صحيفة المثقف

أنجيل إليس: غزل بيروت 2000

2940 أليسبقلم: أنجيل إليس

ترجمة: صالح الرزوق


 1- الوصول

إبرة جدتي العجوز تبدل السلم الموسيقي.

ألو، ألو، ألـ ... لوووو بيـ.....رووووت

أغنية عن رقم خاطئ، عن الغزل.

أنا لست سوداء، أنا لست بيضاء، أنا حنطية.

نحن نطير بوجه دليل الرحلة.

أتراك، كانوا غزاة، ويأتون الآن بالمناشف الساخنة.

وجهي غامض في نافذة الطائرة.

قالت: هو أبيض مثلك. وحنطي مثل أختك.

قرأت عن لاعب بيسبول يمقت نيويورك.

تخيل... القطار 7 الذي يجري إلى ملعب البيسبول، يشبه بيروت.

**

2- الجبال

 

لم ينضج العنب في مزارع عمي الكبير.

ناعم هو مثل الوجنات التي نقبلها ثلاث مرات أثناء التحية.

أبناء العم يسألون: ماذا يظن الأمريكيون بنا؟.

انفطر قلبي، مثل الدوار الذي يصيبك بعد ركوب البحر.

وحتى لو أنني أعرف ثلاث لغات لا يمكنني أن أفهم ما يلي:

ظل أغطية النوافذ، مثل طواويس تتهادى على الماء.

وأعداد السفوح المدرجة شارف أن يكون أسطوريا.

الورود أطباق عميقة لعذوبة لا تطاق.

تضحك الشيخة جهينة بلؤم، وهي منقبة بدخان السجائر.

لذلك أحب أن أكون  في قطين - وليس هنا لأنه لا أحد يثيرني.

**

3- الخط الأخضر

2941 أليسفي صور الحرب، الأطلال تذبل تحت الرصاص.

وتبدو أقدم مما توفر له الحماية.

متحف بيروت، خط التقسيم في الحرب الأهلية.

في أرض المفارقات، الشرق مسيحي، والغرب مسلم.

الحراس يحضرون أنفسهم قبل اندلاع الشرارة كأنهم يحرسون بومبي.

والكنوز الصغيرة في صناديق الإيداع بالمصارف، والبقية مدفونون بالإسمنت.

وبين نجاحات لا تحصى، تجد حالة اعتقال فاشلة واحدة.

المادة تتحول، حتى بدا أنها تهشمت.

قوس قزح من قوارير الزجاج الروماني، تنصهر في الانفجار.

وتتكوم واحدة فوق الأخرى، مثل الجثامين.

**

4 - قانا

لم يظهر أبناء عمي في الجنوب منذ خمسة وعشرين عاما.

ونصف أعمارهم مرت بحماية القبيلة الهشة.

نحن نقترب من حرارة الحدود.

ونمشي كأن العظام تتجمع تحت باطن أقدامنا.

هنا المكان الذي يمكن للماء أن يصبح فيه كالنبيذ.

والآن التاريخ تهمة على الجدار: يا حسين.

هرب القرويون إلى مخيم الأمم المتحدة بحثا عن ملجأ.

لكن مدافع هاوزير الإسرائيلية أفلحت بإصابة مباشرة.

لا يمكن التعرف عليها: الركام، والأطفال المحترقون...

أمكنة لا يرقى فيها اللوم لمرتبة إدانة.

**

5 - الرحيل

الموظف يضع خاتمه على جوازات سفرنا، مفتونا بالأخوات.

ويسأل: من هي الأكبر بالعمر؟ - - الكبيرة هي  المتسولة.

حقائبنا تجلس القرفصاء على المدرج المهدم.

وتعرفنا على كل قطعة، كما لو أنها لغم بارد.

هل أنت خائفة؟. الفكرة تتدحرج مثل مسبحة الصلاة.

كلا -No. طرقعت بلساني باستهانة مثل الأسلاف.

سمارة في أي مكان: فالموت لا مفر منه.

هذه بقعة من الجليد الأسود، أنبوب ينفجر في الدماغ.

نزح نفس الموظف من الطائرة، بعد الفحص الأمني.

قال: احرصي على أخواتك. ورشق ابتسامة في عيني.

***

..................

أنجيل إليس   Angele Ellis : شاعرة أمريكية من أصول لبنانية وسورية، تعيش في بيتسبورا، بنسلفانيا. من أهم أعمالها المجموعات التالية: عربي على شاشة الرادار 2007، الناجية  2011، تحت ساعة كوفمان 2016 . تكتب في مجلة “الجديد - النسخة الإنكليزية” مراجعات الأفلام والإصدارات الحديثة. الترجمة من مجموعتها (عربي على شاشة الرادار) وبإذن شخصي.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم