صحيفة المثقف

صائب خليل: حديث الانتخابات.. "من رأى منكم منكرا فليغيره بلسانه"

صائب خليلفي فترة الانتخابات يزداد منسوب "الشرف" والاخلاق و"القيم الثابتة" و"ضمير الأجيال"، ويتحول الساسة الى بهلوانات تتقافز وتقف على رأسها. حتى عميل السفارة استنكر متجهما ووزير الثقافة الأكثر تملقا في تاريخ العراق المليء بالتملق ووزير الخارجية الاشد حماسا لتدمير العراق، من الكيان العدواني نفسه، كلهم يقفون على رأسهم ويستنكرون!

كل واحد منهم يتظاهر بالاشمئزاز من كلام مؤتمر التطبيع وكأنه يكاد يتقيأ.. ويبدو للمشاهد وكأن كل واحد منهم، سمع بالكلمة لأول مرة في حياته في العراق!.. لولا...

لولا ان لنا ذاكرة تذكرنا بأن نائبا سابقا زار إسرائيل بالفعل، ومنذ ذلك الحين وهو لا يترك اية فرصة للدعوة الى التطبيع مع "الكيان الغاصب"..

ولولا اننا نعرف ان احد قادة احزاب التظاهرات، يقابل وسائل الاعلام الإسرائيلية ويتحدث معها بصراحة ويدعو بصفاقة وليس بصراحة فقط، الى التطبيع..

ولم يقل اي من هؤلاء المهرجين (ولا من المهرجين الباقين) لأي منهما "أف" ولم ينهرهما!

تضيف ذاكرتنا ايضا، أن مقتدى استقبل عنده المطبعة الكويتية الأشهر فجر السعيد، ولم ير فيها ما تشمئز له نفسه. وان الحلبوسي كان يزورها في بيتها في عمان لسبب لا يعلم به إلا الله والراسخون في التطبيع..

الحقيقة ان عمار كان اقل البهلوانات "شقلبة" فاكتفى ببيان غامض "يستنكر ويرفض" فيه المؤتمرات "التي تعقد في العراق"، مؤكدا على "حق الشعب الفلسطيني"، وهذا الكلام المرسل يبقى مناقضا لموقف زعيم تكتل هو الاشد انبطاحا للسفارة، وسياستها وخططها وقواتها.

هل استيقظ ضمير الجميع فجأة؟ الله قادر على كل شيء قدير.. وانتم مازلتم قادرين على غسل عار تاريخكم، وبالقانون! فالقانون العراقي يجرم الترويج للكيان، وكل ما على اي منكم لغسل عاره، ان يقدم شكوى رسمية للقضاء العراقي، من اجل "اتخاذ الاجراءات القانونية الصارمة" كما "يتمنى" حلبوسي البرلمان، بحق هذه النكرات، وكذلك حكومة الاقليم التي اقيم المؤتمر على ارضها ولم تطبق القانون بحقهم!

وهذه الدعوة موجهة لمدعي المقاومة من امثال صديق العميل الطيب، "..." واتباعه المصوتين له بالإجماع.. لديكم قانون ولا تحتاجون الا للمطالبة بتطبيقه. بل لو لم يكن القانون موجودا، وبما أنكم تملكون كل الكتل الكبيرة فبإمكانكم ان تسنوا اليوم قبل الغد قانونا جديدا بهذا. يمكنكم ايضا ان تؤدى واجبكم البسيط، وأن تحاسبوا الحكومة على موقفها المقتصر على الإعلام، وان لم ترضخ بإمكانكم اقالتها بعارها..  ما رأيكم؟

قد ينجح بعض الناس بالتلاعب بالألفاظ، بإخفاء القصد، لكن الأمر جلي صريح في تصريح الاكثر غباءا بينكم، حيث يختتم كلامه، فيقول بصراحة: سأقف بوجه هذه السفالة لكن ليس قبل ان تسلموني رئاسة الوزراء!

أنا اعلم وانتم تعلمون انكم لن تفعلوا شيئا، ولم تقصدوا (لا سمح الله) ان تفعلوا شيئا ابداً، وأن ما دفع السنتكم للرقص على الحبال، ليس غضب الضمير، انما هو "حديث الانتخابات" لا غير..

 

صائب خليل

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم