صحيفة المثقف

زهير الخويلدي: باعث علم الاستغراب ومجدد التراث حسن حنفي يعود

زهير الخويلدي"البحث عن المنهاج.. هو نهاية التراث والتجديد.. وهو حدسنا الأول.. وسيتم إخراجه ابتداء من نصوص الوحي ذاتها بلا تراث ويكون هذا هو جزء الوداع " ورد في الصفحة الأخيرة من كتاب التراث والتجديد

رحيل معلمي الثوري

وفيلسوف الامة

وداعا يا اشرف الناس

واخلص العقول

واطهر القلوب

وحبيب الطلاب

وصديق فلسطين والعراق والعرب والمسلمين والانسانية التقدمية

وداعا يا موقظ الشرق ومحاور الغرب

وداعا يا كاتب التراث والتجديد ومترجم سبينوزا وسارتر وليسينغ وفيخته وفيورباخ وبرجسن وهوسرل

ابكيك بملء الجفون والدمع يغرق العيون

أؤبنك بكل الثورات والانتفاضات

وبكل الأديان والقوميات والاوطان

أرثيك بكل اللغات وجميع النظريات

ومختلف الانساق وعديد المناهج

وأنادي عليك مع كل الرفاق والمريدين بأنك استاذي

أردد أفكارك المفارقة وأتلو نصوصك البركانية وأبشر بوعودك التحريضية2931 حسن حنفي

لقد أطال الله عمرك وشارفت على إكمال مشروعك واتمام رؤيتك وعشت مقاوما للاستعمار والامبريالية والاستبداد و الصهيونية وناهضت العولمة الغربية ورفضت الارتداد والماضوية والتخلف والانقسام والتمييز والتمذهب والطائفية وانتصرت للسيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة والملونين.

وكنت فارس التجديد العربي وموقع الثقافة الوطنية ومؤسس علم الاستغراب ومعادي للاستشراق وفقيه اليسار الإسلامي ونصير الحريات و منحازا للفقراء و المناضلين وحريصا على استقلالية الجامعة والتزام الفلسفة

والان ترحل عنا دون ان تلقي المحاضرة الختامية وتقرأ علينا خطبة الوداع الفلسفي وتلتحق بشريعتي محمد اقبال والجابري وأركون وتيزيني ومروة والعظم وناصر حامد ابي زيد والبشري وفتحي عثمان ومحمد عمارة وشحرور وطرابيشي ومحمد محمود طه وخليل عبد الكريم وهشام جعيط  .... 

لقد حاولت تجديد التراث وتثوير العقائد وأنسنة اللاهوت وتنوير الحشود وإعادة بناء العلوم وعقلنة السياسة واستنبات الحداثة وتطوير المناهج وتأويل النصوص بالطرق المنهجية المعاصرة وتفسير الوحي بالتاريخ.

كنت آخر العنقود من الجيل الذهبي من الثوريين الجذريين ، تؤمن بالوحدة والاشتراكية والكرامة والعزة.

حسن حنفي مسيرة فكرية ثرية وتاريخ نضالي مشرف ومشروع عربي تحرري وحاول اعادة بناء وحدة الفكر من أجل وحدة الامة،

قتلتك الردة يا مولاي وسارعت النكسة بغيابك يا صاحبي

ستظل نبراسا هاديا ومرجعا جامعا أيها المؤمن بلا حدود

ستبقى حاضرا بيننا بكتبك ودروسك ومواقفك

الرحمة والمغفرة لك والتعازي

والمواساة لأسرتك الكريمة

إلى جنة الخلد يا صديقي

***

د. زهير الخويلدي - كاتب فلسفي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم