صحيفة المثقف

حشاني زغيدي: أرافق الأمل

حشاني زغيديعودت نفسي أن أكتب وأحلم، عودت نفسي عشق الأمل، عودت نفسي الاستمتاع بجمال طلوع الفجر، كتبت لليائسين أن الخير تحمله الأقدار في السماء .

كتبت للأمل: أرافق الأمل .

أساير الزمن، أنتظر بريق أمل

أتشوق لأرى القمر، يشع نورا

أتطلع أن يبزغ الفجر، يحمل التباشير

كنت أواعد الزمن المكلوم في غير يأس أو ضجور

أواعد الزمن، لعل الفجر يخرج من جنابته ألوان قوس قزح الذهبية، أو يخرج لنا من بطون الحرائر من يحملون الورود

أتساءل، أو تحمل الأقدار، فتخرج لنا الأرحام شبلا، يكسر الأغلال ويفك القيود

أو تخرج الأرض الحبلى، جيلا ينشر الحق و العدل في رحاب البسيطة

سأظل أساير الزمن بشغف، أكرر مواعيدي المضروبة

لعل طارقا يقصد دربنا، يقبل بعزمه يقوي ضعفنا

أو لعل فاتحا في صهوة جواده، يعقد عزمنا، يرمم الأبواب المكسورة ؛

يعيد فتحها فقد طول الانتظار

في ضفاف دروب الأمل، كنت أتحسس الأفق القريب

رغم ذلك الصراع القائم بين نسائم الحق، وقذائف رعود الباطل

أظل أرقب بزوغ الفجر الصادق،الفجر المكتوب في الصحائف، المحمول في رسائل الآيات المحكمة

أتخيله الأمل يخاطبني يقول لي: لا تطرق السمع للشارد، لا تطرق السمع لمهزوم يشل قواك، فيضعف عزمك، لا تطرق السمع لسواد الليل القاتم، فالليل دائما يعقبه الفجر الصادق .

أتسمع نداءات التباشير من كلم ربي، يقول الله تعالى مخاطبا موسى عليه السلام، يوجه من خلاله لأجيال تأتي بعده، يرسل برقيات رسائل الفوز والفلاح، رسائل تحمل الأمل:

{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأعراف:156-157).

 

الأستاذ حشاني زغيدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم