صحيفة المثقف

محمد جواد فارس: الرمز والتشكيلي في شعر حميد سعيد

الكتاب للكاتب د. قيس كاظم الجنابي صدر الكتاب في هذا العام 2021 في عمان دار دجلة، والكتاب يتضمن ثلاث أبواب، الباب الأول (الرموز الشعرية) في الفصل الأول:البحث عن شواطئ الطفولة، والفصل الثاني:لذة الاختلاف. اما الباب الثاني (الشعري والتشكيلي) في الفصل الأول: تشكيلات الكتابة والفراغ، الفصل الثاني: القصيدة واللون..مقاربات حسية، اما الفصل الثالث: خارج اللوحة.. داخل الموضوع. في الباب الثالث (الرمز من الحذف إلى التأويل) الفصل الأول: المثبت والمحذوف في قصائد "ما تأخر من القول ". الفصل الثاني:السردية الرمزية في قصائد "أولئك أصحابي ". والفصل الأخير تضمن المصادر والمراجع.

حميد سعيد شاعر من جيل الستينيات من القرن الماضي، كتب الشعر الحر من المدارس الأولى لشعراء عراقيين من أمثال بدر شاكر السياب، ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي، وسعدي يوسف. حميد سعيد وهو كما معروف من مدينة الحلة "بابل " هذه المدينة التي انجبت شعراء وعلماء من أمثال صفي الدين الحلي، وطه باقر وعلي جواد الطاهر، وأحمد سوسة، والشيخ يوسف كركوش، ومحمد البصير، وحيدر الحلي وصالح الكواز والملا محمد علي القصاب. وشاعرنا هو من مواليد الحلة عام 1941، صدر له أكثر من عشرين كتابا بينهما 13 مجموعة شعرية،الشعر بصنفيه العمدي والحر يلعب دورا هما في المجتمعات الإنسانية ما له دور في السياسة والاقتصاد والفلسفة، وكما يقال ان الشعر ديوان العرب،حتى ان الشعر في غابر العصور كان هو لغة التخاطب في المجتمع، وكان الشعر موضع التسابق بين الشعراء حتى ان القصائد التي اشتهر فيها ناظميها كانت تعلق على جدران الكعبة وكتبت بماء الذهب وسميت بالمعلقات ومن اشهرها قصائد أمرؤ القيس الكندي وطرفة بن العبد والنابغة الذبياني عنتر ابن شداد وزهير ابن ابي سلمى واخرين،و هناك شعراء في المن اوطان أخرى خلدهم التاريخ من أمثال بوشكين ومايكوفسكي ونيرودا والشاعر الإنكليزي تي إس إليوت وما اجمل ما كتبه الأرض اليباب ومن الشعراء العرب مثل البردوني والجواهري والسياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي، ومظفر النواب وعبد الأمير الحصيري واخرون.

جاء بكتاب الدكتور قيس كاظم الجنابي الموسوم (الرمزي والتشكيلي في شعر حميد سعيد).حول الرمز والتشكيل في قصائد الشاعر يكتب المؤلف د. قيس كاظم الجنابي:افردت لحميد سعيد فصلا بعنوان (البحث عن شواطئ الطفولة)ثم ساهمت في الحلقات الدراسية الأربعة التي خصصت عن الشاعر في مدينة الحلة. يتكون الكتاب من ثلاثة أبواب هي الباب الأول وعنوانه الرمز الشعري ويتكون من فصلين هما (البحث عن شواطئ الطفولة) و(لذة الاختلاف) أما الباب الثاني المعنون (الشعر التشكيلي) فيتكون من ثلاثة فصول. هي (تشكيلات الكتابة والفراغ) والقصيدة واللون مقاربات حسية وخارج اللوحة.. داخل الموضوع. أما الباب الثالث المعنون (رمز من الحذف والتأويل) فيه مكون من فصلين هما المثبت والمحذوف في قصائد (ما تأخر من القول) والسردية الرمزية في قصائد (آولئك أصدقائي)، في الرمزية الشعرية يتحدث في تشكيل الطفولة جذرا متميزا للتواصل بين الماضي والحاضر... فالشعر طعم الحياة وسحرها وآلم المعاناة فهو ينهل من الماضي فيربطه بالحاضر ويرنو الى المستقبل بعين جامحة وبنظرات دافئة عفة بالتأمل والخيال فيخرج الإيحاء بالإشارة وتنصهر صولة التراث بالا بداع اليوم وهذا ما يمكن ملاحظته على رحلة الشاعر حميد سعيد عبر مراحل تطوره المتتالية، يكتب حميد سعيد في ديوانه: فأنت لست بود لير ولست هوميروس أو أ ليوت أو... وأنت مولى من موالي العرب. ويعلق الكاتب: أن لكل عصر رجاله الذين يقتفون غيرهم من رجال العصور الأخرى. ففي الباب الثاني – الشعري والتشكيلي: كتب حميد سعيد عدة قصائد تهتم بالجانب التشكيلي ضمن علاقة القصيدة بالفن، كما كتب قصيدتين تهتمان بالرسم، هما (محاولة لإعادة رسم الجورنيكا، المرور في شارع سلفادور دالي الخلفية) ثم أنطلق نحو التجاوز التشكيلي – الشعري بين اللوحة والقصيدة وبهذا جسد رؤيته الخاصة في امتزاج فنين متجاورين هما (الرسم والشعر)، ولعل ابرز ما تكشف عنه اهتماماته التشكيلية هو الاهتمام باللون والحواس كم بدأ اللون أيضا في قصيدة (مشروع كتابة موشح أندلسي عن السيدة ) والتي حملت معها تأثيرات اسبانيا وبيكاسو، بالرغم من كون الشاعر أهداها الى الشاعر الراحل حسين مردان والتي يقول فيها: هل تنزل الوردة للشارع...لم يصعد الشارع صوب شرفة الوردة... وهل يصدر القمر الأبيض طاووسا من الفضة... يلعب با لأغنية البضة.

والكتاب يحمل في طياته الكثير من الأمور التي تخص الشاعر حميد سعيد في هذا الكتاب، اتركها للقارئ.

 

محمد جواد فارس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم