صحيفة المثقف

ريكان ابراهيم: أبحث عن ليلٍ لإيواء أحلامي

ريكان ابراهيمالناسُ نيامٌ

لكنْ إنْ ماتوا انتبهوا وأفاقوا

أنا منهم لكنّي مامِتُ إلى الآنَ

لأَعرفَ كيف إذا ماتَ الإنسانُ

يُفيقْ

هل يعني هذا أنَّ العُمْرَ فراشٌ والصحوة

بعد الموتِ معاشٌ؟

هل يعني هذا أنَّ خطايانا حُلُمٌ ليلي

يشملُ كلَّ العُمْرِ ونرويهِ بعد

الموتِ لمن راحوا مِنْ قَبلْ

**

كنتُ أنامُ كثيراً وطويلاً فأنا من

شعبٍ، يُدعى الشعبَ العربيَّ،شهير

بالنومِ ولايصحو إلا إنْ أزعجَهُ

حُلُمٌ أو حاصرَهُ بَوْلْ

**

أحلامي لا يكفيها ليلْ

هذا عُمْرٌ مرَّ عليَّ ولم أهنأ بمساحةِ

ليلٍ تكفي أحلامي

ظلَّ عليَّ الحالُ طويلاً حتى فكرّتُ

بأن أصنعَ ليلاً من وحي خيالي الفضفاضِ

وأوهامي

غيرتُ كثيراً من أشيائي

مثلاً ...مثلاً

غيَّرتُ سريري،

أغلقتُ شبابيكي،

أطفأتُ ضيائي

أسكتُّ وسائلَ إعلامي

صارت غرفةُ نومي قَبري

ودخلتُ إلى مثوايَ وطال منامي

بدأتْ أحلامي تتقاطرُ أسرابَ حمامِ

- حُلُماً فيه رأيتُ (أنا) آخرَ يُشبهُ

يوسُفَ في الجُبِّ ،وأدري أنّي لستُ

بيوسفَ لكنْ أعجبني المشهَد

- حُلُماً آخرَ، أدري فيه أنّي أحلُمُ ، لكنْي

أصبحتُ اثنينْ

(ريكانَ وفي يدهِ قَلمٌ ويُحاولُ أن يكتبَ شِعراً)

والثاني شُرطيٌ يمنعُهُ

فاستلَّ له ريكانُ قصيدتَهُ،

مثلَ عصا موسى حتى أرداهُ قتيلاً

- حُلُماً آخرَ فيهِ رأيتُ السَجّانَ سجيناً،

والظالمَ مصلوباً، والحاكمَ محكوماً،

ورأيتُ

قريباً منهم مَلكاً يكتبُ فوق جدارٍ:

هذا آخر يومٍ وغداً ستقومُ الساعةُ

- أحلاماً شتّى ....

أسرابَ حمامٍ تتقاطر

لا أدري هل طالت، أم طُلتُ أنا،

أمْ لا طُلتُ ولا طالتْ لكنْ

قَصُرَ الليلُ ، فلم ينفَع بَحثي

عن ليلٍ يكفيني إيواءَ الأحلام

***

د. ريكان ابراهيم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم