صحيفة المثقف

عادل الحنظل: ما بعدَ أسوارِ النفاق

عادل الحنظلكي ترتقي

وتكونَ أنقى ذِمَةً

كالماءِ لم يَهتكْ نَقاوتَهُ الكَدَرْ

جَعلوكَ تَبني بينَ جَنبيكَ السُتُرْ

قالوا.. 

اذا فَعَلَتْ يمينُك فالشمالُ كَفيفةٌ

فكأنّما عينُ اليَمينِ بَصيرَةٌ

ويُفارقُ الأخرىٰ البَصرْ

أتموتُ بينَهُما المُروءةُ لو تَشافَهَتا الخبَرْ

 إني سأُعلِنُ في الجَهارْ

ما بينَ كَفّيَّ اتفاقٌ أنْ تَكونا في وِفاقْ

لا سرَّ فيما تَفعلانْ

لا تَجهلُ اليُسرى إذا اليُمنى سَقَتْ

وتمتّعتْ

أو أنفَقَتْ

الكتْمُ بينَهما نِفاقْ

ماذا يُخَبئُّ في الصَباحِ

مُؤانِسٌ عشقَ السَهَرْ

**

عَظُمَ الحَذَرْ

في نفسهِ

ذاكَ المحلّقُ في فَضاءاتِ الكُهوفْ

لمّا عَلا صوتُ الأنا

ليزيحَ في الظُلماتِ ماردَ حَبْسهِ

خشَيَ القَدَرْ

رَجمَ الجَمالَ َمُولوِلاً

ومُعَوِّذاً مِن رِجسهِ

حَسَبَ الصَدىٰ وَحْياً فأَقعىٰ وانحنىٰ

في رجفةِ المقرورِ

أجفَلَ يلثمُ بالحَجَرْ

**

سأكونُ أولَّ مُنتصِرْ

إنْ سارَ خلفي من يخالُ الحظّ ألقاهُ هنا

ورَمَتْهُ في ظلّي الثقيلِ مشيئةٌ

بجبينهِ رَسَمتْ خُطاهُ وما جنىٰ

مُتعثّراً

يَرتابُ أن تَلِدَ الرياحُ له الخَنا

لن ألتفتْ

لمُقَيدٍ في الوَهمِ يَعتقدُ اشتهاءَ الحُبّ حُمقاً كالزِنى

يخشىٰ إذا اتَّقَدْ الصِبا بشبابهِ

مُتوهّماً أنَ السَماءَ تَشَكلّتْ

لِعقابهِ

فينامُ مدثراً

ويَسعىٰ مدّثِرْ

**

أنا لستُ ثُعباناً أشمُّ الصَيدَ في طَرَفِ الحَياة

أو ضارباً في الرملِ يُحْضِرُ غائبا

لي في الوجودِ تَعِلّةُ

توحي إليَّ  مآربا

ما كنتُ مُنتهِجاً سِوايْ

مُتوكئاً، أسعى، على عَينيَّ

إن رَأتا رَأيتُ

وما بغيرِهِما ظَفَرْ

**

إبنُ النخيلِ أنا ومَربَعيَ الشجَرْ

مرأى السماءِ لديَّ ما بين السَعَفْ

وأعُدُّ بين الخوصٍ أنجُمَها

فتأتي دونها عِشتارُ تدعوني إذا الليلُ انتصفْ

مَعَها يُغنّي الكَرْمُ أغنيَتي

ويثمَلُ فوقَ مائدتي الرَطَبْ

يهتزُّ من حولي الوجودُ

فينثَني حيناَ وأخرى ينتصبْ

نَغَماتُ مجرى الماءِ أشبهُ بالوَترْ

يختالُ حِسّي حين تَعزِفُ لحنَها

لا أسمعُ اللعناتِ ممن عسَّ خَلفي خائِبا

يَستامُهُ دَجَلٌ فيأتي حارِبا 

الليلُ مملكَتي

اللهُ أوقدَ في جوانبِها السَنا

يا نفسُ فليشهدْ براءَتيَ القَمَرْ

***

عادل الحنظل

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم