صحيفة المثقف

صادق السامرائي: زَبَدُ الرؤى والتصورات!!

صادق السامرائي"...فأما الزَبَدُ فيذهب جُفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض...." الرعد: 17

هذا قانون الديمومة الخلقية فوق التراب، فالزبد يظهر وتتطاير شروره لكنه يخمد ويغيب، ويبقى الفاعل الأصلح للوجود البشري.

أمواج رؤى وتصورات وتيارات متعددة تتوافد، لكنها تختفي عندما لا تتوافق وإيقاع الحياة المرهونة بإرادة الدوران، والتوازن التفاعلي المطلوب للإستمرار الدائب المتجدد.

فلماذا التذمر من كثرة الإبداعات في الفن والعناء والشعر والكتابة بأنواعها، وغيرها من النشاطات المتدفقة في عصرنا المتسارع الخطوات.

إنها طبيعة العصر الذي إنفتح على الدنيا، فدع ما يأتي يتحرك بحرية حتى يلقى مصيره، وسيبقى الصالح، وسيذهب ما لا يمتلك مؤهلات البقاء، والتفاعل مع زمانه ومكانه.

المفروض يتحقق الترحيب بالكثرة،  لتنصقل الموجودات الأصيلة، وتبرز بكيانها الناصع، القادر على الخروج من قيد الكثرة، فالجدير بالحياة الطيبة، لا تستطيع الكثرة أن تطمره أو تغيّبه، بل ستحدد ملامحه وتُظهر جوهره.

وكلما إزداد العطاء، تميز ما هو أروع وأعلى أصالة، وتألق بين الكثرة السائدة في ميادين الإبداع،  المتمثلة بالمواقع ووسائل الإعلام الأخرى.

وعليه لابد من تشجيع المحاولات التي تريد مكانا يشير إليها في نهر الحياة الدفّاق، بالإبداعات اللازمة لديمومة جريان التيار وتواصله نحو المصب المطلق.

فهل لنا أن ندع الروافد تتدفق، ولكلٍ قدراته لدفع التيار نحو بحار الأبدية!!

 

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم