صحيفة المثقف

آدم عربي: الفلسفة واهميتها في حياة البشر!

ادم عربيالفلسفة هي فرضيات حول امور لا يمكن الحسم فيها بطريقة نهائية من الناحية المعرفية، لكن عندما نطرح السؤال " ما الفرق بين الفلسفة والعلم؟" يمكننا ان نقول هذا السؤال يتلخص في عبارة " العلم ما نعلم، الفلسفة ما لا نعلم"، ولهذا السبب الاسئلة تمر باستمرار من الفلسفة للعلم، مع تطور العلم حين نتحقق من الشيء ونكتشفه لا يبقى فلسفة، بل يتحول الى علم، وكل انواع الاسئلة كانت تعتبر اسئلة فلسفية، ربما سائل يسال "ما فائدة الفلسفة؟" اعتقد ان للفلسفة على وجه العموم فائدتان: احدهما هو الابقاء على التكهنات المتعلقة بالمسائل االتي لا يستطيع العلم الاجابةعليها او ان يتطرق لها، المعرفة االعلمية تغطي قسما صغيرا جدا، من المسائل التي يهتم لها الجنس البشري، والتي يجب ان تهمه، هناك العديد من الاشياء التي لها اهمية كبيرة، التييتكلم عنها العلم تمثيليا، ولا اريد لخيال الناس ان ييكون محدودا ويقتصر على ما نستطيع معرفته حاليا، الفلسفة ايساع النظرة عن العالم الى مستوى الافتراض، الفائدة االثانية هي ان ترى للناس ان هناك اشياء ظننا اننا نعرفها لكنناا لا نعرفها،هي تمكنا الاستمرار في التفكيرفي الاشياء التي قد نعلمهايوما من جهه ومن جهة اخرى تمكننا البقاء متواضعين واعين، بكمْ من الاشياء التي كانت تبدو كمعرفة وهي ليست كذلك، اود قول شيئينالاول فكري والثاني اخلاقي في هذا المقام، عند دراستك لاي مسالة او التفكير باي فلسفة، اسئل ما هي الادلة وما هي الحقيقة التي تكتشفها الادلة؟ لا تترك ما تتمنى ان تؤمن به يشتت انتباهك، ولا تدعْ ظنك بأن مسالة اجتماعية ما تظن انها ستعالج بطريقة فعالة ان آمن الناس بذاك الخطأ يلعب دورا في حكمكْ، وانظر حصريا للادلة والحقائق، اما الجانب الاخلاقي في هذا المقام " الحب حكمة" والكره غباء، ويجب ان نحيا معا لا ان نموت معا.

وسنتطرق هنا لفلسفة هيجل خصوصا وماركس عموما فيما يسمى بالجدل او ديالكتيك طريقة في التفكير، فالجدل الهيجيلي او ما اصطلح على تسميته الثلاثية الهيجيلية، والذي تخطى منطق ارسطو الشكلي والصوري، مجال عمله الطبيعة، الفكر، المجتمع والتاريخ وقد بسطه هيجل في مثاله الزهرة والبرعم خير تبسيط، قال ان البرعم يختفي حين تحطمه الزهرة وتحل مكانه، لكن ليس الى مالانهايه، حتى تاتي الثمرة وتحطم الزهرة وهذا النفي الثاني، باعادة النظر لمثال النبته نجد ان الزهرة نفت البرعم وهذا هو النفي الاول ومن ثم نفي الثمرة للزهرة، وهو النفي الثاني او حسب هيجل نفي النفي Negation Of Negation، يسمي هيجل طور البرعم فلسفيا الاطروحة Thesis، ويسمي طور الزهرة او الطور الثاني النقيض Antithesis، ويسمي الطور الاخير او الثالث التركيب Synthesis، وهذا هو نفسه نفي النفي، ثم يوضح هيجل تساوي الاطراف او الاطوار الثلاثة في اهميتها فلا يجوز النظر لطور الثمرة هو الحق وغيره الباطل، فلو لم توجد الزهرة لما وجدت الثمرة .

 اوضحت الماركسية الثلاثية الهيجيليه بمثالها ايضا الشهير وهو حبة الشعير (ماركسيوا الفول والشعير حسب يعقوب)، الاطروحة او دور الاطروحه هنا هي حبة الشعير التي تهيات لها الظروف لتنمو، تختفي الحبة وتظهر مكانها النبته، وهذه النبته تتغير وتعيد حبة الشعير من جديد، هذا الطور هو نفي النفي حيث اعاد حبة الشعير الى الوجود ثانية، لكن هل عادت حبة الشعير الى ما كانت عليه؟ بالطبع لا، فحبة الشعير انتجت ربما مئة حبة بجينات وصفات مختلفة وربما متشابه للاصل ببعضها

ولو طبقنا هذا على الفكر، فهل يعني ان الفكرة الجديدة هي عين الصواب والقديمة هي الخطا المطلق؟ وهل نقول ان الثمرة هي الحقيقة وان طور الزهرة لا اهمية له ولولا ذلك لما ظهرت الثمرة؟ ان من السخف ان ينظر بعض الناس الى الثمرة على انها صنو الحقيقة والزهرة ليست ذات اهمية، في نفي فكرة لفكرة نستطيع القول ان الفكرة الجديدة دحضت القديمة، ويمكن لبعض الناس ان يقولوا ان الفكرة القديمة ما كان لها ان تلغى وتستبعد لولا زيفها وان الفكرة الجديدة هي الحقيقة، هؤلاء الناس بعبقريتهم استنتجوا ان الراسماليةهي نهاية التاريخ (الثمرة) في مثالنا البرعم والزهرة وما عداها هو باطل او زائف كناية عن النظم الاقتصادية والاجتماعية التي ظهرت قبل الراسمالية .

 هنا لا بد من القول ان الذينتصورامن الليبراليين والنيوليبراليين التاريخ انه دائرة لا نهايه لها،" نبة الشعير تعود الى الحبة والحبة الى نبتة والنبته الى حبه..الخ". أي يعود كل شيء إلى نقطة الانطلاق،،، ويبدو المستقبل عودة للماضي بالتالي لا جديد تحت الشمس؟ انها عودة ولكن بها جديد، لا ننكر العودة ولكن بها جديد، فنبتة الشعير لم تنف لتحل محلها حبة واحدة، ولا نفسها، في الطور الثالث نفي النفي اصبح لدينا مئة حبة، وكل حبة تختلف ولو بالشيء البسيط عن الام، هذا الاختلاف ينمو ويزداد مع مرور الزمن، حتى تظهر أنواع وأجناس نباتية جديدة.العودة للماضي اقرب منها للشكل لا المحتوى وهي عملية لولبية .

 

د. ادم عربي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم