صحيفة المثقف

صادق السامرائي: التأويل والتضليل!!

صادق السامرائيتأويل الكلام: تفسيره وبيان (توضيح) معناه

التفسير: الشرح والبيان.

شرَحَ المسألة: بسّطها ووسعها وفسّرها وكشف ما خفي منها.

 التأويل يوظف العقل لتعزيز ما عنده من أحكام مسبقة، فالمؤول يبرر ما يراه،  ويدافع عن إستنتاجاته المطبوخة في أوعية عاطفية، مواقدها نيران إنفعالية متأججة.

والتأويل يبحث في المعنى الباطن للنص بإعمال العقل فيه، وتعتريه الظنون والتصورات، التي تبدو لأصحابه على أنها الحقيقة أو الصواب، وهو نوع من الدوغماتية (إدعاء إمتلاك الحقيقة المطلقة) والتطرف والغلو (التعصب)، وربما تأكيد لغايات مرهونة بإرادة أمّارات السوء والشرور.

فلا يوجد تأويل صحيح تماما، ففي أي تأويل يكمن إضطراب وخلل، وميل لعاهة ما فاعلة في أعماق المؤوِّل.

فالتأويلات الدينية غير صائبة مهما توهم أصحابها العلم والمعرفة، وتلك حقيقة أكدها القرآن الذي نتعدى عليه ونتمنطق بالتأويل.

 " ...وما يعلم تأويله إلا الله....."

وعندما نأتي إلى التأويلات العبثية، فكل عبارة يمكن تأويلها، ووفقا لإرادة المؤوِّل يتحول الحق إلى باطل والباطل إلى حق، والفساد إلى سلوك مُستحب، والخيانة إلى عمل وطني، والتبعية من أصول الدين القويم.

والتأويل يدمر المجتمعات ويتسبب بتداعيات مروّعة، كما في بعض البلدان المسلمة التي تحولت إلى نثار بسبب التأويلات، لإبتعادها عن جوهر الدين، فعقدته وجعلته عسيرا، ومرهونا بما لا يمت إليه بصلة.

وصارت الفتاوى دينا والعمائم ربا وكتابا.

فتبا للمؤوِّلين الذين يمتهنون الدين، ويعلّمون الناس السلوك المهين!!

 

د. صادق السامرائي

24\11\2020

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم