صحيفة المثقف

يحيى السماوي: يا مَنْ هواه لي الفؤاد الثاني

يحيى السماوييـا مَــنْ هــواهُ لـيَ الــفــؤادُ الــثـانـي

إنّ الــذي أضْــنــاكَ قــد أضـنــانـي

*

مـا كـانَ دمـعُــكَ مـا ذَرَفْــتَ وإنَّــمـا

نـبـضـي وإنْ كـنـتُ الأثـيـمَ الجـانـي

*

شُـلَّـتْ يـدي مَـسَـتْ سِــواكَ غِــوايـةً

وتَــيَـبَّـسَــتْ مُــقَــلـي وجَـفَّ لِـسـانـي

*

تَعِـبَـتْ مـن الـقـلـمِ الـسـطـورُ وحِـبـرِهِ

وتَـعِـبْـتُ مـن هَــذْري ومن أشــجـاني

*

لا أنــتَ تـغـفــرُ لـيْ خـطــيــئـةَ " آدمٍ "

كَـرَمـاً ولا أطــفـأتَ مـن  نــيــرانـي

*

أغــواهُ شــيــطــانٌ بِــفِــتــنـةِ غـادةٍ

وأفـاقَ بـعــدَ غِــوايـةِ الــشــيــطـانِ

*

حـالـي  كـآدمَ فـي الـنـدامـةِ والأسـى

مـا كـان أتـعَـسَــنـي ومـا أشــقـانـي

*

أفَـتَـبْـخَـلـنَّ عـلى الـظـميءِ بِـشِـربَـةٍ

مـن نـهـرِ عـفـوكِ يـا كـبـيـرَالــشَّـانِ

*

بَـردانُ والـنـيــرانُ بـيـنَ أضـالـعـي

عـطـشـانُ والأنـهـارُ قُـربَ جِـفـانـي (*)

*

مَـحَضَـتْـكِ آيـاتِ الـتـبـتُّـلِ والـهـدى (**)

روحـي وكـلَّ قـطـوفِـهـا أغـصـانـي

*

 وجَّـهـتُ وجـهـي لـلـصـلاةِ فَـعـابَـنـي

قــلــبـي وشَــكَّ بِـقِــبْـلَــتِـي إيــمــانـي

*

لا تـرأفـي بيْ لـو حَـنَـثـتُ ولـم أكـنْ

صَـونـاً كـمـا مـن مُـقـلـتـي أجـفـانـي

*

أنا عـبدُكِ المـنـذورُ في دِيـنِ الهـوى

نُـذرَ اسْـتِـبـاقِ الـصَّـومِ فـي شـعـبـانِ (***)

*

لـوَّنْـتِ بالـمَـطَـرِ الـعـذوبِ مـفـاوزي (****)

فَــدَرَزْتِـهـا بـالــعــشـبِ والــغـِـدرانِ

*

لــيــتَ الــذي أرضـى بـعــفــوٍ آدَمـاً

يَـهـدي الـبـخـيـلَ عـلـيَّ بـالـغــفــرانِ

*

باعَـدْتِ مـا بـيـني وبـيـنـكِ فـاجْـمَعـي

بـيـنـي وبـيـنـي قـد أضَـعــتُ كِـيـانـي

*

تـرســو بـقـلـبـي لـلـهـمـومِ سَـــفـائـنٌ

عَـجَـزتْ عـن اسـتـيـعـابـهـا شـطـآني

*

بـلـغـتْ بـيَ الـنـيـرانُ أنَّ حشـاشــتـي

حطبٌ وإنّ الشعــــــرَ عمري الثاني

*

يـومـي مـن الأحـزانِ دهــرٌ كـامـلٌ

أمّــا مَــسَـــرّاتـي فــبــعــضُ ثــوانِ

*

يَـئِسـتْ رَحى الأيامِ من طحـني فـما

أبْـقــتْ بـيَ الــنـيـرانُ غــيــرَ دُخـانِ

***

يحيى السماوي

..................

أديليد 22/10/2021

(*) جفان جمع جَفنة: وعاء كبير يستخدم للطعام ونحوه .

(**) المحض: الخالص من كل شيء.

(***) دأب كثير من الناس على نذر صيام شعبان قربة لوجه الله لأنه من السنة إذ كان النبي " ص " يصومه استحبابا وليس وجوبا .

(****) الدرز: الخياطة / النقش بالإبرة والخيط .. ومن معانيه: نعيم  ولذّات الدنيا .

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم