صحيفة المثقف

آدم عربي: الصغير!

ادم عربيمن صفاتي،ولا اقول مقدرتي او عبقريتي، لان مادح نفسه عيب ونقص، من صفاتي كما قلت انني اكتب باي موضوع وعلى نفس المسافه من جميع المواضيع، كتبت الفلسفه، السياسه، الادب والفن.. والقائمة تطول، الا انني اليوم اكتب بموضوع سلوكي مرضي وهو الصغاره . فكما البعر يدل على البعير، والثمرة تدل على نوعها، اي المقصود نوع الشجره، فالبنيه السيكولوجيه والنفسيه والسلوكيه تدل على الصغير، اذا حاورت شخصا وغضب وثار كالموتور لمجرد الاختلاف معه في الراي فاعلم انه صغير، ومن السذاجه به، انه لا يفرق بين الاختلاف معه في الراي وهتك عرضه، فاعلم انه صغير لانه لو نظر لواقع افكارة الموضوعيه، فهي ليست من لبنات افكارة بل تعود لغيره .

واعلم انه صغير ايضا لجهة كونه مفرطا في كل امر غير مبالي، فهو يعمل من الحبة قبه، ومن جميع الالوان وهي سبعة الوان جميله، لا يرى الا لونين اثنين فقط هما الاسود والابيض، واعلم انه صغير، لانه في سلوكه وواقعه العملي اليومي اكبر عدو للمتنبي، حيث تعظمُ الصغائر في عينيه، وتصغر العظائم في عينيه، فكيف لهذا الصغير ان يتدبر امره في شؤون الحياه او يستجيب لمتطلباتها، واعلم انه صغير اذا عظم كل امر يتصالح مع نصه ومقدساته واصنامه، ويعادي كل واقع لم يستطع نصه اكسابه الشرعيه، فشرعيته مشتقه من النص، واعلم انه صغير اذا رايته يكلم ولي نعمته او امره، او مرؤوسيه او ممن اقل منه منزله ومكانه كما يعامل السيد اقنانه، انه الوديع في حضور الاقوياء، وهو اسد على الضعفاء، واعلم انه صغير اذا رايت هوه ساحقه بين باطنه وظاهره، قوله وفعله المسافه بينهما ساسعه، واعلم انه صغير اذا رايته ينسب كل بلواة الى القضاء والقدر، فكل ما حل به في مسعاه ليس بما اقترفت يداه، فمتى يتعلم العيش في الواقع او عالم الواقع، وعالم المقاييس والموازين الواقعيه، والتي فيه نرى الاشياء والمعتقدات والناس في اوزانها وحجمها الحقيقي .

 

آدم عربي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم