صحيفة المثقف

منى زيتون: جدود وأحفاد ريّا وسكينة!

منى زيتونمن أشهر الشخصيات الإجرامية في العالم العربي السفاحتان ريّا وسكينة، وهما شقيقتان قدمتا من صعيد مصر إلى مدينة الإسكندرية، وعملتا بالعديد من الأعمال غير الشريفة، كان آخرها –والتي كانت القاضية- أن كونتا وترأستا عصابة إجرامية تخصصت في خطف وقتل وسرقة النساء، وكان ذلك منذ قرن كامل من الزمان، وفي أواخر ديسمبر 2021 ستحل الذكرى المئوية لحادثة إعدامهما الشهيرة والتي كانت أول حادثة إعدام للنساء تشهدها مصلحة السجون المصرية.

وقد حاولت العديد من الأعمال الفنية تبييض صورتيهما؛ ربما لأن الكُتاب وكثير من الناس لم يستوعبوا أن تُقدم امرأتان على هذه الأفعال الإجرامية طواعية، فمنهم من صورهما ضحيتين لظروف اجتماعية قادتهما للإجرام، ومنهم من تصور أن هناك تهويلًا قد حدث وأن حسب الله زوج ريّا وعبد العال (رفيق) سكينة ومن معهما من الرجال هم من كانوا يقودون العصابة، وأن ريّا وسكينة كانتا فقط شريكتين باعتبار أن العصابة قررت أن تكون الضحايا جميعهن من النساء لسهولة اجتذاب وقتل النساء مقارنة بالرجال. لكن المؤكد وفقًا لما وثقته سجلات تحقيقات الشرطة والنيابة العامة أن هاتين المرأتين لم تجتذبا الضحايا وحسب، بل وهما من كانتا تقمن بكتم أنفاس الضحية بمنديل مبلل بالماء بعد أن تُسقى الضحية خمرًا أو مشروبًا مخدرًا، وكان الرجال يشاركونهما في شل حركة الضحية ثم القيام بالمهام المتبقية وهي مهمة حفر التربة ودفن الضحية، ثم تقوم السفاحتان بتصريف المشغولات الذهبية التي تكن قد سرقنها من الضحية، ولذا كانتا أول امرأتين استحقتا أن يُنفذ فيهما حكم الإعدام في تاريخ مصر.

وأحد المتفذين كان قد نشر منشورًا ذاع صيته لفترة على موقع الفيسبوك، تعاطف فيه معهما حد ادعاء إنهما كانتا مناضلتين تقتلان النساء المتعاونات مع الإنجليز أو اللاتي يقمن علاقات غير شرعية مع الجنود! وذلك دون أن يكلف خاطره قراءة مقالات فكري باشا أباظة عن تلك الجرائم التي عاصرها، أو التحقيق الموسع الذي قام به قسم الحوادث في جريدة الأهرام وقتها، أو يقرأ قصيدة بيرم التونسي التي تصف ما حدث، أو أن يطلع على قائمة أسماء الضحايا التي يمكن إيجادها بسهولة على شبكة الانترنت، وليس فيهن من كانت لها علاقة بجندي إنجليزي إلا واحدة.

ولعل من أغرب ما ذكرته تحقيقات الشرطة والنيابة -ما دفع كثيرين إلى التشكيك فيها- هو ما عُرف عن سكينة من إنها كانت تعيش مع رجل ليس زوجًا لها، وهو عبد العال أحد أفراد العصابة الرئيسيين، كما كانت تعمل في شبابها في الدعارة، وهو غريب كونها امرأة صعيدية، والوضع بالكامل يبدو حقًا غريبًا مريبًا لمن لا يعرف إلى أي جماعة تنتمي هاتين المرأتين.

نشأة الباطنية

لمن لا يعرف فإن ريّا وسكينة وحسب الله وعبد العال ومن معهم من باقي أفراد العصابة جميعهم من الخوارج الباطنية، والذين بدأت قصتهم ودعوتهم المبتدعة في مطلع القرن الخامس الهجري بمقدم ثلاثة ممن يحملون أفكارًا ثنوية من بلاد فارس إلى مصر، وكان ذلك في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وهو أحد مجانين التاريخ –كما نعلم- ولكنه ازداد جنونًا عندما أدخل هؤلاء الثلاثة في رأسه إنه إله، فادعى الألوهية، ولم يعجب هذا المصريون، سنتهم وشيعتهم ومسيحيوهم.

ينقل محمد جمال الدين سرور في كتابه "تاريخ الدولة الفاطمية" (ص89-90) ‏عن أبي المحاسن في "النجوم الزاهرة" ما فعله دعاة الحاكم الذين قدموا إلى مصر من بلاد ‏فارس، حمزة بن علي الزورني، والفرغاني المعروف بالأخرم، والبخاري الدُرزي، في أواخر ‏عهد الحاكم، من المغالاة فيه، والدعوة إلى تأليهه، والتي استمرت سرًا من سنة 405هـ، وحتى ‏‏408هـ، حيث كان حمزة بن علي أول من جهر بها سنة 408هـ، واجتمع إليه طائفة من ‏متطرفي الشيعة، ولم تلق تلك الدعوة ترحيب السُنيين والمعتدلين من الشيعة، وأنهم استطاعوا ‏قتل الأخرم، وكادوا يقتلون الدُرزي، ولكن الحاكم دبّر له الفرار، وأمره بالمسير إلى الشام، ‏ونشر دعوته في الجبال، وأتباعه بها هم الدُرزية. وتبع ذلك اختفاء مريب للحاكم، يعتبر ‏سرًا من أسرار التاريخ، لكن بعد أن انتشرت تلك الحركة من مصر إلى بلاد ‏فارس وبلاد الشام.‏

وعلى هذا فالباطنية أو الحشاشون ‏ASSASINs‏ أو الإسماعيلية النزارية –أحيانًا يُقال الإسماعيلية فقط من باب ‏التخفيف- هي طائفة من الخوارج انفصلت عن الشيعة الإسماعيلية الفاطميين في القرن الخامس الهجري، ويُقال إن الهوة بينهم وبين الفاطميين قد وسعت بعد وفاة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله. ‏وتمركزهم الأكبر وأشد البلاء منهم وبهم كان في بلاد فارس. وبالرغم من عدائهم مع الخلافة العباسية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لها في ‏الشرق كالسلاجقة والخوارزميين، وكذا الزنكيين والأيوبيين في بلاد الشام، وعدائهم العقائدي والسياسي مع ‏الفاطميين، إلا أن أحدًا من هؤلاء الملوك والسلاطين لم يستطع استئصالهم بسهولة لأنهم غالبًا ما اتخذوا من الجبال ‏حصونًا لهم. ‏

ويذكر ابن الجوزي عن متقدم أول قلعة تملكها الباطنية في بلاد فارس الحسن بن الصباح أنه كان قد سار إلى مصر، وتلقى من دعاتهم المذهب، وعاد داعية للقوم، ورأسًا فيهم. وكانت أشهر قلاعهم في بلاد فارس قلعة حسن الصباح وقلعة ابن عطاش، وقد نقض هولاكو قلاعهم في بلاد فارس حجرًا حجرًا سنة 655ه، قبل نكبة بغداد بشهور.

وأما في بلاد الشام فكانوا ولا زالوا يُعرفون بشيوخ الجبل، وكان صلاح الدين الأيوبي قد سيّر عسكره سنة 572هـ إلى بلاد الإسماعيلية بجانب حلب، ردًا على محاولتهم قتله مرتين عاميّ 570هـ و 571هـ، فنهب بلدهم، وخرَّبه وأحرقه، وحصر قلعة مصيات، وهي أعظم وأحصن قلاعهم، فنصب عليها المنجنيقات، وضيَّق على من بها. ثم اصطلح مع هؤلاء الباطنية بواسطة الحارمي صاحب حماة، وهو خال صلاح الدين. كما قاتلهم الظاهر بيبرس ورحّل وفرّق أغلب المقيمين منهم بجانب مدينة حلب تحديدًا، وذلك في الفترة التي حارب فيها التتار بعد معركة عين جالوت في النصف الثاني من القرن السابع الهجري.

أشهر ما عُرف عن أحوال الباطنية

عُرف عن رجال جماعات الباطنية الحشاشين في بلاد فارس وبلاد الشام استئجارهم في أعمال الاغتيالات السياسية بالخناجر، فيترصدون ويكمنون للضحية ثم يغرزون خنجرهم في ‏جنبه، فيهربون أو يُقتلون‏، ومن أساطير التاريخ غير المؤكدة أن قادتهم كانوا يُعطونهم مخدر الحشيش بكميات ‏كبيرة حتى يدمنوه، ويكون من السهل التأثير عليهم والانقياد لهم لتنفيذ ما يؤمرون به من ‏عمليات. ويمكن لمن أراد الإطلاع على ملخص واسع لأكبر عمليات الاغتيال التي نُسبت لرجال الباطنية في بلاد فارس وبلاد الشام العودة لمقالي "الخوارج".

ولكن البلاء بهم لم يقتصر على اغتيال الكبراء. يصف ابن الأثير في "الكامل" (ج9، ص168) حال عامة الناس بسبب الباطنية، ‏يقول: "كان في أيام السلطان محمد، المقدم عليهم –أي على الباطنية-، والقيِّم بأمرهم، الحسن بن ‏الصباح الرازي، صاحب قلعة الموت، وكانت أيامه قد طالت، وله منذ ملك قلعة الموت ما ‏يُقارب ستًا وعشرين سنة، وكان المجاورون له في أقبح صورة من كثرة غزواته عليهم، وقتله ‏وأسره رجالهم، وسبي نسائهم"أهـ.‏

ويحكي ابن الجوزي في "المنتظم" (ج17، ص63) أول ما عُرف من أحوال الباطنية في بلاد فارس في أيام السلطان ملك شاه، ثم استفحال أمرهم بأصبهان بعد قتلهم الوزير نظام الملك وملك شاه في أواخر القرن الخامس الهجري، قال: "فآل الأمر إلى أنهم كانوا يسرقون الإنسان فيقتلونه ويلقونه في البئر، فكان الإنسان إذا دنا وقت العصر ولم يعد إلى منزله يئسوا منه، وفتش الناس المواضع، فوجدوا امرأة في دار الأزج فوق حصير، فأزالوها فوجدوا تحت الحصير أربعين قتيلًا، فقتلوا المرأة، وأخربوا الدار والمحلة، وكان يجلس رجل ضرير على باب الزقاق الذي فيه الدار، فإذا مرّ به إنسان سأله أن يقوده خطوات إلى الزقاق، فإذا حصل هناك جذبه من في الدار واستولوا عليه"أهـ.

ولا خلاف بين كل من وثقوا لحوادث عصابة ريّا وسكينة في مصر على أنها عصابة تخصصت في الخطف والقتل –خطف وقتل النساء تحديدًا- وأنهم كانوا يدفنون ضحاياهم بالحفر في أرضيات المنازل التي كانوا يسكنون فيها، وهي إحدى طرق تخلص الباطنية من ضحاياهم منذ القدم، ولم تُعرف عن غيرهم. وما حكاه ابن الجوزي من حيلة لاجتذاب الضحايا ظل ‏معروفًا عن الباطنية إلى أوائل القرن العشرين، وفي سجلات الشرطة المصرية تحديدًا كثير من الجرائم التي ‏تمت بالأسلوب نفسه، وقد حكت لي عنها جدتي –والتي قضت طفولتها في القاهرة- وأعني هنا حيلة الأعمى والزقاق.

الباطنية في مصر

كانت للهجمات العديدة التي تلقاها الباطنية في بلاد الشام أثرها في هجرة جماعة كبيرة منهم إلى مصر، واتجه أغلبهم إلى صعيد مصر حيث توجد الجبال التي اعتادوا الحياة عليها بعيدًا عن باقي الخلائق، ويسميهم أهل الصعيد بـ "الحلبة" نسبة إلى حلب التي قدموا منها، وفي مصر لم يستطيعوا تكوين قلاع وغزو جيرانهم كما كان حالهم في بلاد فارس، فتحول أغلبهم إلى امتهان غيرها من الأعمال القذرة كالدعارة ورقص الغوازي في الموالد والسرقة وخطف النساء وقتلهن بغرض السرقة وخطف الأطفال بغرض التسول بهم، ثم إن جماعة كبيرة من الحلبة توجهوا إلى الإسكندرية تحديدًا في أوائل القرن العشرين، ولأن ما يمتهنون من أعمال عموده النساء، فقد اعتادوا أن تتزعم عصاباتهم النساء. وبعض رجالهم كانوا ولا زالوا كما كان جدودهم يُستأجرون للقتل ويعيشون في جبال الصعيد ويُعرفون بـ "المطاريد".

وفيلم "تمر حنة" يروي في إطار كوميدي قصة حقيقية حدثت في منتصف القرن العشرين في أحد الموالد في محافظة الشرقية في مصر، حيث نرى فيه الراقصة الغزِّية التي تتزعمهم ويريدون استعادتها بالقوة لأنها مصدر دخلهم الرئيسي، ونرى الشاب الباطني الغجري الذي يحبها وهو يترصد محاولًا اغتيال غريمه بالخنجر. وإن كان الفيلم قد أظهر هذه الغزية في صورة امرأة شريفة، وهو ما لا يمت للواقع بأدنى صلة.

وفيلم "العفاريت" من الأفلام التي استحضرت شخصية المعلمة المتخصصة في خطف الأطفال بغرض استخدامهم في التسول.

كما امتهن رجالهم في مصر تجارة الحشيش منذ بدء نشأة جماعتهم في القرون القديمة، والتي تطورت إلى الأنواع المحدثة من المخدرات في النصف الثاني من القرن العشرين. ولا زال بعضهم يعيشون في القاهرة في حي يُعرف بحي الباطنية، والذي كانت نشأته كحي يتمركزون فيه ويبيعون فيه المخدرات. وعُرف عنهم امتلاكهم الكثير من المقاهي الشعبية التي كانت لا تخلو واحدة منها من الحشيش والحشاشين، وبعض نسائهم عُرف عنهن أيضًا الإتجار في المخدرات، وأشهرهن امرأة كانت تُعرف باسم "أم الكِني" لأنها كانت صاحبة مقهى ملحق به وكر (كُن) لتدخين الحشيش لمن يسرف في تعاطيه ولا يستطيع العودة إلى منزله.

ويُقال إن الخديو إسماعيل لما بنى مدينة الإسماعيلية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي عزف المصريون أول الأمر عن سكناها كحالهم مع أي تجمع سكني جديد، ثم كان من أول من انتقل إليها جماعة صغيرة من الباطنية، بعضهم سكن في قلب المدينة، وبعضهم على أطرافها، وبعضهم في قراها. وبالمناسبة فإن اسم مدينة الإسماعيلية المصرية لا علاقة له مطلقًا بالشيعة الإسماعيلية أو الخوارج الباطنية الإسماعيلية النزارية المنشقين عنهم، فقد تسمت المدينة على اسم منشئها الخديو إسماعيل حفيد محمد علي باشا وحسب. وبقايا الباطنية بها حالهم اليوم كحال سائر أفراد الباطنية في باقي المدن المصرية، فمنهم من لا زالوا يسكنون مناطق جدودهم لم يبرحوها ومنهم من فارقوها، ومنهم من لا زاولوا يزاولون أعمال جدودهم الإجرامية القذرة، ومنهم من تاب واحترف أعمالًا شريفة.

فأما من سكنوا منهم مدينة الإسماعيلية فقد احترفوا السرقة، ولا زالت منهم شرذمة على درب جدودهم في السرقة، ويسكنون في منطقتهم القديمة ذاتها، وعندما حل الاستعمار الإنجليزي على مصر وكان معسكرهم على أطراف مدينة الإسماعيلية انتقلت جماعة من الباطنية للسُكنى بجوار معسكر الإنجليز، فرجالهم تعاونوا مع الإنجليز فكانوا يمونونهم بالسلع الغذائية ويدلون على أفراد المقاومة الشعبية، وبناتهم كن يرقصن للجنود، وبعضهن احترفن ضرب الودع، وبقيتهم لا زالت تقطن بجوار المنطقة التي كان فيها معسكر الإنجليز القديم في المنطقة المعروفة باسم "نُفيشة No Feash"، والتي كان الإنجليز لا يسمحون لأصحاب التصاريح من المصريين بالدخول إليها ويقصرونها عليهم، وأغلب الباطنية الباقين فيها اليوم يحترفون التسول، وهم مميزون عن باقي السكان في المنطقة الذين لا ينتمون إليهم.

وأما من تاب الله عليهم، وقطعوا صلاتهم بالماضي التعيس، فبعضهم تفرقوا في البلاد وبين العباد أو اندمجوا مع باقي فئات الشعب عندما تغيرت التركيبة السكانية للمناطق التي يعيشون فيها أو بجوارها، لكن بعض خصالهم السيئة لا زالت لم تنمحي، وتظهر في تعاملهم لمن يعرف عادات وسلوكيات الباطنية، ومنهم جماعة كانت تسكن في منطقة على طرف مدينة الإسماعيلية الآخر ليست ببعيد عن منطقة فلل هيئة قناة السويس، وقد أصبحت هذه المنطقة اليوم في وسط المدينة وتلاصقهم منطقة سكنية من أرقى الأحياء بالإسماعيلية، ولا يفتأ بقايا الباطنية يزعجون سكانها بإلقاء القمامة أمام منازلهم ويضايقونهم بأشكال متنوعة، وإن كان أغلب هؤلاء القوم في تلك المنطقة اليوم يمتهنون مهنًا شريفة بسيطة ومنها فرز وجمع النفايات القابلة للتدوير. وإحدى قرى محافظة الإسماعيلية التي كان الباطنية قد انتقلوا إليها تاب الله عليهم منذ زمن بعيد ووجدوا لأنفسهم مصدرًا حلالًا للرزق فامتلكوا أراضٍ زراعية وصاروا مزارعين، ويتعلمون ويسمحون لبناتهم أن يتعلمن ويعملن أعمالًا حلالًا، لكن لا زالت فيهم عادة الاعتماد على عمل ومال النساء! ورجال هذه الجماعة في الإسماعيلية وغيرها من المدن لا يمتهنون من الأعمال الشريفة –على الأغلب- سوى تلك التي لا يلزمها كد ولا تعب، فيعملون في الغفر وحراسة المساكن، أو يعملون في بعض الحرف يومًا ويرتاحون يومين!

ونظرًا لتضييق السلفية في مصر على إقامة موالد الأولياء وآل البيت، فلم تعد هناك راقصات من الغوازي ينشلن الكُحل من العين، وصار هذا من حكايا الماضي، لذا فقد اقتصر أغلب نشاط الباطنية الإجرامي في العقود الأخيرة على التسول والسرقة والخطف، إضافة إلى الإتجار بالمخدرات. وكنت ولا زلت أعتقد أن بقايا هذه الجماعة الحقيرة هي المسئولة عن أغلب حوادث خطف النساء والأطفال، والتي تنتشر في مصر بأكثر من مثيلاتها في غيرها من البلدان، وأحيانًا ما تنشأ فتنًا طائفية عند اختفاء النساء في الصعيد وغير الصعيد، ويظن أهلهن أنهن هربن مع رجل ليس من دينهن، أو تم خطفهن، بينما غالبًا يكون الحلبة الباطنية هم من قاموا بخطفهن لسرقتهن مثلما كانت تفعل عصابة ريّا وسكينة. ولا أعلم أين أفراد الشرطة من كل هذا!

 

د. منى زيتون

الأحد 26 سبتمبر 2021

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم