صحيفة المثقف

جودت العاني: لن ادفن نفسي ..!!

قالتها، ولماذا أبقى

اسبح في بحرٍ

تتلاطمُ  فيه الموجاتْ..؟

عندَ سواحلَ غابات

المدن الوحشية..؟

تسحقني،

وتعلنُ، تلكَ علامات المأساة..!!

**

سأنفضُ عن روحي غبار الماضي

وابحرُ، رغم هياج البحر العاتي

وعصف الريح العابثة في المرساتْ..

سأترك اوهام صحارى الهم 

وخيالات تركتها الريحُ

غارقة  في قعر الظلماتْ..

**

تقول،

لماذا اترك ناياتي ،

لأنياب وحوش المدن الهمجية..؟

ما نفع الحانة في عمق التاريخ

ما نفع نبيذ خيام الصحراء   

ونبيذ، معابد  بيت الطاووس

وكؤوس، 

يسكبها الخمارون دماءً

وإناءاتٌ، تحمل ألوان المدن الدموية..؟

**

في عمق التاريخ نرى وحشاً

ونرى الآن،

اعداداً  كثر  منه

ينتهك الرائح والغادي

تحت ضلال المدن القدسية ..

فلماذا ادفن نفسي

خلف سياجات الماضي

واعيش اسير سحابات تجري

وصرير طواحين الموت القدرية..؟

**

سالت دمعتها حزناً

وتهادت في نظرتها

وتلاقت عيني في عينيها

فقلت، أنتِ آلهة الحب

وآلهة الخصب

وأنت جمال الحب

وخصب الروح الأبدية..

وأنتِ الرمز الغارق

 في احلام اليقظة،

تتهادين امامي،

واسمع صوتك يسري

كأنغام النايات السحرية..

**

فانتفضت كاللبوة،  قالت :

رجال البرية ماتوا ..

وكواسرها حامت

في الاجواء

تعالت، تحرث اركان الوادي

بعيون وحشية..

وأزلام العشيرة خانوا ..

وتعالت صيحات

وساد نفير الشجعان ..

فلماذا لا نزرع ثالوثاً

الأرض 

و العِرض 

و مجد الأوطان..؟

**

لا أدفن نفسي في الماضي

وهل أنسى عذابات الشارع

والمدن المسبيه..؟

هل تعلم،

ألهه الحكمة  ماتت

منذ دهور في مدن الخصب

وما عادت حكمتها،

تثأر للقتلى

بطقوس الحب الوردية..؟

وألهة الحاضر،

تموت من القهر

ومن تجار الأجساد

ومواخير العشق الدونية ..

**

فأنا لا ادفن روحي

بين قبور الماضي

ولا خلف الأسوار الحجرية..

لا البرية تحمي راحلتي

ولا آلهة الحب ..

ولا حتى طواحين الماء الأزلية..

ما عادت تحمي روحي

من جور الأقدار..

**

ساد الصمت، وتعالى صوت اللبوة

يزئر في أذني :

اين حضارتنا في الحب

وأين ثقافتنا

في قلب الأشرار..؟!

***

د. جودت العاني

01/10/2021

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم