صحيفة المثقف

جودت العاني: حلم في صحراء الوهم..!

شاءتْ أقداري

أنْ أركنَ راحلتي

عندَ تخوم السورْ..

فنمتُ طويلاً حتى ما عدتُ

أحسبُ ساعات نهاري ..

فرأيت في نومي ثعلبا

يدعى "إبن آوى "

يلعق بول دواب الأرض

وليس بعيداً عنه مجرى النهر..!

ثم، تلاشى الحلم

على وقع أقدام

تتخطى ظلال النورْ ..

ثم، نفضت تراب الأرض

وتابعت طريقي

نحو هموم دياري ..

نامَ الثعلبُ ردحاً

فتحولَ، لا معنى فيه

سوى أضغاث الحلم الفاقد معناه..

ثمَ، استيقظَ من غفوتهِ

يحلمُ ثانيةً بسفاهاتِ

العقلِ الفاقد مرماه..

**

كنتُ اظن، أنَ اليقظةَ

في معناها، شيء قد يمسح

عني ظنوني ..

لكنْ، لمْ تمكث غير ثوينات

حتى فَقَدَ المعنى قواه ..

فكيفَ لِمَنْ يحلم أن ينكرَ

أو يفقدَ معنى وجوده

حين يعاند أشكال النور..؟

**

كنتُ أحدقُ في حلمي

اقدامٌ متعثرةٌ

تتقاذفها رشات الرمل

تكادُ أن تعصفَ فيها ..

فتمنيت أن لا تسقطَ في الاوهام

تُثقِلَ أو تحني قامته صوب

سراب الصحراء..

لكني ادركت،

أن ظنوني كانتْ صرخاتْ..

والغافي يعتاشُ على النكباتْ ..

***

د. جودت صالح

2021/11/03

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم