطُ العلماءُ ويهوونَ في شركِ المَصلحَهْ

سوفَ تعرفُ روحَ الزمانِ جليِّاً وتبصرُ في وجههِ ملمحَهْ

**

حينما تقلبُ الصحنَ في وجهِ مَنْ أطعمكْ

لأنَّهُ قد ناورَ حتى يصيدَ ضميرَكْ

فأنتَ تردُّ عليهِ بِعِلمِ الزمانِ الذي علَّمَكْ

وسوفَ تحاولُ تحريرَهُ اذْ يكونَ أسيرَكْ

**

حينما يُهلكُ الأمنُ في مجلسِ الأمنِ مليونَ طفلْ

فقلْ انَّ يافطةً للسلامِ تقولُ : السلامُ طريقٌ نهايتُهُ فعلُ قتلْ

***

كريم الأسدي – برلين

..........................

ملاحظة:

* زمان ومكان كتابة هذه المقاطع في اليوم العاشر من أيلول 2021، في برلين.. والمقاطع جزء من مشروع شعري طويل يشتغل عليه الشاعر منذ أعوام اسمه (مثنويّات ورباعيّات عربيَّة ) يخطط له الشاعر ان يكون في ألف قصيدة وقصيدة من القصائد القصيرة المركزَّة حيث كل قصيدة تتألف من بيتين (مثنوي) أو أربعة أبيات (رباعي) وحيث من الممكن نشر كل قصيدة منفردة أو ضمن الوحدة الكليَّة للمشروع .. والمشروع عموماً حوار مع الارث والحاضر الشعري والأدبي العربي والشرقي والاِنساني تتعدد مواضيعه وتتشعب لتشمل مِن ضمن ماتشمل الوجود، الكون، الزمان، المكان، الحياة، الموت، السلام، الحرب، العالَم، الاِنسان، الأخلاق، الحب، الجمال، العدالة، وقد قطع الشاعر أكثر من نصف الطريق في هذا المشروع الذي نشر الكثير من أقسامه و يأمل الاِستمرار في كتابته كلّما طاوعه الشعر لاِكماله .. أما عنوان هذا النص الفرعي (أحايينُ حينما) فهو من ضمن الاِشتغال على كلمات مفاتيح وأدوات في اللغة العربية لاِستنطاق هذه الكلمات وحيث كتب الشاعر ونشر العديد من أمثال هذه النصوص مثل (أحوالُ كيف) و(أمنياتُ لو) و(احتمالاتُ ربّما) و(تلازماتُ كلّما) و(تريثاتُ ريثما)، وحيث يكون المحور كلمة اداة أو اسم شرط تدور حوله المقاطع.  

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم