صحيفة المثقف

صادق السامرائي: تطهير عقل الأمة من جراثيم المفردات!!

صادق السامرائيعقولنا ربما مصابة بأوبئة متوطنة مزمنة تتسبب بها جراثيم المفردات، التي تجتاح وعينا وتتسيّد على مداركنا، وترسم خرائط رؤانا وتصوراتنا وآليات تفكيرنا.

ففي كل منا عدد من الجراثيم الطاغية على عقله والمستوبئة لوجوده!!

فلغتنا الغنية بالمفردات، إنتقينا منها مفردات جرثومية وسممنا بها عقولنا، وأوهمنا الآخرين بأنها لغتنا وحسب!!

كيف حصل هذا؟

ومَن الذي أسهم بذيوعها وهيمنتها على العقل الجمعي؟

لابد من توجيه التهمة لنخب الأمة من الكتاب والشعراء والمثقفين والمفكرين والفلاسفة، فأقلامهم تتداول المفردات السلبية التيئيسية الإبلاسية المنطوى، والسيئة المحتوى، فصارت إبداعاتهم رثائية ندبية، وبكائيات مترعة بأقسى التعبيرات الحزينة، وفي أفكارهم وطروحاتهم ما يسوّغ ويعزز الرقود في المنحدرات والحفر والخنادق الظلماء.

لماذا أذعنوا للقنوط؟

هل هذا دور النخب؟

إن عليهم أن يتحرروا من الضغط النفسي العام، الذي يُراد له أن يعم ويتفاعل مع إرادة الحياة ويقهرها، ولا بد للنخب أن تكون صاحبة الريادة، وتمتلك القوة والعزيمة النافذة المتواصلة على الإيمان بأن الأمة تكون، وستتحرر من أصفاد العدوان النفسي والعسكري، وتطرد جنود التبعيات والخذلان والإمتهان.

الأمم بنخبها، فإذا خابت النخب تداعت الأمم إلى حضيض عصرها.

ولكي نقضي على أوبئتنا المتوطنة فينا، لابد لنا أن نتوخى الحذر في إنتقاء المفردات التي نكتب بها، فالكلمة ذات طاقة نفسية وتعبيرات سلوكية مؤثرة، فهناك كلمة طيبة وخبيثة، وما يسود في كلامنا المكتوب مفردات خبيثة تنبت الشجر الزقوم.

فهل لنا أن نكتب بمداد الكلمات الطيبات؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم